...رغبة الزواج......
(وهي حملة تؤشر الخطر المستشري في المجتمع وهو مرض تليف الكبد اسبابه وطرق علاجه وسبل الوقاية منه.....
ويبقى المريض المصاب.........ينادينا بصوت عالي .....
اعيدوا لي كبدي......)
جاء كمال قلقا وهو يدق باب بيت صديقه فراس طالب كلية الطب وهو يحمل في جنبات تفكيره لهفة لسؤال اورقه ليلة الامس واسكن السهاد في مقلتيه وجعله يدور في دوامة السرير مع اهاءات وحدته كسرها من خلال طرحه سؤال بحزن وحياء هل لي انا حامل فايروس الكبد نوع ب ان اتزوج وماذا اقول لعروس المستقبل.
اجابه فراس منذ يومين وانا اراجع كل ما كتب عن التهاب الكبد الفايروسي نوع ب وبين اوراق كتبي وقد زرت لي استاذا متمرسا ومختصا بهذا المجال وحملت لك الاجابات المؤكدة لكل اسئلتك وسؤالك هذا بالذات.
نعم يحق لك الزواج بعد مصارحة شريكة العمر وتلقيحها بثلاث جرع من لقاح الكبد الفايروسي نوع ب اذا كانت غير ملقحة وتستطيع الزواج فورا اذا كانت ملقحة اصلا.
وهذا سيعطيك زوجة مساندة لك ومتفهمة لحالتك ومساعدة من اجل حربك لجعل هذا الفايروس خاملا لاطول فترة ممكنة من خلال مشاركتك في نظام غذائي غني بالخضروات والتمر ومتوازن بالسعرات الحرارية وتهئية اجواء مريحة من اجل تعزيز جهاز المناعة الخاص بك.
ان التهاب الكبد الفايروسي نوع ب له تاثير مباشر على الكبد وهذا يعتمد على قوة جهاز المناعة والسلوك الصحي القويم والابتعاد عن التدخين والكحول وهذ ياخذ وقتا مابين 20-40 سنة لحين حدوث تشمع الكبد.
وكذلك له تاثير غير مباشر عبر التفاعل المناعي على الاعصاب المحيطية والكلية والاوعية الدموية وهذا يشخص من خلال المتابعة السريرية اللصيقة والمستمرة من قبل الطبيب المعالج.
فأكثر من 95% من البالغين والأطفال الذين يتعرضون للمرض يتعافون تماماً ولا يخرجون بأية إصابة، بل تطور أجسامهم أضداداً تحميهم من المرض في المستقبل. والأطفال الذين لا يتعافون من المرض ينتقلون إلى حالة الإزمان ويصبحون حملة (carier) للفيروس من دون أن تظهر عليهم أعراض المرض، ينتقل المرض إلى 5% من المواليد عن طريق أمهاتهم اللاتي يكنَّ حاملات للفيروس، وهذه الفئة ستتعافى من المرض. ومن بين 40% من المصابين واحد من ستة أشخاص سيكونون عرضة للإصابة بسرطان الكبد
الإصابة المزمنة بأعراضها أو بالترافق مع التهاب أمراض الكبد المزمن قد تقود إلى تشمع الكبد بعد عدة سنوات من المرض وهذه تعتمد على السلوك الصحي وقوة جهاز المناعة. أيضا هذا النمط من الاصابات قد يؤدي بشكل درامي إلى الإصابة بسرطان الكبد لذلك يطلب من مرضى الكبد المزمن تجنب تعاطي الكحول والتدخين والادمان الدوائي كأحد المعجلات في حدوث هذه الامراض.
انتقال هذا الفيروس ينتج عن طريق التعرض لدم مصاب أو سوائل الجسم التي تحتوي على الدم المصاب كالمني والافرازات المهبلية.
