ما رأي المذاهب الإسلامية في الإسراء والمعراج .؟
الإسراء والمعراج ليس مرهونا في فكر الاموين فقط , ولا تتبع المذاهب الإسلامية لمعاوية بن أبي سفيان , وهذه المصادر التاريخية تفند رأي معاوية وتبطل أكاذيبه ..( يعني انه يكذب في أصل العقيدة الإسلامية } واليك الآراء من المذاهب السنية ...
يقول أصحاب العقيدة الطحاوية ,الموضوع الذي يتعلق بحادثة الإسراء والمعراج فيه جملة من المسائل , منها اعتقاد أهل السنة والجماعة كون الإسراء والمعراج كان بالجسد والروح, خلافًا لما ذهب إليه القائل بأن ذلك كان منامًا,( ) أو أنه كان بالروح, أو أن المعراج كان بالروح دون الجسد, ومن مسائل هذه الحادثة تحقق المعجزة الباهرة والحجة البالغة فيها,..
وقولنا ... الإسراء والمعراج كان بالروح والجسد.. روى سعيد بن منصور من طريق سفيان رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم: (هي رؤية عين وليست رؤية منام)، وهذا نص صريح في هذه المسألة، وكأن ابن عباس رضي الله عنهما كان يستشعر أنه سيأتي من يقول { بهذا القول الضال} ، وهو: أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أسري بروحه فقط ولم يسرَ بجسده، ولم يعرج به إلى السماء....!! والعجيب أن أهل التفسير نقلوا عن عائشة رضي الله عنها وعن معاوية رضي الله عنه: أنه كان يرى أن هذه الآية نزلت في الإسراء والمعراج، وأنها رؤيا عين وليست رؤيا منام، وهذا يدل على بطلان ما رواه ابن إسحاق رحمه الله عن عائشة ومعاوية.( ) ..
هنا استقر الأمر بتحريف موضوع لعن بني أمية في القران تحدث معاوية بشكل إعلامي فذ , فخلط الحابل بالنابل ,,واليك رأي القرطبي في تفسيره ...( )..
قوله تعالى : وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس.. قال ابن عباس: الناس هنا أهل مكة ، وإحاطته بهم إهلاكه إياهم ; أي إن الله سيهلكهم . وذكره بلفظ الماضي لتحقق كونه . وعنى بهذا الإهلاك الموعود ما جرى يوم بدر ويوم الفتح . وقيل : معنى أحاط بالناس أي أحاطت قدرته بهم ، فهم في قبضته لا يقدرون على الخروج من مشيئته ; قاله مجاهد وابن أبي نجيح . وقال الكلبي : المعنى أحاط علمه بالناس . وقيل : المراد عصمته من الناس أن يقتلوه حتى يبلغ رسالة ربه , عليك التبليغ ، فبلغ بجدك فإنا [ ص: 254 ] نعصمك منهم ونحفظك ، فلا تهبهم ، وامض لما آمرك به من تبليغ الرسالة ، فقدرتنا محيطة بالكل ; قال معناه الحسن وعروة وقتادة وغيرهم .
وفي البخاري والترمذي عن ابن عباس في قوله - تعالى - : وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس قال : هي رؤيا عين أريها النبي {ص} ليلة أسري به إلى بيت المقدس . قال : والشجرة الملعونة في القرآن هي شجرة الزقوم . قال أبو عيسى الترمذي : هذا حديث صحيح ....
وبقول ابن عباس قالت عائشة ومعاوية والحسن البصري ومجاهد وقتادة وسعيد بن جبير والضحاك وابن أبي نجيح وابن زيد . وكانت الفتنة ارتداد قوم كانوا أسلموا حين أخبرهم النبي{ص} أنه أسري به . وقيل : كانت رؤيا نوم ....
وعن ابن عباس قال : الرؤيا التي في هذه الآية هي رؤيا رسول الله {ص} أنه يدخل مكة في سنة الحديبية ، فرد فافتتن المسلمون لذلك ...!! ، فنزلت الآية ، فلما كان العام المقبل دخلها ، وأنزل الله - تعالى - لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق . وفي هذا التأويل ضعف { يعدها القرطبي ضعيفة رغم ورودها في صحيح البخاري ..والسبب واضح كالشمس .. لأن السورة مكية والإسراء والمعراج وقع في مكة { من البيت الحرام إلى المسجد الأقصى} وموضوع الرؤيا كانت بالمدينة .أي تفسير هذا يقوله البخاري..؟.
وقال في رواية ثالثة : إنه {ص} رأى في المنام بني مروان ينزون على منبره نزو القردة ، فساءه ذلك فقيل : إنما هي الدنيا أعطوها ، فسري عنه ، وما كان له بمكة منبر.. إنما هو بالمدينة .( ).
