Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
قميصي الذي قد من دبر
الثلاثاء, تشرين الثاني 8, 2016
علي السوداني

لم أشأ تعليق القميص الأخضر الذي ابتعتُهُ من سوق سقف السيل بخزنة الملابس . هو سهيري ونديمي الليلة الموحشة ، وسيقصّ عليَّ ما بقي في ذاكرته من حكايات مبهجات وتعيسات .

كان بودّي أن أسأله عن البلاد التي أتى منها ، لكنني تراجعتُ كي لا أوجع قلبه بدخان الذكريات المجيدة . لم أر مثله أبداً ، إذ كان جيبهُ يُفتح من جنب ، ومغلاقه بزرٍّ وحيد كأنه يريد أن يحكي رواية الخسارات الضخمة . سأقطع القصَّ قليلاً لأٌخبركم بأنني اشتريت مرةً بنطلون جينز من نفس سوق البؤس ، وقبل غسله وكيّهِ قمتُ بتفتيش جيوبه بقوة الأمل ، فتعثرت أصابعي بورقة نقدية من فئة دولار واحد ، أما قميصي الليلةَ فيوحي بأنّ لابسَهُ الأول هو أحد عتاة المفلسين على الأرض . ثمة خيوط متهرئة مازالت مزروعة بمكان انخلاع الزرّين الأخيرين القريبين من الحنجرة . ألأرجح هو أنّ الولد كان يشعر بالإختناق من منظر مشنقة ، وقد يكون تورّط بشجارٍ ضدّ أربعة ارهابيين كانوا ينطرون بباب السينما ، التي لفظت آخر الزبائن ، فخيّروه بين ترك علبة سكائره لهم والرجوع إلى بيته سالماً مسالماً ، أو قبول نتائج عناده ودفاعه عن آخر لفافتي تبغٍ رديء نائمتين ببطن العلبة . مشهد الشقّ القليل الذي ظهر على بيت الزرّ الأعلى يفسّر بثقة تكاد تكون مطلقة ، إنّ الفتى الأحمق كان قد تباطح مع شلة الحرامية المعتدلة ، فخسر زرّين عزيزين من أعلى القميص ، وانولدت فوق مؤخرته الذاوية ركلة الكرامة الشخصية . في الواقع أنا أحببت هؤلاء الحرامية الرحماء الذين لم ينزعوا القميص من جسد الولد الأرعن ، كما صنع أشباههم القساة مع أكاكي الفقير ، إذ خلعوا معطفه الجديد وتركوأ أسنانه تعزف سيمفونية الثلج الأسود . حدث هذا في قصة مذهلة أظن أن عنوانها المعطف للروسي نيكولاي غوغول .

من البائن جداً أنّ هذا الملبوس قد داستْهُ أقدام عتّالين قساة ، فدعكتهُ بأرجلها الثقيلة ورسمت على زرّه الثالث طعجة صغيرة لا دواء لها . كنتُ أفكّر قبل ساعة بشرح احتمالات تعدد الأجساد التي ارتدت قميصي الأخضر ، لكنني خلعتُ الفكرة من خبث مخّي ، وخفتُ من انفتاح بيبان النصّ على جنس كتابيٍّ غير صنف القصة القصيرة ، حيث أدوّنها الآن بكثير من التنبلة والكسل ، الذي ضربني البارحة وجعلني أنام على أول زكامٍ في شتائي الجميل .

من تلك القفلة الرائعة ، سأتوقف عن الكتابة ، وأترك فصل الحكاية هذه كي يتمّها عليكم كاتبٌ آخر ، سيهبطُ يوماً صوب عربانةٍ بائسة ، ويشتري قميصي الأخضر ، ويشتله فوق مائدةٍ شاسعةٍ قد تُنتجُ كأسها البيضاء روايةً هائلة ، بطَلها قميصٌ من دون أزرار كان قُدَّ من دُبْرٍ .

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45443
Total : 101