خطر التعرض لانتقال هذا الفيروس من شخص اخر مصاب تشمل:
الاتصال الجنسي
العاملين في مجال العناية الصحية
إعادة استخدام الإبر والحقن في المجال الطبي
أدوات معالجة الاسنان الملوثة في حال عدم تعقيمها بشكل مناسب
نقل الدم
غسيل الكلى
العلاج بوخز الابر
الوشم
مشاركة الابر والحقن للاستخدام الشخصي كالمخدرات
مشاركة شفرات الحلاقة
مشاركة فراشي الاسنان
الانتقال الرأسي من الأم إلى الطفل أثناء الولادة
السفر إلى اماكن مواطن الفيروس كالصين وتايلند
المقيمين في مؤسسات كمستشفيات الامراض العصبية، دور العجزة والاماكن العلاجية
ومع ذلك يجب التنويه بأن هذا الفيروس لا ينتشر لا بالمصافحة، ولا بمشاركة ادوات الطعام او كؤوس الشراب، ولا بالتقبيل او الضم والحضن، ولا عن طريق السعال او العطس ولا عن طريق الرضاعة.
وقد تزيد الاصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي "ب" من خطر الاصابة بالفشل الكبدي الحاد، وهي حالة يكون الكبد فيها عاجزا عن اداء اي من وظائفه. وفي مثل هذه الحالة، تنشا الحاجة لعملية زرع كبد من اجل انقاذ حياة المريض.
كذلك، فان المصابين بهذا الفيروس عادة ما يكونون اكثر حساسية لنوع اخر من التهاب الكبد، الا وهو النوع "د" (D)، الذي كان يطلق عليه في السابق اسم "فيروس دلتا". ففيروس التهاب الكبد "د" يحتاج الى فيروس التهاب الكبد "ب" كغلاف خارجي لكي يستطيع تلويث الخلايا. وقد يصاب بالتهاب الكبد "د" فقط اشخاص مصابون بالتهاب الكبد "ب".
صحيح ان اكثر الناس عرضة لخطر الاصابة بالتهاب الكبد "د" هم المصابون بالتهاب الكبد "ب" ويستخدمون الحقن لتعاطي المخدرات، لكن يمكن انتقال العدوى ايضا من خلال اقامة علاقة جنسية غير امنة مع شريك مصاب بهذا النوع من الالتهاب. كذلك، فان الاشخاص المصابين بالالتهاب من النوع "ب" والالتهاب من النوع "د"، معا، هم اكثر عرضة للاصابة بتليف الكبد او بسرطان الكبد.
وهنا بادر كمال لسؤال فراس مشرع طبيب المستقبل عن هل هنالك علاج دوائي للفايروس ومدى نجاح العلاج.
فاجابه فراس بثقة نعم وفي حال الاصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي "ب"، هنالك عدد قليل جدا من العلاجات. في حالات معينة، وعندما لا تكون هنالك اعراض وعلامات تدل على اصابة الكبد بالضرر، من الممكن ان يوصي الطبيب بالمراقبة والمتابعة فقط، دون العلاج. اما في حالات اخرى، فقد يوصي الطبيب بالعلاج بواسطة ادوية مضادة للفيروسات. ولكن، هنالك حالات يكون فيها الضرر اللاحق بالكبد كبيرا جدا، بحيث لا يتوفر لها اي علاج اخر سوى عملية زرع كبد.
ان العلاجات الدوائية المتوفرة التي يستخدمها الاطباء غالبا هي خمسة انواع من الادوية لمعالجة التهاب الكبد الفيروسي "ب" هي
انترفيرون (Interferon)
تيلبيفودين (Telbivudine)
لاميبودين (Lamivudine) (ايبفير - Epivir)
انتيكافير (Entecavir)
اديفوفير (Adefovir) (هيبسيرا - Hepsera)
وجميع هذه الادوية تثبط تكاثر الفايروس ولكنها لاتعطي شفاء اكيدا من الفايروس ويبقى تقوية الجهاز المناعي هو الاحل الانجع والوقاية من هذا الفايروس من خلال اخذ اللقاح وسد هذا الباب المجهول الى الابد اذا لم تكن ملقحا سارع الان الى اخذ لقاحك المجاني انت وعائلتك وعش باطمئمان من هذا الفايروس اللعين.
مقالات اخرى للكاتب