داعش وما أدراك ما داعش . هذا الغول المجرم والوحش الكاسر الذي فتح شدقيه فقطع الرؤوس وأكل لحوم البشر في سورية والعراق ، وها هو يزحف نحو بلاد الأرز الجميلة ، لبنان ، ليعيث فيها قتلاً وفساداً وإرهاباً ..!
داعش حركة فاشية طائفية وتنظيم إرهابي وتكفيري متطرف ومسلح يتبنى الفكر السلفي الجهادي ، يتزعمه أبو بكر البغدادي ، ويعتبر من أشد وأبرز التنظيمات والجماعات التكفيرية تطرفاً وتعصباً ، التي تقاتل في سورية جنباً إلى جنب جبهة النصرة ، ومع ما يسمى بـ "المعارضة" السورية ، ويقترف أبشع الجرائم والمجازر الدموية بحق المدنيين من الطوائف الأخرى . إنه تنظيم يسعى إلى إعادة تأسيس وإقامة "دولة الخلافة الإسلامية" وتطبيق الشريعة في العراق والشام . .!
ورغم أن الداعشيين يتحدثون باسم الإسلام والأيديولوجيات الأصولية الدينية ، لكن في الحقيقة والواقع أنهم أبعد ما يكونوا عن الإسلام وتعاليمه ومبادئه وقيمه السمحاء ، ويشوهون صورته الحقيقية الزاهية بارتكاب جرائم القتل وقطع الرؤوس ونبش قبور الأنبياء . وقد نجحوا باستمالة الكثير من الشباب وسرقتهم تحت يافطة "الدين" وعباءة "الدولة الإسلامية" ، وهؤلاء الشباب المرتزقة المأجورون أغلبيتهم أناس مهمشون في مجتمعاتهم ويعانون الفقر والبطالة والفاقة وانفصام الشخصية ، وزج بهم في معارك لا علاقة لهم فيها ، ولا يعون أهدافها وخفاياها ومآربها ، وتم إغوائهم بالمال النفطي والسياسي والدينار والدولار الأخضر .
لقد زادت داعش من نشاطاتها الإرهابية المتطرفة ، فارتكبت المذابح ، وقطعت الأيدي والرؤوس ، ونفذت الإعدام الجماعي على أساس طائفي ديني ، وهدمت المساجد ، وحرقت الكنائس والمعابد والأديرة ، ودمرت المراقد والمقامات الدينية ، وحطمت تماثيل عمالقة الفكر والأدب أمثال أبو العلاء المعري وأبو تمام وسواهما ، وأفرغت الموصل من المسيحيين ، احد مكونات الشعب العراقي من غابر الزمان والدهور ، بعد أن استولت عليها ، وخيرتهم بين اعتناق الإسلام ودفع الجزية أو هجرة أو القتل . ولا شك أنها بممارسات الإجرامية هذه تكشف طبيعتها ووحشيتها ودمويتها ، وتثبت بالدليل القاطع أنها لا تمت بصلة للدين الحنيف ، وبعيدة كل البعد عن الإسلام ، ولا علاقة لها بحضارتنا وتاريخنا وتراثنا الإسلامي .
باختصار شديد ، داعش هي صناعة أمريكية وجزء من مؤامرة كبرى لتفكيك الأوطان العربية وتمزيق الأمة وتقسيم منطقة الشرق الأوسط ، وذلك باعتراف وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في كتاب لها صادر حديثاً ، وهي تستكمل مشروع "الفوضى الخلاقة" التي تضرب المنطقة العربية من محيطها وحتى خليجها ، وتصب في مصلحة أعداء الشعوب ، وأعداء الحرية والسلام والتنوير .