قال سهل إنما هذه الرؤيا هي أن رسول الله {ص} كان يرى بني أمية ينزون على منبره نزو القردة ، فاغتم لذلك ، وما استجمع ضاحكا من يومئذ حتى مات .اي لم يبتسم الى حين وفاته ..!.
يقول ابن كثير في تفسيره :....وقد قيل المراد بالشجرة الملعونة بنو أمية وهو غريب ضعيف ( ).
هنا يتبين لماذا بذل معاوية هذا الجهد فقي سبيل صرف الآية التي نزلت به وال مروان , ووصفهم الشجرة الملعونة , فحول تلك الرؤيا التي لعنهم فيها القران , إلى مكان آخر ضد النبي {ص} ...
هذا تحقيق تاريخي في الآيات المباركة التي نزلت على نبينا محمد{ص} والقران نص مقدس عند المسلمين , ولكن معاوية تمكن ان يتلاعب بالتفسير ..!! وتلاعب بالمعنى الذي جاءت به الآية . إذن كيف يكتبون عن ثورة كربلاء التي نسفت عروشهم من الأساس , وجعلت الأمة تفكر ألف مرة بما يقولون وما يبدلون في دين الله تعالى , وقائدها ابن ذلك النبي الذي اسري به من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى ثم الى السماء , وهو ابن الذي قتل صناديد قريش وقادتها , ابن من ضرب خراطيم الخلق , حتى قالوا : لا اله إلا الله محمد رسول الله ... فكيف تتصور أن يكتبوا عن الحسين {ع} وشيعته المجاهدون بين يديه. هذه أسئلة أكررها على العزيز القاريْ كي يأخذ صورة حقيقية عن تاريخ كربلاء..
هناك أشياء مخفية في الإسراء والمعراج , لم يطلع عليها عدد كبير من المؤمنين , لأنه ضرب عليها ساتر قوي من الضبابية , ماذا جرى في الإسراء .. وما الغاية منها ..؟ .. ولماذا تدخل الإعلام الأموي وقاده معاوية بنفسه .. حتما القضية تستحق الاطلاع .. كما تستحق قضية كربلاء أعادة الدراسة في خصوصيتها والحوادث الحقيقية التي جرت فيها .... واليك المخفي في الإسراء والمعراج ..
ماذا جرى في الإسراء والمعراج .؟
كانت الرحلة كونية , معجزة لن تتكرر , وهي تطييب خاطر النبي {ص} بعد هجرته غير الموفقة إلى ثقيف , التي ضرب فيها وأوذي بشكل , يرثى له , بسبب الاعتداء عليه ..
كان على أثرها دعاءه ... رفع رأسه للسماء وصار يناجي ربه ..."اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبِّي، إلى مَنْ تَكِلُنِي؟ إلى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي؟ أَمْ إلى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي؟ إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ غَضَبٌ عَلَيَّ فَلاَ أُبَالِي، وَلَكِنَّ عَافِيَتَكَ هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ، وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَكَ أَوْ يَحِلَّ عَلَيَّ سَخَطُكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ"
.قال ابن إسحاق : فحدثني يزيد بن زياد ، عن محمد بن كعب القرظي ، قال : لما انتهى رسول الله {ص}إلى الطائف ، عمد إلى نفر من ثقيف ، هم يومئذ سادة ثقيف وأشرافهم ، وهم إخوة ثلاثة : عبد ياليل بن عمرو بن عمير ، ومسعود بن عمرو بن عمير ، وحبيب بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف ، وعند أحدهم امرأة من قريش من بني جمح ، فجلس إليهم رسول الله {ص} ، فدعاهم إلى الله ، وكلمهم بما جاءهم له من نصرته على الإسلام ، والقيام معه على من خالفه من قومه ؛ فقال له أحدهم : هو يمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك ،" أي أمزق ثياب الكعبة " ..!.
وقال الآخر : أما وجد الله أحدا يرسله غيرك ..؟. وقال الثالث : والله لا أكلمك أبدا . لئن كنت رسولا من الله كما تقول ، لأنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلام ، ولئن كنت تكذب على الله ، ما ينبغي لي أن أكلمك . قام رسول الله {ص} من عندهم وقد يئس من خير ثقيف ، وقال لهم : إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا عني ، وكره رسول الله {ص} أن يبلغ قومه عنه فيذرهم ذلك عليه . ...
