لست ادعي الوطنية وحاشاها ان اكون انا اوغيري معلما في بحرها العميق المقدس الذي فيه درر الحل لكل مآسي الانسانية بل هي الانسانية نفسها بل هي تعد في الوقت نفسه قانونا واطارا للفكر الانساني الراقي .وهي القادرة على تحويلنا من عرب وكرد وسنة وشيعة ومسلمين وصابئة وكاثوليك وبروتستانت الى مخلوقات الله اخوة من اب واحد هو آدم وتندحر الحروب الصليبية وثقافة محمد الفاتح وثقافة ابو درع وثقافة الحية الرقطاء وتنتفي الحاجة للفتوحات والحروب الاهلية…ويكون الفيصل (لكم دينكم ولي دين) …ولن تبقى ضرورة مختلقة لحظر البعث ومكافحة الارهاب لأن الفكر الانساني المؤطر بالوطنية قادر على جعل الناس يضحكون بملء اشداقهم على المتشددين.. وستغرق داعش لأنها لا تعرف السباحة في مياه الوطنية.. القانون الانساني الوحيد في العراق هو الذي شرعه مجلس الحكم طيب الذكر سار المفعول رغم ان القانون الاسمى والاعلى (الدستور) اسقطه في لحظة صدوره مما يدل على ان (الماضوية) هي القانون الاعلى والاسمى هذا القرار كان انسانيا حقا لأنه قنن للانسانية واعتبر الناس ابناء آدم حين قال بالقرار 88 (حجز الاموال المنقولة وغير المنقولة لرموز النظام السابق ووو واقاربهم) حيث كان المشرعون دقيقون في صياغة انسانيتهم فجاءت (اقاربهم) مطلقة فبعثي جبوري يحجز اموال كل الجبور وأذا كان هناك جبوري متزوج بعبيدية راحت على العبيد كلهم ..
اما المصيبة فتكمن في ان الجبوري قد يكون متزوجا بدانماركية فيتم حجز اموال الشعب الدنماركي وهذا اخف من ان يكون متزوجا بامرأة صينية..وبالتالي فأن ابانا آدم سيكون مشمولا بحجز الاموال بأثر رجعي ..خصوصا ان القوانين الماسة بحقوق الانسان في العراق سلبا هي باقية ولن يهرب منها سيدنا آدم بل وقد تتطور ( قانون اجتثاث..قانون مساءلة ..قانون حظر..قانون مساءلة) وقد يراقب احفاد آدم في نهاية الالفية الرابعة قراءة ثانية للمساءلة والعدالة ولا ندري هل سيحضر رموز التحالف كلهم ومعهم حاديهم لفرض القانون وبعدها وعند بدء مناقشة نازحي الموصل يغادرون ؟؟ وهل سيلقي النواب الكرد خطبة عصماء مرة اخرى.. …يبدو فعلا ان كل مبكي هو مضحك بالضرورة ..
الحرب العراقية الايرانية (التي تقاتل فيها طرفان) ووثقتها هيئة وطنية عليا من طرفنا رسميا (جريمة من جرائم البعث) ولمن يفهم الوطنية يعرف ان في ذلك تجريم للعراق عبر تأريخه فبعد الف سنة قد لا تجد بعثا او حزباً شيوعياً ولكنك تجد العراق الرئيس بوش الاب في اليابان اخذوه الى مقابر هيروشيما وطلبوا منه كلمة اعتذار للضحايا فأجاب .((لن اعتذر لأن ذلك يعني ان الامة الامريكية قد اخطأت يوما والامة الامريكية لا تخطيء)) ولم يقل ان القنبلة ضربت وأنا في بطن امي من قبل نظام مقبور ..بينما نحن نقنن بامتياز ادانة العراق وشعبه في حرب لها ظرفها ومعروف حصة الطرفين في اشعالها…الامر ذهب الى ابعد من ذلك بقيام احد الدينسياسيين بمطالبة شعب العراق بالتعويض بل انه حدد المبلغ المطلوب وهو مئة مليار دولار يوم كان العراقي ينسحق تحت الاحتلال ولا زالت آثار الحصار القذر تطحنه ..
المهم انتهى الامر فمن يريد منا مبلغا لتعويض ايران عليه ان يراجع وكيلنا العام والحصري (البنك الدولي) والذي سيكون من عمامنا الكثر مستقبلا …مع العرض ان ذلك كله لن يغير التاريخ لأنه سجل يوم 8/8/88.. انه نصر في منازلة طالت لسنين ثمان انتصر فيها العراق على ايران وليس صدام حسين على الخميني بغض النظر عن الخلفيات السياسية ومن المعتدي وما الهدف فلهذا شأن آخر .. انها الوطنية.
وللحديث بقية
مقالات اخرى للكاتب