من حقنا كمواطنين , من حقنا كمتابعين , من حقنا كأفراد طامحين بدولة تحترم الانسان وتعمل على زيادة الوعي في مصفوفته المجتمعية ان نعرف باي عقلية تدار الدولة العراقية اليوم ؟ واعتقد ان المختص بالتحليل السياسي , وهنا اقصد المختص الحقيقي لا اولئك الذين قفزوا على ساحة التحليل هكذا جزافا دون ان يكون لديهم منجزات واضحة في عالم التحليل السياسي على مستوى الخبرة او على مستوى تراكم التجارب او على مستوى كورسات التدريب الاحترافي المتقدم في هذا المجال الذي تعتمده اغلب الدول العظمى في تبيان ملامح الخطوة المقبلة ضمن سياساتها الموضوعة , نعم اقصد المختص الحقيقي الذي تتوافر فيه المصاديق التي ذكرتها اعلاه والناظر الى الساحة السياسية العراقية وباي عقلية تدار ؟ هل تدار بالعقلية الديمقراطية الواعية , واعتقد ان المحلل الحقيقي ينفي هذا الخيار , فلا يكفي مقدار الوعي بالديمقراطية لدينا من ادارة الدولة العراقية ورسم سياستها , فامتلاك الرغبة فقط بأن تصبح ديمقراطيا لا تكفي الا بعد توفر ادوات الديمقراطية وبعد تغيير في نسق الوعي بشكل تام في بنية المنظومة الاجتماعية , اذن العقلية الديمقراطية غير متوفرة لادارة الدولة العراقية والدليل الالتفاف على الرؤية الدمقراطية اكثر من مرة وبمسميات عديدة لا اود التطرق اليها في هذا المقام , فبأي عقلية تدار اليوم السياسة العراقية ؟ هل تدار بالعقلية المذهبية ؟ نعم وبنسبة ليست بالهينة تدار الدولة العراقية بهذه العقلية حتى ولو كان هذا ظاهرا , فلغة المكونات والمذاهب (السنية والشيعية) والقومية (العربية والكردية والتركمانية) هي التي احتلت فحوى الاحاديث وما تنشره الصحافة وما يؤثث به الساسة السنتهم , ولكن هذا واجزم موجود على النحو الظاهري فلا السياسي الشيعي يعي مصلحة المواطن الشيعي ولا السياسي السني يعي مصلحة المواطن السني , اذن ما هي العقلية التي تدار بها الدولة العراقية ؟ وهنا اجزم بان العقلية التي تدار بها الدولة العراقية هي العقلية البراغماتية الصرفة سواء على مستوى الاحزاب او على مستوى الافراد , عقلية المغانم الشخصية , عقلية تسجيل النقاط , عقلية (هذا لي وهذا لك) والمؤشرات تدل على ان هذا المستوى من العقليات سوف يجثوا على صدر العراق لفترة ليست بالقصيرة حتى ياتي جيل من السياسيين العراقيين قد تخلص من العقدة التي يحملها سياسو اليوم والقائمة على اساس الاشتفاء والشعور بالمظلومية عند طرف , والطرف الثاني قائمة على اساس استعادة المبادرة والهيمنة وان خلف ذلك ارواح جميع افراد الشعب العراقي .
مقالات اخرى للكاتب