قال ابن هشام : قال عبيد بن الأبرص : أغروا به سفهاءهم وعبيدهم ، يسبونه ويصيحون به ، حتى اجتمع عليه الناس ، وألجئوه إلى حائط لعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة ، وهما فيه ، ورجع عنه من سفهاء ثقيف من كان يتبعه ، فعمد إلى ظل حبلة من عنب ، فجلس فيه . وابنا ربيعة ينظران إليه ، ويريان ما لقي من سفهاء أهل الطائف ، وقد لقي رسول الله {ص} فيما ذكر لي - المرأة التي من بني جمح ، فقال لها : ماذا لقينا من إحمائك ؟المرأة القرشية التي كانت متزوجة احد سادة ثقيف ....
بدأ رسول الله {ص} يدعو ربه بالدعاء المذكور " اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، ... الخ .. ثم جاءه غلام نصراني اسمه عداس يقطف عنبا من الحائط , فوضع شيئا من العنب بيد النبي{ص} فتناوله قائلا : بسم الله , ثم أكل , فنظر عداس دهشا وقال: هذا كلام لا يقوله أهل هذه البلاد. فسأله النبي {ص} عن بلده ودينه , فلما علم انه نصراني من نينوى , قال له: امن قرية الرجل الصالح يونس بن متي ..؟ . فسأله عداس , وما يدريك ما يونس بن متي..؟ فقال محمد {ص} : ذاك أخي كان نبيا وأنا نبي. فاكب عداس على محمد {ص} يقبل يديه ورأسه.( ) .
بعد هذه الحادثة جاءت حالة الإسراء والمعراج .. بكل هذه التفاصيل والأمر عادي ليس فيه ما يسيْ للأمويين ورجال القرار والتجار في مكة,إذن لماذا كل هذا الحملة في اعتبار الإسراء والمعراج مرة رؤيا , وأخرى بالروح فقط دون الجسد , والأكثر إن النبي{ص} ذكر آلهتهم ومدحها في قصة الغرانيق ... لماذا كل هذا التزوير للقضية ..؟ ولماذا تم الالتفاف على الحادثة من قبل الاموين وقيادتهم على الموضوع ..؟
الجواب على كل هذه الأسئلة :....قال : أبو الحسن بن شاذان السابق في المناقب المائة: عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليلة اسري بي إلى السماء السابعة سمعت نداء من تحت العرش: إن عليا آية الهدى وحبيب من يؤمن بي فبلغ عليا، فلما نزل من السماء نسي ذلك فأنزل الله تعالى (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك (- في علي) وإن لم تفعل فما بلغت رسالته)( )..
إذن القضية فيها علي بن أبي طالب {ع} وكان يعرفها المسلمون ويتداولونها على إنها منقبة لأبي الحسن {ع} وهذه لا ترضي معاوية ولا الجهاز الإعلامي الأموي , فغيرت وبدلت , وتم التلاعب بالألفاظ ومخارج القضية , وزج الأمور في تيه يحجب الرؤية عن أصل الإسراء وما جرى فيه ونتائجه..!.
واليك مصادر أخرى تتحدث من كتب جمهور المسلمين في تفاصيل الإسراء والمعراج ...
من طريق موفق بن أحمد: بإسناده عن أبي ذر في خطبة له عليه السلام بعد موت عثمان تشتمل على مناشدة من حضر من الصحابة فيما له من الفضائل إلى أن قال: فأنشدتكم هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لما اسري بي إلى السماء السابعة رفعت إلي رفارف من نور، ثم رفعت إلي حجب من نور، فوعد النبي صلى الله عليه وآله الجبار لا إله إلا الله بأشياء ، فلما رجع من عنده نادى مناد من وراء الحجب: نعم الأب أبوك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك علي، واستوص به. ( )..
وورد في كتاب الخوارزمي قوله :.. من طريق المخالفين أخطب خطباء خوارزم موفق بن أحمد: قال: أنبأني مهذب الأئمة أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي ، أخبرنا محمد ابن محمد بن عبد العزيز أبو منصور العدل، أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار، حدثنا أبو بكر محمد بن عمر، حدثنا أبو إسحاق محمد بن هارون الهاشمي ، حدثنا محمد بن زياد النخعي، حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان ، حدثنا غالب الجهني ، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، قال: .قال علي عليه السلام: قال رسول الله{ص} : لما اسري بي إلى السماء، ثم من السماء إلى سدرة المنتهي وقفت بين يدي ربي عزوجل، فقال لي: يا محمد. قلت: لبيك وسعديك (يا ربي) . قال: {{ قد بلوت خلقي فأيهم وجدت أطوع لك ؟ }} قال: قلت: يا ربي عليا. قال: صدقت يا محمد، فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك، ويعلم عبادي من كتابي مالا يعلمون ؟ قال: قلت: يا رب اختر لي فإن خيرتك خيرتي. قال: قد اخترت لك عليا، فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا، ونحلته علمي و حلمي، وهو أمير المؤمنين حقا، لم ينلها أحد قبله، وليست لأحد بعده. يا محمد، علي راية الهدى، وإمام من أطاعني، (وهو) نور أوليائي، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني، فبشره بذلك يا محمد. فقال النبي{ص} قلت: ربي فقد بشرته....
