يقول احد المقربين من هذا الانسان الجليل : ان مانديلا لم يحطم كاس ماء ولم يصرخ بوجه احد طيلة حياته المعذبة , فمعظم سنين شبابه تلاشت داخل زنزانة انفرادية سقفها اقصر من قامته .
اعتقد ان الحرية ثكلت بموت هذا الرجل , ارى ان السلام صار يتيما بعد رحيل هذه الايقونة كما وصفها رؤساء احدى الدول الحرة .
جميع الحكومات العادلة والحكام المنصفين والشعوب الحرة الكريمة والاقلام المناصرة للحقوق الانسانية تحزن لوفاة اصحاب القضايا العادلة وتاسف لفراق حاملي لواء الحب والسلام والتعايش , الا الطغاة والمتجبرين والمتعصبين والمتشددين والمتطرفين خصوم الانسانية واعداء السلمية وما اكثر هؤلاء في العراق !! فمتيقن بان هذه الخسارة لاتعنيهم ولاتهز ضمائرهم المتصلبة ولاتحرك مشاعرهم المتبلدة , فجل اهتمامهم هو بطونهم الجائعة ونفوسهم الطامعة وعقولهم الملوثة واياديهم الملطخة بالدم والموغلة بالفساد .
ان من لا يصلحه ذاته ويقومه ضميره لا يهذبه مانديلا ولا ابو مانديلا , احيانا الشعوب تكون ماهرة في صناعة القائد الملهم ليصحبهم نحو افاق السلام والوئام لينتشلهم من اوحال الذل والخذلان بمعاونتهم ومؤازرتهم , وقد يلد رحم شعوب اخرى طواغيت وجبابرة يفتكوا بارواحهم ويهدروا ثرواتهم ويمحقوا مستقبلهم ويلقوهم في مواضع الرجعية والتأخر وايضا بمساعدتهم ونصرتهم , فتاريخ العراق كان حافلا بهذه النماذج ولايزال .
ان الحقيقة التاريخية تشير الى ان الفكر والاقتصاد هما من يقودان الحياة والمجتمع في كل زمان زمكان ,فاذا انحط فكر شعب معين تسفل ذلك الشعب وسقط , واذا افتقر تردى وهوى , لكن القائد الصانع المبدع يستطيع بخصائص شخصيته القيادية ان يقدم يضع الفكر والاقتصاد على سكة النجاح ويصونهما من التبعثر والضياع , ويسخرهما في سبيل خدمة اهله وناسه ومن اجل خير الانسانية جمعاء . وداعا مانديلا ...