شهدت قبة مجلس النواب، فوضى معنوية، بإستجواب وزير الدفاع خالد العبيدي، أشد من الفوضى المادية، التي حطمت "القنفة" يوم إقتحم المتظاهرون المجلس؛ إذ تحول الاستجواب الى فوضى، حاد خلالها المُستجوَب عن أسئلة المستجوِبين؛ بسبب قوة شخصيته وهشاشتهم وبلاغة منطقه ولعثمتهم وسداد حجته وطيشهم؛ ذلك لأنهم إستدعوه لمصالح شخصية.. للبعض منهم، وليس للمنفعة العامة، في توقيت خطير.. إنسحابه من الجبهة، وهو يخطط قائدا أول في المعركة، وينفذ مقاتلا مع الجنود، ويقصف بطائرته أوكار "داعش" فيسحبه مجلس النواب، ليتشفى به؛ لعدم تعاونه في تمرير فساد بعضهم، توقيت له مجموعة من دلالات، كلها ضد مجلس النواب، وأبرزها أن هؤلاء البعض لا يبالون بمصلحة العراق، في لحظات حرجة، يقاتل خلالها على شفى تحرير الموصل من مخالب "داعش" فإذا ببعض النواب يستدعونه من الجبهة التي يمسكها لحماية العراق من داعش وإقتحام إستحكامات العدو في الموصل لتحريرها، فيطلبون منه ترك ذلك.. كاشفا جناح العراق أمام العدو؛ كي يحاسبوه على مصالحهم الفارطة فسادا.. خدم داعش في اللحظات الحرجة، التي بدأ يتهاوى خلالها!
أعادوه الى بغداد، في توقيت يحتاج العراق وجود خالد العبيدي على الجبهات، مهما كانت القضية التي أرادوه لها.. شغلوه عن الاستمرار بمواجهة "داعش" لكن هذا لايعني ثقتي المطلقة بأن العبيدي لن يقود إنقلابا لتحقيق مبدأ "المستبد العادل" فيسقط حكما فاسدا ويقيم بدلا منه حكما عسكريا، أخشاه بإعتباري كرديا فيليا! تعرضت لإعتقالات وتهجير وإعدام إخوتي وإعتقال أخواتي.. بسبب التطهير العرقي الذي مارسه العسكر منذ سقوط الملكية للآن!
من جانب آخر أخشى ألا نجد من يقودنا الى بر النزاهة ونحن غارقون في بحر الفساد، فبعض الساسة فاسدون إتهمهم بدلائل ووثائق وتسجيلات وصلت للنزاهة ومجلس الوزراء وجهات دولية معنية وأخرى مراقبة وثالثة حيادية ورابعة شامتة!
سحب وزير الدفاع من الجبهة، يعد إجراءً لصالح عناصر "داعش" كاد يوقف المعركة، التي بدؤوا يهزمون فيها، امام الحشد الشعبي والجيش، تماما كما رفع معاوية القرائين على الرماح؛ فأحرج عليا.. عليه السلام، في لحظات حاسمة، أوشك فيها أمير المؤمنين ان يجهز على فتنة معاوية؛ و... توقفت اللعبة؛ لصالح معاوية الذي دالت له الخلافة بعدئذ.
وبعض النواب بإستدعائهم العبيدي من خطوط الصد، الى إستجواب مفتعل في توقيت حاسم، رفعوا المصاحف على الرماح.. سهوا؛ كي يحموا "داعش" وهي تهزم امام الحشد والجيش العراقي، من حيث لا يعلمون.
لكن حنكته كضابط طيار، وموصلي أصيل، مكنته من أن يتغدى بهم قبل ان يتعشوا بالعراق.. وهم يطرحون أسئلة هشة، لم يبالِ بها، إنما خلفها وراء ظهره و... أعطى كل واحد منهم "طينته بخده" لأن بعضهم شخصيات هشة وأسئلتهم هشة وموقفهم هش.. نابع من مصالح شخصية وليست وطنية، تملص منها متنصلا، ليقلب الطاولة عليهم.
مقالات اخرى للكاتب