فقال علي{ع}: أنا عبد الله وفي قبضته، إن يعاقبني فبذنوبي ولم يظلمني شيئا فإن تمم لي وعدي فالله مولاي. فقال النبي صلى الله عليه وآله: قلت: اللهم اجل قلبه، واجعل ربيعه الإيمان بك . قال: قد فعلت ذلك به يا محمد غير إني مختصه بشئ من البلاء لم اخص به أحدا من أوليائي. قال: قلت: ربي أخي وصاحبي. قال: قد سبق في علمي انه مبتلى (ومبتلى به) ، لولا علي لم يعرف حزبي، ولا أوليائي، ولا أولياء رسلي. ... إلى هنا ( ). والخوارزمي من مصادر السنة ...
عن طرق الشيعة , وردت هذه الرواية من مصادر شيعية واسعة , منها ما رواه الشيخ الطوسي ( قدسره) في كتاب الامالي .. واليك النص ....
رواه الشيخ أبو جعفر الطوسي في أماليه: قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت، قال: أخبرنا ابن عقدة يعني أحمد بن محمد بن سعيد، قال: أخبرنا محمد بن هارون الهاشمي (قراءة عليه،) قال: أخبرنا محمد بن مالك ابن الأبرد النخعي، قال: حدثنا محمد بن الفضيل بن عزوان الضبي، قال: حدثنا غالب الجهني، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب{ع} ..
قال: قال رسول الله {ص} لما اسري بي إلى السماء وساق الحديث إلى آخره. وفي آخر الحديث: قال محمد بن مالك: لقيت نصر بن مزاحم المنقري فحدثني عن غالب الجهني، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده، عن علي {ع} قال: قال رسول الله {ص} : لما أعرج بي إلى السماء وذكر مثله . قال محمد بن مالك: فلقيت علي بن موسى بن جعفر{ع} فذكرت له هذا الحديث، فقال: حدثني به أبو الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر{ع} ,عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن علي، قال: قال رسول الله{ص} لما اسري بي إلى السماء، ثم من السماء إلى السماء، ثم إلى سدرة المنتهى وذكر الحديث بطوله.( )..
الذي رواه محمد بن العباس: قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن علي بن منذر، عن مسكين الرجل العابد وقال ابن المنذر عنه وبلغني انه لم يرفع رأسه إلى السماء منذ أربعين سنة، وقال (أيضا) : حدثنا فضيل الرسان، عن أبي داود، عن أبي برزة ، قال: سمعت رسول الله{ص} يقول:
" إن الله عهد إلي في علي عهدا. فقلت: اللهم بين لي. فقال لي : اسمع. فقلت: اللهم قد سمعت. فقال الله عزوجل: أخبر عليا بأنه أمير المؤمنين، وسيد أوصياء المرسلين ، وأولى الناس بالناس، والكلمة التي ألزمتها المتقين. ( ).. ... فهل يعقل أن تبقى هذه الروايات تتداول في تراث الإسلام ..؟ وكيف تستتب الأمور لبني أمية وأعداء أهل البيت في ضوء هذه الرؤيا العقائدية ... واليك المزيد .
ورد في عيون المعجزات: قال: روي عن الغلابي ، عن عمار بن مروان ، عن عبيد الله بن موسى العبسي، قال: أخبرني جبلة المكي، عن طاووس اليماني، عن ابن عباس، قال: دخلت على عائشة بنت أبي بكر، فقالت:" دخلت على رسول الله {ص} وهو يقبل فاطمة ويشمها، فقلت: أتحبها يا رسول الله ؟ قال: إنه لما عرج بي إلى السماء الرابعة أذن جبرائيل وأقام ميكائيل عليهما السلام ثم قيل لي: ادن يا محمد، فصل بهم. فقلت: أتقدم وأنت بحضرتي ! قال: نعم، إن الله تعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين، وفضلك أنت خاصة عليهم وعلى جميع الانبياء، فدنوت وصليت بأهل السماء الرابعة، ثم التفت إلى يميني فإذا أنا بإبراهيم {ع} في روضة من رياض الجنة وقد اكتنفه جماعة من الملائكة، (ثم التفت إلى شمالي فإذا أنا بأخي علي بروضة من رياض الجنة واكتنفه جماعة من الملائكة،" ...!!!
