Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
المرضى ينطلقون بأحاديث عجيبة وطلبات غريبة
الأربعاء, أيلول 9, 2015
علي دنيف حسن

بدت زوجة ( ع. حسن) حائرة ومرتبكة وهي تنتظر خروج زوجها من صالة العمليات الجراحية الكبرى في أحد المستشفيات، لم تكن حيرتها تتعلق بنجاح عملية استئصال المرارة، فهي عملية اصبحت بسيطة وسريعة ولا تحتمل الفشل، بل كانت قلقة بشأن الكيفية التي ستستقبل فيها زوجها، وكيف ستعبر عن ابتهاجها بخروجه سالما معافى؟

لكن الزوجة المسكينة لم تتصور ان سعادتها ستتحول إلى حزن عميق، وان اللحظات المقبلة ستفجر أزمة كبرى بينها وبين زوجها الذي عاشت معه خمس سنوات، انجبت خلالها طفلين جميلين، وعاشت أياما حلوة ملؤها السعادة والدفء والحنان.
وفيما كانت منشغلة بتقليب افكارها ومراجعتها، فتح باب غرفة المرضى ممرضان ودخلا وهما يحملان زوجها على نقالة متحركة ليضعاه على سريره الخاص.

وهرعت لتستقبله فوجدته مصفر الوجه، مرتجف الصدر، سريع التنفس، وكانت عيناه أغرب ما فيه، فقد كانتا ذاهلتين، وكانهما تدوران في فراغ.
وحين هنأته بالسلامة، بدا وكأنه لا يسمعها، فقد كان يعيش في عالم آخر.

فجأة ومن غير سابق انذار ، انهال عليها بالشتائم وطلب منها الابتعاد عنه، ثم ما لبث غضبه ان تفجر أكثر وبدأ بسب وشتم المرضى والمرافقين لهم الموجودين في الغرفة، والأغرب انه اسمع رجلا كبير السن ارتبط معه بصداقة مؤقتة عبارات نابية خارجة عن حدود اللياقة والأدب، ثم تطاول أكثر ليستخف بكبر سن الرجل، ورجاحة عقله، فيما بقي الأخير صامتا وعلى وجهه تلوح ظلال لابتسامة باهتة.

وتفرس( ع. حسن) في وجه الموجودين للحظات، بدت وكأنها ساعات طويلة، ثم قال بغضب وهو يرفع يدا مرتعشة:
«ما لم تأتوني بـ( أحلام .. الكيمر .. الحلوة) فلن تبقوا هنا!»
ولم تجد الزوجة غير دموعها التي انسكبت سريعا ملاذا تلتجأ إليه، وأحست بانعدام قيمتها، فخرجت من الغرفة، ورفضت توسلات الحاضرين الذين بينوا ان كلام زوجها لا قيمة له، لأنه لا يزال تحت تأثير التخدير( البنج)، ثم وجدت ان عليها التعليق ردا على اهدار كرامتها فقالت:
«لن يهدأ لي بال، ولن تقر لي عين، ولن أعود للعيش معه، ما لم أعرف من هي( أحلام) التي يتحدث عنها».
وفيما كانت الزوجة تعتقد، وهي تغادر المكان، انها اتخذت الرد المناسب، تناهى لاسماعها صوت زوجها وهو يغني: «حبيبي آآآآه ... حياتي آآآآه... جيبولياه..... احبه هواي.. واريده وياي .. الورده تموت من دون الماي ...»

حكايات طريفة

تتعدد الحكايات وتتشعب، ويقول فلاح جمعة وهو ممرض شاب عمل في صالة العمليات الجراحية الكبرى:
«غالبا ما يتصرف المرضى بغرابة بعد افاقتهم من التخدير أو « البنج» كما يسمونه، وفي الكثير من الأحيان تنفلت ألسنتهم بعبارات وأقوال غير مألوفة ومخجلة تسبب لسامعيها الإحراج، بل انهم أنفسهم يخجلون مما قالوه بعد استرداد وعيهم الكامل»
ويضيف جمعة وعلى وجهه الأسمر ابتسامة كبيرة:

« وفضلا عن ذلك، فان بعضهم يطلق الشتائم على أقربائه، أو بعض من يراهم على الرغم من انه لا تربطه بهم علاقة سابقة، وحتى على الأطباء والممرضين، وبعضهم يصر على تنفيذ طلباته الغريبة، فأحد المرضى أخذ يبكي من أجل «حمودي»، وتبين لاحقا ان هذا الطفل هو ابن أخيه ويسكن في إحدى المحافظات البعيدة، بينما طلب أحد المرضى من الحاضرين ان يجلبوا له « باقلاء بالدهن الحر» وإلا فـ « سيلعب بيهم طوبه»، وأصرت إحدى المريضات على مجيء أختها وهي متوفية منذ زمن بعيد، فيما تنفلت على ألسنة بعضهم آراء سياسية أو اجتماعية أو دينية.»

ويوضح جمعة موقفه من هذا الوضع أكثر:
« من النادر ألا يهلوس المريض بعد خروجه من صالة العمليات، وكل يغني على ليلاه، وينطلق في تعليقاته من أوضاعه الخاصة التي يعيشها، وقد تعودنا نحن العاملين في هذا المجال على ذلك، بل وجدنا انه يخفف عنا الكثير من أعباء العمل لما فيه من ندرة وطرافة.»
ومن الطرائف التي لا تنسى، يقول جمعة:
« ذات مرة التقى مريضان كانا على موعد لاجراء عملية جراحية لكل منهما، وسرعان ما نشأت بينهما ألفة ومودة، وهذا يحدث دائما، فالناس جميعا يتآلفون ويتكاتفون إذا مروا بظروف شديدة أو واجهوا أزمة تحيط بهم. كان أحد المريضين شابا والآخر كبير السن، ومن بين ما تحدث به كبير السن انه ابدى قلقه لصديقه الشاب من عدم زواج بناته الثلاث، وعندما خرج الشاب من صالة العمليات انهال على صديقه الكبير السن بافظع العبارات الجارحة، طالبا منه الذهاب إلى بيته حالا لجلب إحدى بناته كي يتزوج منها على الفور وإلا فسيدمره تدميرا.»

«أحلام» الحلوة!
ويروي( ع. حسن) قصته الحقيقية مع «أحلام .. الكيمر .. الحلوة» بأسى فيقول:
كانت أحلام أول فتاة أحبها من طرف واحد عندما كنت طالبا في المتوسطة قبل عشرات السنين، وعلى الرغم من حبي لفتيات كثيرات آخرهن زوجتي، إلا ان تلك الفتاة بقيت عالقة في ذاكرتي، ربما لأنها كانت أول فتاة أحبها، والحقيقة انني، وقبل ليلة واحدة من موعد إجراء العملية تعرفت على مريض كبير السن، واستعدت معه، أثناء تبادل الحديث، الذكريات القديمة ولا سيما المتعلقة بمرحلة المراهقة والشباب.»

ويضيف حسن:
« في تلك الذكريات، ظهرت أحلام فجأة على الرغم من مرور سنوات عديدة كنت قد نسيتها فيها، ولم أظن ان تذكري لها سيخرج على لساني عند خروجي من صالة العمليات نتيجة التخدير، وقد سبب لي ذكر اسمها مشكلة ما زالت قائمة مع زوجتي وأهلها، فهي تعتقد اني أعيش حالة حب مع امرأة اسمها أحلام، ولم ينفع اعتذاري ولا تبريراتي حتى الان.»

ويتساءل حسن متعجبا:
«السؤال الذي لا أجد له حلا، هو: كيف ارتبط اسم أحلام التي كنت أعرفها منذ سنوات بعيدة بأغنية حديثة، قال لي بعض الشهود اني غنيتها بعد إجراء العملية؟»
ويوصي حسن متهكما « بعد ان وقع الفأس بالرأس» جميع من ينوون إجراء عملية جراحية تحت التخدير العام بألا يصحبوا معهم أحد أقاربهم، ويستعيضوا عنه بصديق مخلص وكاتم للسر، وألا يسمحوا لأقاربهم بزيارتهم قبل الخروج من نوبة التخدير، لكي لا يقعوا بما وقع فيه.

ويقول الممرض جمعة:
«تستغرق حالة( السكر) هذه نحو نصف ساعة تقريبا، بعدها يبدأ بالصحو شيئا فشيئا حتى يصل إلى مرحلة الصحو التام، وتبدأ تصرفات المرضى الغريبة في الخمس دقائق الأولى من انزياح التخدير عنهم، ففيها يظهر كل ما هو عجيب وغريب، وفي الكثير من الأحيان يتقيأ المريض، فيشعر بالراحة التامة ويعود إليه وعيه الكامل.»

