لم تمر الأمة الأسلامية في كل أزمنتها التي مضت عبر القرون بمثل هذه المرحلة والفترة من البؤس والتشرذم والانكسار والخضوع بل العبودية لنهج تكفيري تجاوز كل حدود الانبياء والرسل من آدم حتى النبي محمد ص..ربما هذه الفترة التي يمر بها العالم ومنطقة الشرق الأوسط قد فاقت حتى الفترات المظلمة من حيث الجريمة والدمار والخراب الذي تعرضت له الشعوب والدول..فالمنطقة حقا تمر بفترة مظلمة بل دامسة الظلام..
حتى الفترات التي كانت تأتي بها الانبياء والرسل ويُبعثون من قبل الله سبحانه وتعالى لم نسمع او نقرأ بان نبيا من الانبياء قتل وعذب من لم يؤمن به..بل العكس جميع الانبياء والرسل كانوا مسالمين في جميع دعواتهم وفي كل الفترات ..واذا كانت هناك حروب فهي حروب لفترات قصيرة وعابرة جرت للدفاع عن وجودهم وشعوبهم ضد الغزوات والهجمات التي كانت تأتي ضدهم ولقتلهم..اي انها حروب دفاع عن النفس ولم يصل فيها سفك الدماء الى مانشاهده اليوم من قتل ودمار لكل شيء بحجة الدين و باسم الله..
ان ماتعانيه الأمة الاسلامية هو عبودية الفرد المسلم لكاهن التكفير الأعظم الذي حول بيوت الله الى معابد كهنوتية لتجهيز الشعوب للموت وليس معابد ربانية لتربية الانسان كما يريده الله .. استطاع كهنة التكفير عبر القرون من اخضاع الشعوب لما يقولون واقناع الناس بان كل مايقوله الكاهن الأعظم هو قانون رباني لايحق لاي كان الاعتراض عليه وان اعترض فهو كافر يحل قتله ونهبه واغتصاب عرضه وشرفه ..
كهنة التكفير حولوا أمة اقرأ الى امة لاتقرأ ولا تريد أن تقرأ...وحولوا أمة القلم الى امة عاجزة وكسيحة فكريا وثقافيا ولاتستطيع صناعة القلم.. امة تسمع فقط لما يقوله الكهنة وتخضع لهم ولا تسمع لقول الله سبحانه وتعالى ولاتخضع له....وهذا ما اوصل كثير من البلدان العربية والاسلامية الى الضياع والتفتيت الذي سيصيب حتما كل الدول التي يعشعش فيها التكفيريون ..نحن في زمن اصبحت فيه الفتوة الشرعية لها سوق بل هي الان بورصة عالمية لها عرض وطلب كأي سلعة للبيع والشراء..
وكلنا سمعنا الكاهن الأعظم يخاطب المسلمين من ارض الحرمين ويحثهم على قتل بعضهم البعض ويعلنها صراحة ويقول فلتكن حرب سنية شيعية..اقتلوا الشيعة اين ما وجدتموهم..واغتصبوا حتى نسائهم..واذبحوا حتى الرضع من الرافضة ( الشيعة)..أهذا هو دين محمد ص ؟ أم هو دين آخر؟؟
انها خطبة شياطانية( يلقيها الكاهن الاعظم من بلاد الحرمين ) وهي خطبة سفيانية الهوى والعقيدة وليس لها بدين محمد ص أصل ولا علاقة.. فهل الحث على القتل والحرب هي من اصول الدين ام انها من اصول الثقافالت الجاهلية التي مرت على البشرية في القرون الوسطى..
لكن هناك شعوب في المنطقة لا تزال حية وهي تتصدى للهجمة الكهنوتية التكفيرية التي انتشرت في المنطقة وماهو الا قليل من الوقت حتى يُعلن الانتصار من قبل الاخيار في العالم والمنطقة..
مقالات اخرى للكاتب