حدث ما كنا نتوقعه و وقع ما كنا نحذر منه و هو واضح تماماً ان المنطقة كلها و العراق امام عملية تقسيم دولي الى كيانات طائفية التوجه على ان تهيأ لها ظروف تنفيذ مدروس منذ زمن و تشرف عليها اجهزة معروفة دولياً و ها هي الان تطبخ على نار هادئة وقودها شعوب المنطقة و كادحيها و مستضعفيها مما يتطلب تحالف دولي و اقليمي لكبح جماح الاعصار الدموي للمخطط الامريكي و اقامة مصالحة وطنية على نطاق البلد بحيث تتجاوز الخلافات الثانوية و اعادة اللحمة الى هذا البلد الذي ارادوا له التمزق و التشرذم الطائفي.
الغريب المحير في ظل الصراع على السلطة و النفوذ و استشراء الفساد و السرقات و التلكوء في تنفيذ المشاريع المطلوبة و تطهير و تنظيم الجهاز الاداري فمن غير الممكن عدم المسائلة عن مجالات الانفاق الذي تم لاكثر من ٧٥٠ مليار دولار منذ تاسيس الحكم الطائفي المقيت في ظل سئ الصيت بريمر و الى الان و تم انفاق اكثر من ٢٥ مليار دولار على تاسيس جيش نصفة (ضباط دمج) ينهزم و يتبخر بسرعة البرق لمجرد طرح او بث اشاعات مغرضة غير حقيقية للتاثير على المعنويات الخائرة المنهارة فعلاً جراء المناكفات بين الاطراف السياسية الحالية و على العديد من الضباط و الجنود المتطوعين فهل يصدق المرء ان مجرد اشاعه مغرضة مقصودة تضخّم بمبالغة وهمية و تهويل مفبرك تؤدي الى تحول و تلاشي ثلاثة فرق عسكرية مدججة باسلحة ضخمة و مكلفة بحماية الموصل تتبخر بسرعة و يهرب قادتها بطائراتهم السمتية الى اربيل و تتلاحق انهيارات العسكر و تستمر حتى تصل الى محافظة كركوك حيث هرب مع الاسف الضباط و الجنود من منطقة الرشاد قبل وصول الارهابيين، من يصدق هذا الكابوس؟
و ما لم يكن يقبل التصديق به ايضاً ان يترك قادة الفرق جنودهم مع ما يصل الى عشرين مليار دولار ثمن اسلحة لم تطلق منها طلقة واحدة ترك بعضها في مخازنها (لداعش الارهابية) اوليست هذه بكارثة و مهزلة و لعبة مدروسة يتحمل كامل وزرها نوري كامل المالكي باعتبارة القائد العام للقوات المسلحة الذي ربما لم يخدم في الجيش العراقي اصلاً بالاضافة الى ترك حوالي ٢٥٠٠ جثة عسكري و مدني لحد الان في الطب العدلي في الموصل اضافة لعمليات القتل و الانتهاكات للاسر و استباحة ما لا يستباح فمن سيتحمل وزر هذا العبء الثقيل؟ هذه الامور و الانتكاسات و الاخفاقات و اخطاء المالكي السابقة طيلة السنوات الماضية حدث و لا حرج منها لكثرتها.
مما يجعل الجماهير الساخطة و الغاضبة ان تطالب و بشدة و دون تاخير باحالة نوري المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة العراقية و قادة الفرق المتواطئون مع الارهاب و المنهزمون الى محكمة عسكرية يتم تشكيلها بعد دراسة الظروف و الاوضاع التي خلقتها هجمات الارهابيين (الدواعش) و التخبط و الجهل في كيفية ادارة العمليات العسكرية و الادارية و المبالغة بتصفية عناصر الارهاب منذ احداث الفلوجة على اقل تقدير و لحد الان و لربما هي ضمن الاسباب الحقيقية التي ادت الى هذا التداعي.
لقد ذهب البعض من ابناء البلد الى ان المالكي انما تم اختيارة من قبل الغرب هو للمساهمة بتنفيذ مخطط التقسيم الذي وضع على مسرح العليات الان فالجماهير الواعية لا تزكي احداً كونة يقود حزباً وطنياً اسلامياً و من على شاكلته اثلة كثيرة عن اشخاص ادعوا الثورية و الوطنية و خدمة شعوبهم المقهورة و انتهوا عملاء ممقوتين.
الجماهير تطالب و باصرار بمحاسبة نوري كامل المالكي بعد تجريدة من الحصانة و اقامة حكومة وطنية من عناصر نزيهة و تحشيد جميع من يستطيع حمل السلاح لحماية الوطن و الممتلكات و نبذ الطائفية بمختلف اشكالها فقد اثبت تاريخ الشعوب بان عصر الدكتاتورية لن يدوم و انا لله و انا اليه راجعون.
مقالات اخرى للكاتب