ثم إني صرت إلى السماء السادسة فنوديت: نعم الأب أبوك (إبراهيم) ، ونعم الأخ أخوك ووزيرك علي بن أبي طالب{ع} ، فلما صرت إلى الحجب أخذ بيدي جبرائيل عليه السلام فأدخلني الجنة، فإذا أنا بشجرة من نور في أصلها ملكان، يطويان الحلي والحلل، فقلت: حبيبي جبرائيل لمن هذه الشجرة ؟ فقال: هذه الشجرة لأخيك ووصيك علي بن أبي طالب {ع} ، وهذان الملكان يطويان الحلي والحلل إلى يوم القيامة، ثم نظرت أمامي فإذا أنا برطب ألين من الزبد، وبتفاحة رائحتها أطيب من المسك، فأخذت رطبة وتفاحة فأكلتهما فتحولتا ماء في صلبي، فلما هبطت (إلى) الأرض أودعته خديجة، فحملت بفاطمة حورية إنسية، فإذا اشتقت إلى الجنة شممت رائحة فاطمة {ع} ....قال ابن عباس: فدخلت على رسول الله {ص} فسألته عن فاطمة{ع} فحدثني بما حدثتني به عائشة.( ).
.......................
لا بد أن اذكر أمرا في غاية الأهمية , وهو تخريج حديث يحمل كثيرا من الخرافات والبدع لتشويه الإسراء والمعراج بذاته ...
قال ابن إسحاق : وحدثت عن الحسن أنه قال : قال رسول الله {ص} بينما أنا نائم في الحجر جاءني جبريل {ع} فهمزني بقدمه فجلست فلم أر شيئا ثم عدت لمضجعي فجاءني الثانية فهمزني بقدمه فجلست فلم أر شيئا فعدت لمضجعي فجاءني الثالثة فهمزني بقدمه فجلست فأخذ بعضدي فقمت معه فخرج إلى باب المسجد فإذا دابة أبيض بين البغل والحمار في فخذيه جناحان يحفز بهما رجليه يضع حافره في منتهى طرفه فحملني عليه ثم خرج معي لا يفوتني ولا أفوته ...
وتستمر المأساة التاريخية ....قال ابن إسحاق : وحدثت عن قتادة أنه قال : حدثت أن رسول الله {ص} قال : لما دنوت منه لأركبه وضع جبريل يده على معرفته ثم قال ألا تستحي يا براق مما تصنع فوالله ما ركبك عبد لله قبل محمد أكرم عليه منه قال فاستحيا حتى ارفض عرقا ..!! ثم قر حتى ركبته .
قال الحسن في حديثه : فمضى رسول الله {ص} ومضى معه جبريل حتى انتهى إلى بيت المقدس ، فوجدا فيه إبراهيم وموسى وعيسى في نفر من الأنبياء ، فأمهم رسول الله {ص} فصلى بهم ثم أتي بإناءين :
هنا تبدأ المبالغات والكذب والدجل ...في أحدهما خمر وفي الآخر لبن ، قال : فأخذ رسول الله {ص} إناء اللبن فشرب منه وترك إناء الخمر . قال : فقال له جبريل : هديت الفطرة وهديت أمتك وحرمت عليكم الخمر . ثم انصرف رسول الله {ص}إلى مكة ، فلما أصبح غدا على قريش فأخبرهم فقال أكثر الناس : هذا والله الأمر البين, إن العير لتطرد شهرا من مكة إلى الشام ، يذهب محمد في ليلة واحدة ويرجع إلى مكة قال : فارتد كثير ممن كان أسلم ، وذهب الناس إلى أبي بكر...!!{ وما شان ابي بكر بالعقيدة } ..
فقالوا : هل لك يا أبا بكر في صاحبك يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس ، وصلى فيه ورجع إلى مكة . قال فقال أبو بكر : إنكم تكذبون عليه . فقالوا : بلى ، ها هو يحدث به الناس . فقال أبو بكر : والله لئن كان قاله لقد صدق فما يعجبكم من ذلك فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه ، ثم أقبل حتى انتهى إلى رسول الله {ص} فقال : يا نبي الله ، أحدثت هؤلاء أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة ؟ قال ( نعم ) قال : يا نبي الله ، فصفه لي فإني قد جئته ؟ فقال الحسن : فقال رسول الله {ص}: رفع لي حتى نظرت إليه فجعل يصفه لأبي بكر ويقول أبو بكر: صدقت ، أشهد إنك رسول الله . حتى إذا انتهى قال رسول الله{ص} لأبي بكر,: وأنت يا أبا بكر الصديق فيومئذ سماه الصديق . قال الحسن : وأنزل الله - تعالى - فيمن ارتد عن الإسلام لذلك : وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا . فهذا حديث الحسن عن مسرى رسول الله{ص} وما دخل فيه من حديث قتادة . وذكر باقي الإسراء عمن تقدم في السيرة . وقال ابن عباس : هذه الشجرة بنو أمية ، وأن النبي {ص} نفى الحكم ....
