تتنوع طرق التنافس في عالم السياسية, فبعض الأحزاب يركز على ما يحققه من نجاحات, خلال إدارته لعمل الحكومة, أو لوزارة أو مفصل ما, محليا كان أو وطنيا, وأخر يركز على فشل المنافسين, وما يمكن أن يقدمه لو كان هو في محلهم.
بعض الأحزاب وشخصياتها, تكتفي بالتركيز على تصيد أخطاء الأخرين, حتى لو كانت شخصية, ولا علاقة لها بالعمل أو المهمة المناطة به, وهو أسلوب بدأ ينتشر, لعدم امتلاك هذه النماذج, لما يمكن أن تقدمه للوطن والمواطن. ورغم شيوع هذا الأسلوب, إلا أنه لازال ممقوتا ومحتقرا.
بعض تلك الأخطاء قد تكون حصلت, وبعضها قد يكون مختلقا وكاذبا, لكن الأثر لكليهما يحصل.. ومشكلة الموضوع الاخطر, تتعلق بأثره على الجمهور, وهذا ما يمكن ملاحظته في نظامنا السياسي الأعرج.. فشخصيتنا العراقية, تقيس الأمور بعاطفية غالبا, رغم أنها لاحقا قد, تحتكم إلى عقلانيتها, بعد أن كانت, اتخذت موقفا أوليا, محكوما بتأثرات انفعالية, رغم ذكاء تلك الشخصية, وصعوبة خداعها, إلا أنها سريعة التأثر.
من أسوء نتائج, ما مارسته تلك الأحزاب والشخصيات, ضد بعضها الأخر, دفعها للمواطن لفقدان الثقة, بكل السياسيين, بل وبالعملية السياسية برمتها, وبالرغم من أن بعض أخطاء ساستنا, مما لا يمكن السكوت عنه, وفضائح الفساد الموثق, فاقت حدود الصبر, إلا أن البديل عن تلك العملية السياسية, على عيوبها, لن يخرج عن دكتاتورية, ستخلق صداما جديدا, عاجلا أو أجلا, ولو بثوب إسلامي.
إن لم تتدارك الأحزاب والتيارات المشاركة, هذا الخطر, وتوقف تلك الألعاب الصبيانية, وتعالج الأخطاء, بعد أن تعترف بكل شجاعة بأخطائها, فستصل بالعراق وعمليته السياسية, إلى حال لا يمكن إصلاحه.
الأخطاء يمكن أن تحصل, ويتقبلها الشعب وينساها, لكن الإصرار على الأخطاء, وإستغباء الشعب, هو غباء بحد عينه وإنتحار سياسي جماعي.
مقالات اخرى للكاتب