Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
إنتاجيتك في ميزان السيراميك!
الجمعة, كانون الثاني 9, 2015
محمد النغيمش

قَسَّمَ أستاذ متخصص في فن تصنيع السيراميك طلبته إلى مجموعتين، اليسرى طلب منها أن تصنع قطعا من السيراميك بحيث سيتم تقييمها بصورة رئيسية على أساس «الكمية» المنتجة، أما المجموعة اليمنى فسيتم تقييمها على معيار «الجودة» المنتجة. فانطلق الفريقان في تنافس محموم.

وبينما هم يشرعون في التصنيع أخبرهم الأستاذ بأن تقييمهم سيكون على النحو التالي، حيث سيأتي بميزان ليزن ما تم إنتاجه من مجموعة «الكمية»، وسيعطي لكل 50 كيلوجراما يتم إنتاجها درجة «A» ولكل 40 كيلوجراما درجة «B». أما مجموعة الجودة، فسوف يمنحها درجة الامتياز «A» إن هي أنتجت قطعة واحدة من السيراميك شريطة أن تكون ذات جودة فنية عالية.

وحينما حل وقت التقييم جاءت الصدمة، إذ تبين أن المجموعة التي طلب منها التركيز على الإنتاج «الكمي» كانت قد أنتجت كميات ذات جودة عالية جدا. في حين لم تتمكن مجموعة «الجودة» من إنتاج أي قطعة! وبعد بحث وتمحيص تبين أن هذه المجموعة قد أهدرت أوقاتها في التنظير والتخطيط والتأمل على حساب الشروع في الإنتاج. فيما اتضح أن مجموعة «الكم» قد استفادت من أخطائها الإنتاجية الأولى؛ إذ كانت عملية الإنتاج الكمي فرصة لاستفادتها من أخطائها، فتكون لديها لاحقا مهارة بالغة في التصنيع السريع المتقن لقطع السيراميك التي أبهرت الأستاذ والطلبة أنفسهم.

هذه القصة ليست خيالية، لأن مغزاها يعكسه واقع الحال في كثير من المجتمعات، فكم من آلات في مصانع لم يتوقف هديرها إلا بعدما أتقنت منتجها، فصارت تنافس فيه بضراوة أشهر منتجات الأسواق، منها هاتفي البديع الذي أكتب لكم منه مقالاتي! وكم من موظف أو مدير جلس يضرب أخماسا بأسداس أملا في بلورة الصورة «المثالية» في ذهنه لمشروعه أو تقريره فداهمه الوقت ولم ينجز ربع طموحه.

مشكلتنا حينما نصاب بداء «المثالية الزائدة» (Perfectionazim) نؤجل لحظات البدء بحجة الاستعداد أو التفكير وننسى أن العمل الإنساني مهما كان متقنا، فإن نقصا ما سيشوبه لا محالة، لأن الكمال لله وحده. وهذا لا يعني ألا نجعل الحديث الشريف الخالد «إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إذا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ»، نصب أعيننا، لكن الحرص على الإتقان حينما يؤجل البدء بالإنتاج يؤجل معه النتيجة.

فتخيل لو أن شخصا ما يقضي معظم ساعات نهاره في تأمل ما هو العمل التعبدي أو الحياتي المثالي وينسى الشروع بالعمل الذي هو في الأصل ميدان التعلم الحقيقي. والشعوب الواعية تتعلم من أخطائها، لأن الخطأ خطوة في طريق النجاح؛ ولذا كان من الحصافة الموازنة بين الصورة الذهنية المنشودة للإتقان وبين عجلة الزمن التي لا تنتظر أحدا.

وعليه، فقبل أن نسوف أو نبالغ في التخطيط لنضع قراراتنا في ميزان السيراميك حتى لا نراكم أطنانا من الساعات من دون إنتاجية ملموسة.

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46601
Total : 101