هنا يقول الحسن البصري :...هذا قول ضعيف محدث والسورة مكية ، فيبعد هذا التأويل ; إلا أن تكون هذه الآية مدنية ، ولم يثبت ذلك . وقد قالت عائشة لمروان : لعن الله أباك وأنت في صلبه فأنت بعض من لعنة الله . ثم قال : والشجرة الملعونة في القرآن ولم يجر في القرآن لعن هذه الشجرة ، ولكن الله لعن الكفار وهم آكلوها ..... والمعنى : والشجرة الملعونة في القرآن {آكلوها } . ويمكن أن يكون هذا على قول العرب لكل طعام مكروه ضار : ملعون . وقال ابن عباس : الشجرة الملعونة هي هذه الشجرة التي تلتوي على الشجر فتقتله ،( ) يعني الكشوث . ( أي الزرع حين يغلظ ويقوى على الآخر..)..
المسائل التي بدلها الكُتاب ووعاظ السلاطين
في العقيدة الإسلامية
1- إن الإسراء حصل بالروح والجسد، وأما المعراج فإنه حصل بالروح فقط؛ وذلك حتى يجمعوا بين العقل وما سمعوه من النصوص، فإنهم يقولون: إنه يمكن للإنسان أن ينتقل في ساعة واحدة من مكة إلى بيت المقدس ثم يعود، وهذا أثبته العلم الحديث؛ حيث ينتقل مثلاً إلى بيت المقدس بطائرة ويمكن أن يعود في نفس اليوم، فالعلم الحديث أثبت هذا، قالوا: وأما المعراج الذي يكون فيه اختراق لهذا الفضاء الهائل الكبير فإنه لا يمكن أن يكون بالجسد، وإنما يكون بالروح... !.
2- مسألة: هل رأى رسول الله {ص} ربه بعينه التي في رأسه؟ السلف رضوان الله عليهم ذكر عن بعضهم -ومنهم ابن عباس رضي الله عنهما- أن رسول الله{ص} رأى ربه، وثبت عن ابن عباس أيضاً أنه قال: رأى ربه بقلبه مرتين... كما ثبت عن عائشة 0أنها أنكرت رؤية النبي{ص} لربه.
والتحقيق في هذه المسألة هو ما ذكره عدد من أهل العلم كـ شيخ الإسلام رحمه الله: أن الآثار الواردة عن ابن عباس في مسألة إثباته لرؤية النبي{ص} لربه هي آثار مطلقة، ليس فيها تحديد هل كانت الرؤيا بالعين أم بالقلب؟ ... الخ . وأما قوله: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم:11]، وقوله: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم:13]، فإن بعضهم -مثل ابن عباس رضي الله عنهما- فسرها: بأن المقصود: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم:11] يعني: رأى ربه. وقوله: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم:13] يعني: رأى ربه.
3- العقيدة الطحاوية في الشفاعة :.. مما يتصل بركن الإيمان باليوم الآخر إثبات الحوض الذي أكرم الله تعالى به نبيه {ص} غياثا لأمته, والتصديق بما ورد من صفاته في الأخبار الثابتة خلافًا لمنكريه من الخوارج والمعتزلة , ومما يتصل كذلك بالإيمان باليوم الآخر التصديق بالشفاعة الثابتة يوم القيامة للنبي {ص} ولغيره بأنواعها, العظمى منها فما دونها بشروطها المنصوصة في آيات الكتاب الكريم. ....: قال الطحاوي رحمه الله تعالى: [والحوض الذي أكرمه الله تعالى به غياثاً لأمته حق].
هذه الفقرة مشتملة على إثبات الحوض يوم القيامة لنبينا {ص} والحوض: هو مجمع الماء، والحوض ثبت بالأحاديث النبوية التي بلغت حد التواتر، فقد ذكر القاضي عياض في شرحه لصحيح مسلم المسمى: (إكمال المعلم) بأنه رواه خمسة وعشرون نفساً من أصحاب النبي{ص}، وزاد عليه النووي في شرح مسلم ثلاثة،... انظر إلى ما بعدها ........
