مع تقادم الأيام وإستفحال خطر العصابات الإجرامية والإرهابية المسماة مختصراً (داعش) التي باتت تهدد كثير من دول المنطقة مثل العراق وسوريا والأردن ولبنان، فان الحل العسكري لن يبقى رهينة القوات المسلحة في العراق وسوريا وحدهما، بل أصبح يتطلب إجماعاً عالمياً على ضربات جوية إستباقية قبل ان تتوسع مطامع داعش، وهذه الضربة يجب ان لا تكون أمريكية فقط، بل يتوجب ان تشترك بها كثير من الدول التي ترى بأن خطر (داعش) ماعاد يتلخص بمحاولتها إحتلال بغداد ومدن عراقية أخرى، فامريكا وحدها لن تتحرك بترسانتها الجوية الكاملة وإستخدامها لطائراتها المتطورة التي يقودها طيارون مهرة، بل تفضل ان تجعل من استخدام الطائرات بدون طيار، الخيارالممكن والمفضل ، وحتى هذا الخيار لا يزال يواجه العديد من الصعوبات في حال قررت الإدارة الأميركية تبنيه. نتيجة عدم وضوح الرؤية لدى الساسة الأمريكان والخبراء العسكريين في البنتاغون كما يرى كثير من المهتمين.
ويؤكد كثير من المحللين السياسيين والعسكريين انه وعلى الرغم من امتلاك القوات الأميركية العديد من هذه الطائرات والقواعد العسكرية التي يمكن أن تنطلق منها، في كل من تركيا وقطر والكويت والإمارات وباكستان وأفغانستان وقاعدة بحرية في البحرين، إلا أن الإدارة الأميركية تحتاج إلى موافقة الدول المستضيفة لهذه القواعد لاستخدامها في العمليات العسكرية المرتقبة وهو موضوع مهم يجب الإنتباه له كون كثير من هذه القواعد تتواجد في دول تكنّ الكره والعداء للعراق وسوريا، فضلاً عن ان بعض هذه الدول تعدّ داعمة وبقوة لعصابات داعش، كما هو الحال مع تركيا وقطر والسعودية والبحرين .
وربما وبعد كل ما طرحناه أرى ان التحرك العالمي، وتحديداً دول الناتو بإتجاه وضع خطط غير معلنة لتوجيه الضربة العالمية القاصمة لهذا التنظيم الإرهابي الدموي ومحوه من الخرائط، صار أمراً ملحاً، ولايمكن لهذه الدول المنضوية تحت لواء هذا الحلف عدم إستشعار الخطر الكبير الذي يأتي من القاعدة وربيبها، التنظيم الأكثر دموية في العالم (داعش) الذي برز الآن كقوة تمارس الإجرام بأشكال لم يتخيلها أو يتوقعها أكثر الناس معرفة بالإرهاب، وعلى هذا فقط أبني تصوري بأن المعركة مع داعش لن تحسم بمواجهة مباشرة بين الجيش العراقي وتلك العصابات حتى لو كانت هناك مساعدات عسكرية أمريكية أو روسية أو ايرانية، فهؤلاء وحدهم لن يستطيعوا القضاء نهائياً على هذا التنظيم المتناسل وشبه المنظم، بل يمكنهم فقط تعطيل تحركاته لمدة معينة، تعطي الداعشيين فرصة لملمة وضعهم وتحصين انفسهم لحين القيام بعمليات جديدة ستكون كارثية فيما لو حصل فعلاً ، وأنتظر العالم مزيداً من الوقت..!!.
مقالات اخرى للكاتب