مثلما قلت لكم سابقا.. وقع قولي صدقا.. تجرى في معاهد البحوث الامريكية ومصانع الملوك والرؤساء والامراء العرب التحضير لاستبدال نوري المالكي بشخصية مقبولة ما بين الاطراف السياسية المتصارعة في العراق.. وعلى ما يبدو أن المالكي تجاوز الخطوط الحمراء في تحايله المستمر بتفتيش الطائرات الايرانية المتجهة الى سوريا عبر الاجواء العراقية.. حذره جون كيري عندما زار العراق مؤخرا وقال سنعطيك الدليل بهذا التجاوز..طيور الابابيل العراقية والكوردية طارت متوزعة لمعرفة ردود الافعال الداخلية والخارجية من هذا التغيير المفاجئ في السياسة الخارجية لامريكا في العراق.. أحدهم وهو كاتب يهودي أمريكي قال.. لقد خيب نوري المالكي توقعاتنا بنشر الديمقراطية في هذا البلد وصار يبني مؤسسة دكتاتورية تزعج بعض حلفاء الولايات المتحدة بالداخل.. تفاجئت بلقاءات هيرو أبراهيم زوجة الرئيس العراقي وهي الكرسي الثاني في حزب الاتحاد الوطني مع شخوص بعينهم دون المالكي.. أجتماعها مع خامنئي ومحمود أحمدي وكل من يدير ملف العراق في أيران.. سفر الرئيس مسعود البرزاني الى الخارج.. لقاءات نجيرفان وكوسرت عزيز برئيس الحكومة المركزية وبعض قيادات الاحزاب الضالعة في العملية السياسية.. زيادة تواجد القوات الامريكية في سفارتها ببغداد.. لقاءات كوبلر المستمرة مع بعض القيادات السنيه في الاردن لم تأتي من فراغ وبهذا الوقت المتسارع من الاحداث.. الذي لفت أنتباهي موافقة نوري المالكي على المطالب الكوردية بسرعة بعدما كان يقول ..أنا لا أحب لي الاذرع..
أمريكا لا ترغب بدخول العراق مرة أخرى في حرب أهلية على الرغم من أن هناك سياسيين بالعراق يودون لو أنها تشتعل..أمريكا اليوم تريد أرغام بشار الاسد بالتنحي عن السلطة..أيران وحزب الله والعراق هم حجر عثرة أمام هذا التبديل.. ويقول الكاتب اليهودي الامريكي أن المالكي نجح في ولايته الاولى بالتعاون مع رجال الصحوة بالقضاء على الارهاب ألا أنه سرعان ما تخبط سياسيا في ولايته الثانية ونقض الوعود والاتفاقات التي أبرمها مع شركائه في العملية السياسية وضييق الخناق على العرب السنه بمداهمات وأعتقالات وأعدامات وخلق حالة من الفوضى والرعب عند العراقيين.. وقد حان وقت الضغط الامريكي على نوري المالكي بأبعاده عن المسرح السياسي العراقي وصعود سياسي أخر من الوسط الشيعي أيضا سيمنح العرب السنه وضعا جديدا وينهي الاعتصامات والغليان الشعبي ويقلل من تواجد المليشيات المتطرفة التي تثير الخوف عند العراقيين..
أيام نوري المالكي باتت تشرف على الانتهاء بسب سياسته الفاشلة بأدارة العراق وخلق الازمات المتتالية والتخبط في أيجاد الحلول الناجعة لها أضافة الى فشله في أرساء النظام الديمقراطي الذي تحول الى نظام مليشيات وفوضى قد توصل البلد والبشر الى أقتتال طائفي لا يحمد عقباه.. اللقاءات والزيارات بين الكورد والاطراف السنيه من جهة والامم المتحدة وأمريكا وبريطانيا وأيران من جهة أخرى ستعلن الافراج عن هذه الازمة خلال الايام القليلة القادمة ويتوضح المشهد السياسي العراقي سيما وأن كرسي الرئيس بات فارغا اليوم على الرغم من أن طبيبه الخاص وعد العراقيين بالبشرى حول صحة مام جلال ألا أن الاوساط الطبية أكدت أن حالة الرئيس العراقي لم يطرأ عليها أي تحسن , وعلى الرئيس البرزاني شغل هذا الكرسي بعد أن عجز البرلمان الكوردي في أيجاد مخرج قانوني لتمديد ولايته بالاقليم ,ألا أن السيد الامريكي وجد الحل المناسب بأختيار البرزاني رئيسا للعراق وأختيار شخصية شيعية لمنصب رئيس الوزراء وأحتفاظ السنه بمنصب رئيس مجلس النواب..
ولكن يبقى السؤال .. لو فاز نوري المالكي بألانتخابات التشريعية المقبلة.. كيف يكون وضع العراق ..أشار الكاتب اليهودي الامريكي الى أن المالكي والعراقيين يعرفون كيف حصل على الاصوات ونحن نعرف كيف يخسر هذه الاصوات..فالمالكي لم يعد مقبولا عند العراقيين وحتى عند الاطراف التي نصبته كرئيس وزراء ,وتكفي ولايتين.. هل نقول وداعا للنظام المليشياوي ونلتفت الى العراق والعراقيين..أم أن هناك سيناريو أيراني جديد في اللحظات الاخيرة من عمر نوري المالكي..
وما خفي كان أعظم
مقالات اخرى للكاتب