منذ عام 2003 ولحد الآن تتعثر القوانين على أعتاب مجلس نوابنا العتيد فيصاب بعضها بكسور تلحق به إعاقة دائمة أو موقتة فلا يعد قادرا على المسير ليعلن عن نفسه، ويرقد بعضها في غرف الطوارئ أملا بالشفاء والعودة من جديد، كما يرقد القسم الآخر في غرفة الانتظار على أمل تكامل النصاب ومغادرة السادة النواب لطاولاتهم في الكافتيريا والذهاب إلى قاعة الاجتماع
والمدهش أن جميع القوانين تجابه بحجج ومسوغات بعضها غير إنساني بالمرة والآخر لا يمت إلى الوطنية بصلة، والثالث لا يلتفت إلى معاناة المواطنين وهمومهم. وقد أثرت هذه السياسة المجحفة على مصالح العراق والعراقيين وأسهمت في تخريب البنى والنفوس وزعزعت ثقة المواطن بالمستقبل، حتى انبرى بعض المهزوزين والمهموزين والمصلحيين والمدفوعين والأعداء والمتربصين للمقارنة بين الحكومة ما قبل التغيير والحكومات بعده، وتفضيل الأولى.
وكان آخر القوانين المتعثرة قانون الموازنة بالرغم من تعلق معايش الناس والبلد به بشكل مباشر، ولقد طال تعثره ثلاثة أشهر كاملة بكل ما يعنيه هذا التأخير من تعطيل للمشاريع والخطط والإعمار والبناء، وفجأة جاء انطلاق الحذاء الصاروخي للنائب عالية نصيف جاسم باتجاه النائب عن العراقية سلمان الجميلي ليعطي للقانون قوة إضافية ودفعة معنوية مكنته من تجاوز كل المعرقلات بزمن قياسي، فنجح البرلمان في إقرار موازنة 2013 بعد طول انتظار.
مما تقدم نستنتج أن كافة القوانين المتعثرة ممكن أن تمرر بنفس الآلية الصاروخية، ولا باس أن تتوافق مقاسات الأحذية من أهمية القوانين التي يراد مناقشتها، لكن بشرط أن يعاد الحذاء إلى صاحبه بعد إقرار القانون مباشرة، فمن المعيب أن يمشي النائب حافيا أو بفردة حذاء واحد، أو أن يقوم المجلس بتشريع قانون لنثرية الأحذية أسوة بقانون نثرية القرطاسية على أن لا يقل مبلغ النثرية عن مليون دينار شهريا لكل نائب نظرا لارتفاع أسعار الأحذية. ويا دار ما دخلك شر.
مقالات اخرى للكاتب