ومما ينبغي أن يتنبه له الإنسان: أن هناك فرقاً بين الكوثر والحوض، فالكوثر: هو نهر بالجنة،...! وهو الذي أعطاه ربنا سبحانه لمحمد{ص} كما دلت عليه سورة الكوثر: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} دل على أن هذا الكوثر نهر في الجنة ...حديث أنس بن مالك في صحيح البخاري حيث قال: (لما عرج بالنبي{ص} إلى السماء قال: أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف، فقلت: ما هذا يا جبريل؟! قال: هذا الكوثر، بل جاء في رواية للبخاري توضح هذه الرواية وهي قوله: (بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر)، فهذا يدل على أن الكوثر نهر في الجنة، كما روى الترمذي عن ابن عمر مرفوعاً إلى النبي{ص} أنه قال: (الكوثر نهر في الجنة، حافتاه من ذهب، ومجراه على الدر والياقوت) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وفي حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري في كتاب التفسير في تفسير سورة الكوثر قالت: (هو نهر أعطيه نبيكم صلى الله عليه وسلم)، وذكرت: (أن عليه دراً مجوفاً، وآنيته كعدد نجوم السماء)، وزاد النسائي: (في بطنان الجنة، قلت: وما بطنان الجنة؟ قالت: وسطها) الراوي عن عائشة سأل عن بطنان الجنة؟ فقالت: وسطها، يعني: أن نهر الكوثر في وسط الجنة.لكن روى البخاري عن ابن عباس أنه قال في الكوثر: (هو الخير الذي أعطاه الله إياه).
قد يشكل على هذا القول الأحاديث التي وردت أن النبي{ص}يرى أصحابه يذادون عنه فيقول: (أصحابي أصيحابي! ثم يقال: إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك).
ومن أطرف ما عرفت رأي يؤخذ من عبيد الله بن زياد في العقيدة , ويذكر في المصادر ليثبت به عقيدة الإسلام ..أخرج أبو داود عن أبي برزة الأسلمي: أنه دخل على عبيد الله بن زياد فذكر ابن زياد الحوض، فقال: (هل سمعت رسول الله{ص} يذكر فيه شيئاً؟ فقال أبو برزة: نعم، لا مرة ولا مرتين ولا ثلاثاً ولا أربعاً ولا خمساً، فمن كذب به فلا سقاه الله منه).ويزيد القصة وضوحاً حديث أنس بن مالك ,الذي رواه أبو يعلى في مسنده قال -يعني: أنس -: دخلت على ابن زياد وهم يذكرون الحوض، فقال: هذا أنس، فقلت: (لقد كانت عجائز المدينة كثيراً ما يسألن ربهن أن يسقيهن من حوض نبيهن) وإسناده صحيح.... فاذا كان الفقهاء يتناولون عقائدهم في محضر ابن زيا قاتل الحسين {ع} فما ظنك بمن يريد ان يكتي عن تاريخ كربلاء..؟.
4- أركان الشفاعة : أنواع الشفاعة وشروطها ... أنواعها نوعان: شفاعة مثبتة، وشفاعة منفية.
وأما شروطها فشرطان: الشرط الأول: أن يأذن الله سبحانه وتعالى للشافع أن يشفع، كما يدل على ذلك قول الله عز وجل: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة:255].
الشرط الثاني: الرضا عن المشفوع له بأن يكون من أهل التوحيد، ويدل على ذلك قول الله عز وجل: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء:28]، وحديث أبي هريرة ان النبي {ص} قال: (أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله، مخلصاً من قلبه..
إثبات شفاعة لغير النبي {ص} : فقد وردت الأحاديث الصحيحة أن الملائكة والأنبياء والمؤمنين يشفعون، كما جاء ذلك في حديث أبي سعيد الخدري ,. وهو حديث طويل وفيه: (فيقول الله عز وجل: شفعت الملائكة وشفع الأنبياء وشفع المؤمنون، ثم لم يبق إلا رحمة أرحم الراحمين) إلى آخر الحديث، وهو يدل على أن الأنبياء وعلى أن الملائكة والمؤمنين يشفعون يوم القيامة. إلا ابن تيمية هذا الرجل من اكبر مروجي الفكر الأموي , ولم يأتي كاتب أو عالم من أي مذهب , بما جاء به ابن تيمية في تمزيق الأمة .. واليك توسعة في هذا الرأي ..
العقائد الإسلامية :ً
أتفق المسلمون عامة على شفاعة النبي {ص} يوم القيامة، رغم إنهم اختلفوا في معناها ,كونها سبباً لغفران الذنوب والتي هي الغاية الأساسية من طلب الشفاعة ..كما عليه الأشاعرة والإمامية وأهل الحديث، وعند المعتزلة , معنى الشفاعة , " ترفيع الدرجة ".
وهذا ما اتفق عليه المسلمون منذ زمن النبي {ص} إلى عهد ابن تيمية اتفقوا على جوازه حياً وميتاً ... إلى أن جاء ابن تيمية في القرن الثامن الهجري ورفع راية الخلاف بين المسلمين، وقال: «لا يجوز طلب الشفاعة من النبي{ص} ويقول :لا يطلب الشفاعة إلاّ من اللّه.
