ليس هناك طريق الى السلام فالسلام هو الطريق .
يعرف السلام لغوياً على انه اسم مصدر من سلَم يسلَم تسليما كالكلام والطلاق وهو بمعنى النجاة والتخلص مما لا يرغب فيه ويقال “سلم من الامر ” أي نجا منه, وبمعنى اخر السلام هو الخضوع والاستسلام والمذلة والتسليم بما يؤمر به الانسان او ينهى عنه . اما تعريف مصطلح السلام من الناحية السياسية و العسكرية هو غياب الاضطرابات العنيفة التي تولدها الحروب وانعدام الامن و هو عدم وجود الصراعات الدموية والازمات سواءً على الصعيد الداخلي او الخارجي.حيث تأمل الكثير من الشعوب الى الجنوح الى السلم ونبذ العنف والتطرف والاحتكام الى لغة الحوار مع الاخر لمنع النزاعات والصراعات التي من شأنها ان تؤدي الى انهيار السلم بين بني البشر وهذا يتطلب جهوداً كبيراً من القائمين على عملية حفظ السلام العالمي وايضاً تتطلب عملية بناء السلام بعد انتهاء الصراع والاقتتال فيما بين الفئات او الدول او الشعوب المتصارعة الى اتخاذ إجراءات متكاملة ومنسقة يكون هدفها معالجة الأسباب الكامنة وراء العنف، وتشخيص مشكلة الصراع سواء كانت هذه الصراعات سياسية، أو ديمغرافية او عسكرية، او ما يتعلق منها بالاقتصاد او ما يخص الامور الثقافية والاجتماعية … الخ. وكذلك وضع الاسس اللازمة والحلول الكفيلة بعملية إرساء دعائم السلام الدائم وان ينظر اليها على أنها استراتيجية طويلة الأمد لمنع تلك الصراعات وتدارك حدوثها في المستقبل. اما فيما يخص مفهوم السلام العالمي الذي يعرف بأنه المثل الأعلى للحرية السياسية والسلام والسعادة بين جميع الدول و الشعوب وبين جميع بني البشر وهو حالة من اللاعنف الذي من خلاله تتقارب الدول بصورة ارادية وطوعية وتلجأ الى استخدام الدبلوماسية في الحوار من اجل حل الصراعات والنزاعات بدون استخدام القوة والعنف. وما احوجنا اليوم الى الركون للسلام واستخدام لغة العقل والحوار وقبول الاخر على ان الانسان اما اخ لك في الدين او نظيرٌ لك في الخلق كون السلام يعد في مقدمة القيم الانسانية الرفيعة التي يحتاج اليها الانسان فما اجمل ان نكون من دعاة السلام وبناء الاوطان بالمحبة والخير فبلدنا بحاجة لكل الجهود الخيرة التي من شأنها ان تنهض به من ويلات الحروب والصراعات والازمات وركام الجهل والتخلف والحرمان وانتشاله من الواقع المرير الى بر الامان والسلام فالكثير الكثير منا يستحق العيش الهانئ الرغيد ولابد لنا من ان نرسم خارطة الطريق الجميل عبر السلام. فالسلام ليس غياب القوة, السلام هو حضور الحب – كما قال هنري برغسون.
مقالات اخرى للكاتب