حدثتنا جدتي حكاية عن دهاء النساء قالت: كان تاجر متزوج من امرأة جميلة، وكان يكثر من الترحال للتجارة وبدأ شك في سلوك زوجته أثناء غيابه، فأحضر ببغاء مدرب يستطيع النطق ليخبره عن كل ما يجرى في البيت، وضعه في قفص ولم تعرف زوجته أن زوجها جلب الببغاء لمراقبتها، كانت الزوجة على علاقة بشاب يترد عليها عند ترحال التاجر، وعندما عاد الزوج من سفره أخبره الببغاء بما رأى.
قالت المرأة لزوجها اتق الله ولا تصدق كلام ببغاء مجرد طائر صغير، لا يدرى شيئا ولا يعقل ولا تظلم نفسا لا ذنب لها، وبعد حوار طلبت المرأة من زوجها أن يبيت الليلة عند أصدقائه، ثم يأتى صباح الغد فيستمع الى الببغاء والمرأة ويقتل الكاذب منهما، وافق الزوج وبات الليلة عند صديقه.
أخذت المرأة قطعة جلدا باليه ووضعتها فوق القفص، ثم اضاءت مصابيح قوية وسلطتها على القفص، وجعلت تصب الماء على الجلد، وتدق بطبل قرب القفص حتى طلع الفجر، فلما عاد الزوج في الصباح، سأل الببغاء: أجابه أنه لم يرى شيئا لأن المطر كان يهطل طوال الليل بغزارة مصحوبا برعد وبرق يأخذ بالأبصار .
قال الزوج وهو غضبان: لقد علمت بأنك كاذب لان الدنيا لم تمطر البارحة ولم يكن هنا رعد ولا برق، وأخذ الزوج الببغاء المسكين وذبحه قربانا لخطيئة زوجته، اما المرأة فقد صنعت من لحمه اشهى مرق تذوقته وتذوقه زوجها وتذوقه العشيق.
حكايتنا الاسبوعية تحكي دهاء النساء .
قالت جدتي: كان يا ما كان وعلى التكلان:كان هناك رجل يعمل طوال حياته، وقد وَفر كل ما لديه من أموال، ولكنه كان بخيلا وقبل وفاته، قال لزوجته: وصيتي عندما أموت اريد منك أن تأخذين كل أموالي وتضعيها في النعش معي. لأني أريد أن أخذ أموالي إلى الآخرة معي، وحصل على وعد من زوجته بحضور بعض الاصدقاء بذلك عندما يتوفى، فإنها ستضع كل الأموال في النعش معه.
مرت الايام وجاءت المنية ورحل الرجل وهو ملقى في النعش، كانت زوجته تجلس بالقرب من النعش مع جميع وصديقتها إلى جوارها.
وقبل الاستعداد لإغلاق النعش، قالت الزوجة: انتظروا لحظة، أخذت علبة معدنية صغيرة كانت معها ووضعتها في النعش، ثم طلبت غلق النعش ورحل النعش بعيدا، قالت صديقتها : أنا أعلم أنكِ لست مغفلة لوضع المال مع جثمان زوجك، ردت الزوجة المخلصة، اسمعي، أنا متدينة ولذا لا يمكن أن أعود في كلمتي.
وعدته أن أضع هذه الأموال في النعش معه، فسألتها صديقتها باستغراب: هل تقصدين أنك وضعت ِ الأموال كلها في النعش معه؟ أنا متأكدة أنك لم تفعلين.
قالت الزوجة: حصلت على كل المال ووضعته في حسابي، وكتبت له شيك وضعته في العلبة التي وضعتها في النعش، وإذا كان يستطيع صرفة، يمكن أن ينفقه.
ابتسمنا كثيراً وقلت لجدتي ماذا عندك من دهاء النساء.
قالت جدتي: هذه الحكاية من أغرب الحكايات التي حدثت لأحد رجال الباديه، حينما تزوّج للمرّه الثانيه من امرأة وكان لديه قبلها زوجة وأولاد، وبعد فتره من زواجه شكّ بأن زوجته الجديده لا تحبّه وكان ذلك مجرّد وهم طرأ عليه، فقد كانت المرأة لا تكلّمه إلا نادراً، ولم يراها تضحك أو تبتسم أمامه مطلقاً، لذلك أعتَقد بأنها تحب غيره، أتعبته الظنون الى أن لجأ الى امرأة عجوز معروفة بالحكمة، فأخبرها بأمر زوجته طالباً منها طريقه يتأكد بها من مشاعر زوجته، فقالت له العجوز: عليك أن تصطاد أفعى وتخيط فمها وتضعها فوق صدرك أثناء نومك، وعندما تحاول زوجتك إيقاظك اصطنع الموت، وفعل مثلما أمرت به العجوز، وحينما جاءت زوجته لتوقظه من النوم لم ينهض أو حتى يتحرك، وعندما رفعت الغطاء ورأت الأفعى ظنّت بأنها لدغته ومات، فأخذت تصرخ وتبكي وبعد أن راى الزوج حال زوجته هذه وفيه حياءاً لا أكثر، نهض من فراشه فرحاً ليبشّرها بأنه لم يموت، لكن الزوجه توارت حياءاً لأنها كشفت عن مشاعرها، وعندما علمت بأن الأمر ليس سوى خدعه من الزوج ليختبر حبّها، غضبت وأقسمت لا تعود اليه إلا بشرط( أن يكلّم الحجر الحجر، وأن يكلم العود العود ) وهي بذلك تقصد استحالة ان تعود اليه مرة أخرى، فأصبح في حيرة أكبر كما قال المثل(راد يكحّلها عماها) ! فذهب بعد أن أعيته الحيرة الى العجوز مرة أخرى لتجد له حلاً، فقالت له العجوز أحضر الرحى فهي عندما تدور تصدر صوتاً وكأنما يكلّم نصفها نصفها الآخر، أما العود فأحضر ربابة فإذا كان لزوجتك رغبة بك فستعود اليك، وفعلاً عادت له زوجته بهذه الطريقه.
مقالات اخرى للكاتب