النتائج التي أسفرت عنها انتخابات مجلس محافظة البصرة ،خيبت طموحات التكتلات السياسية التي سيطرت على إدارة المحافظة خلال العشر سنوات الماضية ، القراءة التحليلية المبسطة تقول بأن عدد الذين شاركوا في التصويت لا يتجاوز 46% ، وبالتالي فأن طرفي الصراع الحالي على المناصب الحاسمة في الإدارة لا يمتلك سوى 22% من أصوات البصريين اي ان 75% ممن يحق لهم التصويت حجبوا الثقة عن الطرفين ... وبالتالي الحديث عن حصول أي كتلة على الأغلبية ...كلام يجافي الواقع ... ولا يزيد عن دعايات إعلامية ومن يروج له ينطبق عليه " يعرف ويحرف "...وهو لا يخجل من الكذب على الملأ في الفضائيات "عيني عينك " بدون وازع ...
مايقال عن ان المحافظ السابق حصل على 150 إلف صوت مما يمنحه الأفضلية ، ايضا كلام غير موضوعي لان انتخاب المحافظ يتم وفق التصويت عليه بأغلبية الأعضاء وفقا لقانون مجالس المحافظات ولا يرتبط ذلك بعدد من يصوت له من الناخبين ، ففي الانتخابات السابقة وفي كربلاء تحديدا حصل احد المرشحين و لوحده أصوات تفوق ما حصلت عليه قوائم لكنه لم يحظى بأي منصب في المجلس ... يضاف لذلك كون المحافظ ، كان الأول في تسلسل قائمته،والأكيد أن المصوتين على أساس الرمز للقائمة ودائما يكون التصويت للتسلسل الأول بغض النظر عمن يكون ،فهؤلاء يصوتون على الولاء لرئيس القائمة ويكون مرشحهم الرقم واحد لأنهم أصلا غير معنيين بمن يكون في القائمة ... يجري هذا خاصة في تصويت القوات المسلحة لانها بحكم المغلقة لمن يحوز القرار فيها ...
إذا واستعين بالفهوم الشعبي الدارج " تكنطرت " إدارة المحافظة ، هذا الوضع سيلقي تبعاته على إدارة المحافظة للأربع سنوات القادمة ، وسيبقى قلقلا ،وغير مستقر ، فانسحاب عضو من هذا الطرف او ذاك ، يزعزع التشكيلة الهشة التي قد يتم التوصل لها ... واذا أسقطنا الوضع العام للبلاد " الأزمات المستمرة " ، والوضع الخاص للبصرة " يفور" ... لتعاظم توتر البصريين ، بسبب الشعور المتنامي لديهم بالغبن والحيف ، فمدينتهم فم العراق وكنز ثرواته ، لكنها جائعة وفقيرة ومتخلفة وفيها جيش من البطالة ، والإدارات التي تعاقبت عليها ، إضافة لكون ولاءاتها غير بصرية فأنها غلبت جانب الكسب السياسي لأحزابها على حساب مصلحة البصريين ، وتداعيات ذلك التضحية بموارد المحافظة وعدم احترام طموحات مواطنيها ...واحتكار المناصب القيادية فيها على أساس الولاء الحزبي " أسلوب النظام الصدامي الساقط " مما أوصل عناصر إدارية رثة وهزيلة لهثت وراء مكاسبها الشخصية والفئوية ، فعم الفساد وفاضت المحسوبية ، واكتظت الإدارات وأولها إدارة المحافظة بالمطبلين والمزمرين وأنصار " بالروح بالدم " ... والمسيرات الحالية مثال واضح على ذلك ، ومثل هذا الاستقطاب ، يبعد أصحاب الكفاءات والمهنيين والتكنوقراط ، ويهمش دور المجتمع المدني والقطاع الخاص .
سادتي ... لا أخفيكم امرأ باني ووفقا لاستشرافي لما سيكون عليه الوضع في البصرة ...وقبل الانتخابات المحلية ... بأن الأربع سنوات القادمة ستكون صعبة وجدا على من يتولى زمام الأمور ... فمتابعاتي للمؤشرات والإحصائيات الموثقة ذات العلاقة بحياة البصريين الحالية تشير بان " البركان قادم " وأن المحافظة لن تتمتع بالاستقرار والأمن ... لا بسبب الإرهاب لكن وحتما بسبب تردي الأوضاع الحياتية والمعاشية وتدني خدمات البلدية والصحة والتعليم ... واليكم بعض هذه الارقام...
40000 من الحواسم في البصرة / حسب تصريح المحافظ السابق
في النشوة والدير وحول حقول مجنون وبموجب مسح اجرته شركة شل
"خلال الربع الثاني من عام 2012، أجريت استشارات مجتمعية عامة بشأن احتياجات المجتمعات المحلية الأكثر أهمية والأولويات في 21 قرية في النشوه حول حقول مجنون .
تحديد النتائج الرئيسية لتلك المشاورات ما يلي:
1. نقص الخدمات (التعليم، الصحة، الكهرباء، الخ)،
2. الفقر و
3. عدم وجود فرص اقتصادية / وظائف.""انتهى شل ".
30% من البصريين دخلهم اليومي أقل من دولارين
14% من اطفال البصرة دون الوزن القياس ممن اعمارهم خمس سنوات فما دون وهي اعلى نسبة في المحافظات .
35% من الشباب ممن عمرهم بين 15 و24سنة عاطلين عن العمل
--- تتفرد البصرة عن المحافظات بعدم وجود احصاء لعدد السكان الذين لاتصلهم الاسالة " ماء الشرب ".
30من كل 100 الف شخص مصابين بمرض السل
15% من البصريين لاتوجد لديهم مرافق صحية نظامية
15% ممن أعمارهم بين 15 و24 سنة لا يقرءون ولا يكتبون "أميين" .
أضيف بان 5% من البصريين بضمنهم الخريجين يدخلون سوق العمل سنويا ، ومع أسطورة الاستثمار الحالية وعمالة الأطفال ، تزداد فجوة الفقر ، وارتباط ذلك بعدم الاستقرار العائلي والاجتماعي .
للطرافة اذكر باني ومن خلال اجتماعي بعدد من أعضاء مجلس المحافظة السابقين والذين أعيد انتخابهم ، ادهشني ، بعد اربع سنوات امضوها في المجلس ، يجهلون ماهي واجبات وصلاحيات المجلس ، بل ان بعضهم ومن خلال مراقبتي ، كانوا يقومون بإعمال تنفيذية ليست من صلاحياتهم إطلاقا ... هذا الحال تسبب في اطلاق يد المحافظ ...وسيطرته التامة على موارد المحافظة ... وفقدان التخطيط التنموي والاستراتيجي ...وهو بالمناسبة من الصلاحيات الحصرية لمجلس المحافظة ...
سنين اربع عجاف تنتظر البصرة ، في ظل من وصلوا لإدارة شؤونها ... والحل الأوحد والأول والأخير ... والذي لا بديل عنه ... إبعاد إدارة المحافظة عن الصراعات السياسية والحزبية والفئوية الضيقة ... والاتجاه للإدارة التشاركية ... والتي تعني مشاركة البصريين كافة بإدارة شؤونهم ... وخاصة أصحاب المصلحة ممن يطلق عليهم المهمشين ، وهم الأرامل ، واليتامى والفقراء والعاطلين عن العمل ، والتخوم في الأرياف .
مقالات اخرى للكاتب