أجمل شئ أننا نعترف بالخطأ, والأجمل نتعظ منه, تعالوا نصحح مسار ما حصل باختيارنا السابق ونعرف من ننتخب, السنين مضت وارتحلت, لكنها تركت فينا الدمار والخراب,
لعل البعض يعترض كلامي.. ولا يعترضني إلا متحزب حجبت عيناه حزبيته المقيتة, ومن يوافقني عله يسألني..
كيف ننسى حجم الخراب الحاصل, على يد نفس الوجوه من الأحزاب السياسية, وكيف يمكن غض النظر عن دمائنا التي سالت بسببهم و الفساد, الذي أدى إلى تقسيم الأرض إلى شرقية وغربية, وشمالية و وسطية, و لم يكتفوا بهذا بل الشعب أيضا صار عدة أقسام دعوجية وصدرية, ومجلسية وقوائم سنية تملى الصفحات إذا ذكرناها.
ليس ذلك وحسب بل اتسعت دائرة الانشقاقات بين الأحزاب, من أجل النفوذ بالسلطة, وهناك أمثال كثيرة مرت علينا يجب عرضها للتذكير ولا يمكن إخفاءها أو تجاهلها, وتجربة ثلاثة عشرة سنة مضت من الجفاء و الفرقة.. والخلافات مستمرة,
أصبحت القائمة السنية "العراقية الوطنية" إلى عدة أقسام إلى صفراء وبيضاء وحمراء وانشقاقات أخرى كثيرة لا نعرف ألوانها, كما الأحزاب الشيعية أيضا مثلا..
حزب الدعوة الإسلامي, المعروف ألان حزب داخل حزب بقيادة فرض القانون صار أيضا إلى عدة أقسام تنظيم الخارج وتنظيم الداخل, و حزب التحالف الوطني وحركات أخرى لا نعرف مسمياتها ولا يمكن إحصائها تدار تحت العباه.
لا ينتهي الأمر بذلك بل أصبح التيار الصدري إلى عدة انشقاقات, خرجت بعض قياداته وأتباعه, وصار أوسع وأكثر من حزب.. ومنهم الفضيلة و العصائب و الرساليون, ولا ينتهِ الأمر بعد هنالك انشقاقات أخرى..
انشق جناح بدر العسكري من المجلس الأعلى الإسلامي المعروفة بقوات بدر واستبدل المجلس مكانها سرايا عاشوراء كما استبدل التيار الصدري مكان العصائب بسرايا السلام.
من المتوقع ثمة بوادر انشقاقات وخلافات مستقبلية تلوح بالأفق, وصراع من أجل إستقطاب أنصار وموالين لأحزابهم وتسود الفرقة وتتسع دائرة الخلاف, والشعب بات لا يعرف أين يتجه وسط تلاطم الأمواج من كل جانب,
الكل يدعي انه الأفضل والأجود, والكل يستعرض بضاعته وكأنه في سوق الخردة, متباهيا بتاريخه الجهادي وتضحياته وبداياته وحب الأنا والكبر ولا يهمه إلا حزبه تاركين الوطن ممتثلين بمثل أنا أزرع أنا آكل.. متناسين المثل الانكليزي يقول: أزرع أنا فيأكل غيري ويزرع غير فأكل أنا.
الشعب يعاني ويلات الأحزاب. ثلاثة عشر سنة مضت ولا زالت الخلافات والانشقاقات مستمرة لا يمكن معاودتها مرةَ أخرى انتخاب الوجوه التي فرقت وسرقت و تاجرت بالدم العراقي.
يطمح الشعب العرقي لدولة ولا يسعى لسلطة يريد الوحدة ولا يريد التفرقة ويتمنى الشعور بالمسؤولية ونبذ الطائفية من اجل السود بالعدالة والعيش الرغيد راضيا بالتوافق والتراض أسمى غايات النجاح.
رسالتي: إلى من اخطأ يجب عليه تصحيح خطئه, ولا يرجع بنا ثلاثة عشرة سنة مرةً أخرى !
مقالات اخرى للكاتب