بعضنا يعرف المثل العراقي "منهم بالنظرة ومنهم بالسطرة" وقصته ، وعلى العموم تتلخص قصته بان هنالك من يملك الغيرة والكرامة والشهامة ليثار بمجرد نظرة ، ومنهم من لاتنفع في اثارته النظرة وغيرها بل يصل الحد الى السطرة " الصفعة " لعلها تثيره وتثبت ان له حياة وكرامة...
لم يمض على انتخاب السي مرسي خمسة اشهر كرئيس لمصر وبانتخابات نزيهة اشرف عليها القضاء المصري حتى ثار الشعب المصري عليه في ميادين مصر وشوارعها ، والجريمة التي ارتكبها السي مرسي انه اصدر اعلان دستوري تنتهي فعاليته بعد مدة 15 يوم اي بعد اجراء استفتاء على الدستور ، وكان الاعتراض على هذا الاعلان انه حصن مجلس شورى منتخب وجمعية تأسيسية منتخبة ، اي انه حصن هاتين من القضاء خشية حلهما وبالتالي تأخير انتاج الدستور واعتماده ، فثار الشعب المصري عليه لتجاوز سي مرسي على القضاء ، ولم تسعف مرسي لا مظاهرات الاخوان الحاشدة ولا منابر الدين الصادحة بحمده ولا ولا ، بل المفارقة اصبحت حركة الاخوان في موقف لاتحسد عليه وظني انها لعنت الساعة التي اشتركت بالانتخابات الرئاسية ليفوز مرشحها سي مرسي...
يعني ببساطة لم يسرق سي مرسي المال العام ولم يسلط عائلته وابنائه وحزبه والمطبلين له على الدولة المصرية والشعب المصري ، ولم يصبح فوق القانون ومواكبه تسد عين الشمس ولم يذبح الشعب المصري بعهده كل يوم بسيارات مفخخة ومسدسات كاتمة ، ولم تسرق اموال الشعب المصري بشركات وهمية تابعة له ولرهطه ووو ... الخ ، كل هذا لم يعمله بل مجرد انه اراد ان ينقل السلطة التشريعية منه الى مجلس شعب منتخب ، فثار الشعب عليه لا لشيء الا لتجاوزه على القضاء المصري.... يعني ببساطة اكتشف الشعب المصري خلال اربعة اشهر فقط دجل استغلال الدين في سبيل التسلط في الدنيا... يعني مجرد نظرة (بصة) اهتاج الشعب المصري ثأرا لكرامته...
وحينما نأتي الينا نحن الشعب العراقي ، دستورنا منتهك ووضع تحت الاقدام كما وضع معاوية شروط الصلح تحت قدميه ، القضاء العراقي الكبير والصغير يركبه اغتصابا ، وحينما نستفسر من المسؤول على القضاء عن هذا الحال يجيب بمسكنة " شسوي الكبار يغتصبوني عنوة والصغار يكسرون خاطري" ، والمسؤول تجد ابناءه واصهاره واعمامه واخواله وعشيرته وحزبه وطباليه حاضرين في موقع مسؤوليته متسلطين على الشعب بجاه زعيمهم السيد المسؤول ، اموال العراق تسرق ليلا نهارا خفية جهارا من المسؤول وعصبته ومن شركاتهم الوهمية بل حتى اصبح الاستثمار الذي يستقطب الاجنبي هو ان يجد فرص كبيرة لسرقة اموال الشعب العراقي ولذا وجدنا امريكان وروس ولبنانيين وووو شمروا سواعدهم لاغتنام الفرص الاستثمارية في سرقة اموال العراق ، دماء كل يوم تسيل بفعل التفخيخ والارهاب والكواتم ويخرج المسؤول يبشرنا بانه قصم ظهر الارهاب !! ، مطرة صغيرة ننتظرها على احر من الجمر لتحيي ارضنا المقطوع عنها الماء من بني عثمان وايران تصبح وبال علينا لتفيض بيوتنا وشوارعنا فيكرم المسؤول عن الفساد بمنصب استشاري ، كهرباء تلعب بنا لعب خضيري بشط ، العامل في المنطقة الملعونة الخضراء يجب ان نخشاه حتى وان كان زبالا فوراء الشمس ينتظرك ان ازعجته باحترام القانون ، الفساد وصل تغلغل وتغلغل حتى اصبحت مقولة العراقي فاسد وان ثبتت براءته .. كل هذا يجري ومنذ سقوط الطاغية المقبور والى اليوم ، يعني " يعني سطرات وجلاليق ولياطة مستديمة بنا نحن الشعب ولم نحرك ساكن ....
ثم يأتيك المسؤولين وطباليهم بالشعارات التالي :
الشعب العراقي اثقف شعب ... طييييييييييييط
الشعب العراقي اوعى شعب... طييييييييييييييط
الشعب العراقي مفتح بالتيزاب.... طييييييييييييط
وهلم جرا
مقالات اخرى للكاتب