ان الانتماء لأي منظومة اخلاقية او سياسية او فكرية او غيرها لا يشترط به ان يكون انتمائا للعنوان الذي تحمله المنظومة او رئيسها ومؤسسها.فقد يكون هناك تنظيم معين معروف بالاجرام والفساد والطغيان تتبرأ منه كل الملل والنحل ولكنها تنتمي له بحقيقتها و تتبنى سلوكه وسياسته وهي لا تعلم او لا تدعي.
ومن هذه التنظيمات المجرمة هو تنظيم البعث المجرم الذي يتبرأ منه اليوم اغلب الاحزاب العراقية وبالخصوص الاسلامية منها .هذا الاعلان بالبراءة ينبغي ان يكون صادقا و واضحا من خلال السلوك المضاد لسلوك البعث و الرافض له،وبخلاف ذلك يكون هذا الحزب او ذاك حزبا بعثيا وان لم ينتمي للعنوان.
لنرى هل احزابنا الاسلامية تنتمي للبعث ام لا تنتمي من خلال مقارنة سلوكها بما يتميز به البعث من سمات:
1. ان من سمات البعث الظالم هو تسلط افراد معينين على القرار ولا مؤسسية في اصداره.واليوم اين ما تلتفت ترى ذلك في احزابنا الاسلامية الشيعية.
2. ان من سمات البعث الاساسية هو ان كل من يعارضه من اتباعه او المرتبطين به بشكل او بآخر يكون عرضة للاتهام بالعمالة لجهات اخرى و يتعرض للعقوبة المناسبة لذلك،وهذه ايضا من السمات البارزة في احزابنا(الاسلامية) التي تنظر لمن يعارضها بعين العمالة والخيانة.
3. ان من سماته ايضا انه يربط مصير من ارتبط به بمصيره ربطا بطريقة مخادعة و رخيصة كما ربط البعث من ارتبط به عن طريق اشراكهم بالقتل والتعذيب حتى اصبح البعثي مستعدا لحرب أي جهة في سبيل الحفاظ على البعث الذي هو في حقيقته حفاظا على نفسه وبقائها.واحزابنا الاسلامي اليوم استعملت اسلوب السرقة بربط من ينتمي اليها بها،فلقد اشركت الكثير منهم معها بسرقة الاموال والمناصب كي تضمن دفاعهم عنها الذي هو يعني دفاعا عن انفسهم.
4. من سمات البعث الصدامي هو شراء الذمم والابواق التي تنفخ به و تخدع الجماهير لتخفي عنهم اجرامها و شرها و تقصيرها.وهذا اليوم واضح من خلال عدم وجود أي نقد للحزب في الفضائية التي صنعها و اسسها ولا حتى في أي مؤسسة اخرى مرتبطة به.
5. من سمات البعث هي التستر بالدين وهي صفة في احزابنا لا تحتاج الى توضيح.
6. من سمات البعث هي طرد و تهميش الكفاءات ،وهذا موجود بأدنى نظر و بحث واستقراء.
7. من سماته ايضا تجهيل القاعدة والجماهير كي تبقى متخلفة لا تميز بين الحق والباطل ،واحزابنا اليوم تبحث عن القاعدة الجاهلة المطيعة لها في كل الاحوال حتى تضمن عدم شكهم بها و اشكالهم عليها ورقابتهم لها.
8. اتصف البعث بتعالي افراده على الجماهير و عدم الاتصال بهم والترفع عن الحوار معهم وسماع نقدهم،واحزاب اليوم ترى انها تملك تفكير الناس واجسامهم وخطواتهم و ترى ضرورة ان لا يتدخل احد من الجماهير بعملها.
الى غيرها من السمات يطول بنا الحديث عليها.
النتيجة بالنسبة لي اني لا ارى حزبا اسلاميا شيعيا اليوم ليس لديه هذه الصفات فأحزابنا بعثية وان لم تنتمي.
مقالات اخرى للكاتب