رغبات مكبوتة

وبحسب تقرير لموقع(hubpages) نشر في مطلع أيار الماضي، فان للتخدير العام الذي يسبق إجراء العمليات الجراحية تأثيرات كثيرة، من بينها التهاب الحلق واضطراب التنفس، والحكة في أجزاء معينة من الجسم، والشعور بالغثيان والتقيوء، والشعور العميق بالحيرة والارتباك. إذ يستغرق الدماغ بعض الوقت لفهم الأمر الواقع، وتعد الانفجارات العاطفية أبرز هذه التأثيرات، فبعض المرضى يتحولون إلى عدوانيين وقد ينفّسون عمّا في دواخلهم من غضب مكبوت، فيما تصاب الكثير من النساء بنوبة حزن شديد، وقد تنخرط في البكاء تعبيرا عن مشاعرها بشأن حدث جرى سابقا. وتذكر إحدى المعلقات على تقرير نشره موقع(caring.com) في نهاية أذار الماضي عن حالة زوجها الذي أكد بعد خروجه من عملية جراحية في القلب انه عائد للتو من دورة الألعاب الأولمبية في روسيا، وان تلك الألعاب كانت مسلية جدا، ويؤكد الموقع ان الهذيان نتيجة التخدير حالة طبيعية ومؤقتة إذ سرعان ما تتلاشى وتصبح جزءا من الماضي.

وبحسب الكثير من الدراسات النفسية، وفي طليعتها ما أبداه سيجموند فرويد من آراء بشأن الصراع بين الرغبات، فان أية رغبة يعيش تحت هاجسها الانسان لا تضمحل ولا تموت، وإنما تزاح عن مشهد الوعي، لتمضي ما تبقى من حياتها في سراديب اللاوعي تنتظر فرصتها للحصول على أي مخرج أو مناسبة للتحقق، فإذا أراد أحدنا شتم شخص، على سبيل المثال، نتيجة موقف ما، ثم كبت تلك الرغبة لأسباب مختلفة، فان تلك الرغبة تبقى تنتظر لحظة غضب، أو حالة سكر، أو استغلال غياب الشخص، أو أية فرصة للتعبير عن نفسها.
تكبت الرغبات نتيجة عوامل عديدة لا تعد ولا تحصى، وابرزها الخجل والخشية من الأذى والضرر والخسارة نتيجة إبداء رغبة أو الإعلان عنها، وكذلك تكبت الكثير من الرغبات احتراما لحدود اللياقة والأدب وتماشيا مع الأعراف والتقاليد الاجتماعية، وتمثل حالة التخدير التي يمر بها المريض بعد إجراء عملية جراحية متنفسا مناسبا ونافذة مفتوحة على مصراعيها لقول ما لا يمكن قوله، أو طلب ما لا يمكن طلبه، لا سيما ان عقل الانسان في هذه الحالة لم يعد يأبه للعواقب، ولا يعير اهتماما للمخاوف، وقد تقفز رغبات لتعلن عن نفسها بعد ان دفنت في لا وعي الانسان لعقود طويلة.

أخيرا !!!!

أخيرا يقول( ع. حسن) بتذمر واضح:
«لقد فعلت كل ما بوسعي لتجاوز المشكلة مع زوجتي، واوضحت لها ولذويها قصتي مع أحلام، وقلت لهم ان ذلك حدث أيام كنت مراهقا، وكانت احلام في حينها فتاة صغيرة تسكن في زقاقنا، وانها تزوجت منذ عهد بعيد جدا، ولم تعد لي بها أية علاقة، ولا أي اتصال.»
ويضيف حسن موضحا:
« لقد اقتنع اخوة زوجتي ووالداها بما قلته، إلا ان زوجتي بقيت تعيش شكوكها الخاصة، ولا تريد نسيان ما حدث على الرغم من الظروف الخاصة التي دفعتني لذكر أحلام، ولم يعد أمامي غير ان أتركها لحالها حتى تعود لرشدها وتتيقن ان ما قلته هو الحقيقة.»


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.37787
Total : 101