سؤال يتبادر الى الذهن باستمرار عن سبب تردي خدمة الانترنيت في العراق، ومن هي الجهة المسؤولة عن هذا التردي؟ ولماذا لاتتم مساءلتهم ؟ واين الجهات الرقابية منها ؟ ربما تكون هذه الشركات مملوكة لشخصيات ترتبط بعلاقات شراكة مع تنفيذيين في المشهد العراقي. فقد ذكر لي رئيس احدى النقابات المهمة في 2007 : انه كان جالسا مع اربع شخصيات تنفيذية عراقية عالية الشأن، وكانوا بانتظار ممثل شركة عراقنا الذي دخل الى محل الجلوس ويبدو انه لم يكن راضيا لامر إستدعائه لتبليغه عن انزعاج الحكومة العراقية عن ضعف الاتصالات عبر شركته التي يمثلها في العراق، لكنه بادرهم بالقول: إن شركتنا تبرعت الى كتلة ... !! بعشرة ملايين دولار مشيراً الى احدى الشخصيات الاربعة، واضاف : كما تبرعت ... !! بسبعة ملايين واشار الى الجالس الثاني وقبل ان يشير الى الشخص الثالث، قيل له تفضل اولاً اجلس واشرب الشاي ثم نتحدث عن ضعف الاتصالات في شبكتكم.
ويضيف هذا النقابي انه لم يسمع اي نقد لممثل هذه الشركة بعد ان اسمعهم بعض التفاصيل بشأن التبرعات، وقبل ان يخرج طلبوا منه باستحياء تحسين خدمات شركته إن امكن ذلك، وهذا الامر حدث قبل ثماني سنوات، فكيف يكون الامر اليوم ؟ ربما تحولت ملكية شركات الانترنيت والهاتف النقال الى شخصيات سياسية فاعلة في المشهد السياسي العراقي، وعن طريق الاتكاء عليهم ، لايخشون من احد حين يقدمون خدمات رديئة.
ان خدمات الانترنيت في العراق في تراجع دائم ومستمر في نوعيتها ، في وقت بدأنا نسمع عن قرب مغادرة هذا الفضاء الى فضاء اخر محسوس بحسب "إريك شميت" رئيس مجلس ادارة غوغل الذي قال ذلك في منتدى "دافوس " الاقتصادي : ان الانترنيت سيختفي قريبا وسندخل في عالم جديد يفتح افاقا للتواصل مع الاخرين من دون الحاجة للانترنيت الذي نعرفه الان وحينها ستختفي الخصوصية للفرد، ويمكنه التواصل مع الاخرين بطرق اخرى اكثر يسرا على المستخدمين والتفاعل معهم .
اننا نضع هذا الامر امام الجهات المختصة والهيأت الرقابية لممارسة دورها ومتابعة هذه الشركات وكشف الحقائق للرأي العام عن الاسماء والجهات التي تقف وراء تردي خدمة الانترنيت في العراق ، سؤال ننتظر الاجابة عليه من اهل الشأن قبل ان نضطر لذكر الاسماء الصريحة في مقال اخر .
مقالات اخرى للكاتب