هنالك اكثر من حديث قدسي, يبن فيها الله سبحانه وتعالى سبب خلق السموات والارض, ومنها قول الله عز وجل : (يا ملائكتي ، ويا سكان مساواتي ! إني ما خلقت سماء مبنية ولا أرضا مدحية ، ولا قمرا منيرا ، ولا شمسا مضيئة ولا فلكا يدور ، ولا بحرا يجري ، ولا فلكا يسري إلا في محبة هؤلاء الخمسة ) حديث الكساء, هم أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها , وبما أن أفضل الموجودات هو الانسان والله خلقه لأجل أن يصله الى كماله اللائق به .
الحسين (ع ) فتح عينيه الشريفتين على نور الرسالة المباركة , فشاء الله تعالى أن يندمج نور الرسالة البهي بدم ولحم و روح هذا الوليد الطاهر.
فالحسين هو مكمل للرسالة المحمدية , ومنبع الايمان والحرية ومقاومة الظلم, لأنه ترعرع بكنف جده المصطفى(ص) , ولابد ان نقرا الحسين قراءة وجدانية وتأثيرها بالمجتمعات المتعاقبة عبر التاريخ, وربط العقدية التي كان يمتلكها الحسين و أن نقرأه رسالةً شاملة، ولا نقرأه في المأساة وحدها، بل نقرأه كما نقرأء رسول الله(ص)، حينما قال: "حسين منّي وأنا من حسين "،,لم يكن اندماجاً نسبيّاً، بل كان اندماجاً رسالي، لأنه تجسد بإتمام الرسالة المحمدية ,عندما اعلن صوت الحق والحرية ومحاربة الانحراف ,حينما تحدث مع القوم المغرر بهم في كربلاء , ليس بالغة السياسية وانما بالغة القران الذي جاء به جده المصطفى (ص), لأنه كان يعرف المجتمع ومشاكله آنذاك, والتأثير و انخراطه بدوافع مصلحية .
عبّر عنها بقوله: "ليرغب المؤمن في لقاء ربّه حقّاً، فإنّي لا أرى الموت إلا سعادةً، والحياة مع الظّالمين إلا برماً", حقيقة اكدها بطل الحرية والانسانية برفض الذل والهوان عندما قالها : (هيهات منا الذلة), واكد حقيقة اخرى للإنسانية وجميع الملل , بان الحسين (ع) رمزاً للوحدة الإسلاميَّة، لأنَّ المسلمين أجمعهم يلتقون عليه, كونه سنيا ,على مذهب ابيه علي بن ابي طالب (ع) وان عليا هو نفس الرسول (ص) كما قال الله سبحانه وتعالى: في سورة المباهلة ، و هي : ﴿ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ .
فالحسين شيعيا عندما شايع ابيه ,الذي نصبه رسول الله يوم الغدير وليا على المسلمين و بايعوه واقروا بولايته جميع المبايعين, عندما تحبّون الحسين حبّ الحقّ وحبّ الإسلام , يكون الحسين منارا للمسلمين من السنة والشيعة , لأنه للجميع انه سفينة النجاة من ركبها نجى ومن تخلف عنها هلك , فانه سني وشيعي ورمز الحرية والبطولة في مدرسة الحياة ,وثورة لا يعيها الا الاحرار ضد الطغاة, وهو ما عبر عنه حينما صدح صوته في صحراء كربلاء مخاطبا أعداءه (إنْ لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم) , فاين انتم يا اتباع ابن تيمية والوهابية وال اسعود وال حمد وغيرهم! من دين الحسين السني الشيعي ؟
مقالات اخرى للكاتب