ثم بيّن مراتب الأدعية المبتدعة على النحو التالي:
1- الدعاء لغير اللّه سواء أكان المدعو حياً أم ميتاً، وسواء أكان من الأنبياء{ع} أم غيرهم فيقال: يا سيدي فلان أغثني، وأنا مستجيرك ونحو ذلك، فهذا هو الشرك باللّه... أصبح الموضوع شرك ..!!
2- أن يقول للميت أو الغائب من الأنبياء: ادع اللّه لي، أو ادع لنا ربك ونحو ذلك، فهذا لا يستريب عالمٌ أنه غير جائز...
3- أن يقول: أسألك بجاه فلان, عندك أو بحرمته ونحو ذلك، ... وهذا الرأي مخالف تماما لأبي حنيفة , وأبو يوسف .. حصرا التوسل والدعاء بالنبي فقط , دون غيرهم بما فيهم الأنبياء ( )..
لو أردنا مراجعة الآراء التي طرحها ابن تيمية , يتبين ما يأتي ..
القسم الأول: عدّه شركاً، عجيب جداً، هذا هو القرآن الكريم يذكر عن شيعة موسى قوله: (فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيهِ)( ) يقول: إنّ قول القائل «يا فلان أغثني» شرك سواء أكان المدعو حياً أم ميتاً.. بينما موسى{ع} كان حياً حين استغاثة الّذي من شيعته ..
القسم الثاني : قول القائل: أسألك بجاه فلان عندك أو بحرمته، فهو داخل في القسم الثاني من التوسل الذي هو يطلب من نفس الشخص .. وهنا فرق بين النية والمنطق الذي يستخدمه الناس عادة ..
ولأتباع محيي مسلك ابن تيمية في القرن الثاني عشر، أعني محمد بن عبد الوهاب، تعبيراً واضحاً في ذلك المجال يقول:«إنّ طلب الشفاعة يجب أن يكون من اللّه لا من الشفعاء بأن يقول:
اللّهمّ شفّع نبيّنا محمداً فينا يوم القيامة،.( )... أو اللّهمّ شفّع فينا عبادك الصالحين، أو ملائكتك أو نحو ذلك مما يطلب من اللّه لا منهم، فلا يقال: يا رسول اللّه أو يا ولي اللّه أسألك الشفاعة أو غيرها مما لا يقدر عليه إلاّ اللّه، فإذا طلبت ذلك في أيام البرزخ كان ذلك من أقسام الشرك.. وبذلك تحول الدعاء والتوسل إلى نوع من أنواع الشرك .. وهذا أمر غريب.
هكذا نرى تبدل الأحكام وتزوير الحقائق العقائدية , أرخص وأوفر شيء في كتب الوهابية وشيخها ابن تيمية،... وإذا كان التبدل في مفهوم القران , او ما جاءت به السيرة ويتحول الى شرك وضلالة , ويقتل من يحمل العقيدة الصحيحة للإسلام .. فكيف بالحوادث والقصص يمكن إضافتها بيسر, أو رفعها لمتطلبات المصلحة الخاصة لهم ..؟ .
شفاعة النبي وسائر الشفعاء هي الدعاء إلى اللّه وطلب المغفرة منه .. فقول القائل مقابل قبر النبي {ص} «يا وجيهاً عند اللّه اشفع لنا عند اللّه» لا يقصد إلاّ الشفاعة عند الله ..النيسابوري يذكر عن مقاتل في تفسير قوله تعالى: (مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصيبٌ مَنْهَا، وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا)النساء -84, إذن الشفاعة إلى اللّه إنما هي دعوة اللّه لمسلم( ).
أفرد البخاري في صحيحه باباً بعنوان «إذا استشفعوا إلى الإمام ليستسقي لهم لم يردهم» وأفرد باباً آخر بعنوان «إذ استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط»( ) . باعتبار ان ما جاء في البخاري صحيحا , هنا أصبح التضارب بين الرأيين , فمن هو الاصوب..؟.
ويروي الترمذي في صحيحه عن أنس أنه قال: سألت النبي أن يشفع لي يوم القيامة فقال: أنا فاعل. قلت: فأين أطلبك؟ قال: على الصراط( ) .
عن ابن عباس يقول: لما فرغ أمير المؤمنين{ع} من تغسيل النبي، قال: «بأبي أنت وأُمي، اذكرنا عند ربك واجعلنا من بالك» ( ).
ويروي أهل السنة أنه لما توفّي رسول اللّه جاء أبوبكر من سلع، ووقف على فوته وكشف عن وجهه وقبله وقال: بأبي أنت وأُمي طبت حياً وميتاً واذكرنا عند ربك»( ) .فما معنى المعارضة مع هذه النصوص وعدم العمل بها ومعاكستها؟........
مقالات اخرى للكاتب