Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
حوارات مع الحسين...
السبت, تشرين الثاني 9, 2013

 

 

 

 

 

 

 بقلم عصام كشيش

 

الليلة الاولى...

 

لم انم منذ سنين.. هكذا اشعر من كثرة الكوابيس والأحلام التي تراودني حتى لو راودني النعاس في ساعة متأخرة من الليل فتجعلني أستيقظ من الصباح الباكر. وكم تمنيت منذ اعوام ان ابقى راقدا في فراشي واغط في نوم عميق على الاقل حتى التاسعة صباحا دون كوابيس مرعبة. كم تمنيت ان انام كما في طفولتي واول صباي واحلم تلك الاحلام الجميلة المبهرة والمدهشة في آن واحد.

ولا اعرف لِمَ هذه الليلة بالذات تذكرت اجمل رؤياي وانا اقف على شرفة الفندق الذي اسكن فيه الآن.. ربما قطرات المطر الخفيفة هي التي ذكرتني بتلك الليلة الشتائية الممطرة وصوت الرعد وضوء البرق اللذين كانا يخيفاني جدا فارتمي في احضان والدتي طالبا الأمان والحماية من كارثة بيئية تأكل الأخضر واليابس حتى انني كنت اتصور ان بيتنا الصغير ستقلعه الرياح والأمطار.

تلك الليلة نمت نصف خائف ونصف مطمئن.. الخوف من وهم اقتلاع البيت من المطر والرياح... والاطمئنان لأنني في حضن والدتي.

هذه الليلة تذكرت تلك الرؤيا الجميلة يوم دخلت على أمير الفقراء علي فقام من مكانه واستعدل في جلوسه مرحبا بي ودار ذاك الحديث الممتع بيننا وكأنني صاحب وعي وعقل بعمر علي او كأنه هو من حدثني على قدر عقلي الطفولي آنذاك. وأشد ما جذبني هي تلك اللحظة الأولى التي رأيته فيها وكأنه نور ساطع جدا وهالة بياض تبعث الأمن والأمان في نفس من يراها... أعماني جدا نوره، لكنه بحركة منه جعلني أرى أفضل مما كنت أرى.. كان عمري في وقتها ست سنوات لكنني الى يومنا هذا اتذكر الرؤيا واتذكر تفاصيلها وتنبؤات علي مع سيرتي وما سأرى في قادم الأيام.. كيف تذكرت اليوم هذه الرؤيا ولم قفزت الى ذهني وروحي؟؟ لا أعلم.. ربما هي بشارة خير ونحن نقدم على عام هجري جديد رغم عدم إيماني بالتقاويم الميلادية او الهجرية.. عدم ايماني بالتاريخ او ربما حتى الزمن الذي اطمح في يوم ما أن افلت من قبضته هو والمكان اللعين الذي يقيدنا أكثر مما يجب.

لأخلد الى النوم.. هكذا قلت في نفسي فانا اعلم علم اليقين انني سأدخل معركة الأرق مثل كل يوم فلأستفد من الزمن قليلا.. ولكن ما ان وضعت رأسي الممتلئ بمئات الحكايات والأوهام والأحلام حتى خلت نفسي انني نائم في حقل ورد.. الورد الناعم الذي يفوح بعطور متناسقة متناغمة رغم انها لا تشبه بعضها بعضا لا من حيث اللون ولا من حيث الشكل.. فهل يا ترى انا نائم فعلا ام انني ميت ولا أعلم؟

آه.. الموت كم يقلقني ويخيفني ولكن إذا كان هذا هو الموت فما أجمله وأروعه.. هنا توقف كل شيء وأنا أرى ظلا حنونا يغطي مسامات جسدي المتعب وهو يقف عند رأسي ويضع يده الملائكية على كتفي.. رفعت رأسي فوجدته يبتسم ويقول لي أنت لست بميت يا صديقي.. إذن أنا احلم.. هكذا بادرته بالقول فابتسم مرة أخرى وقال أنت لا تحلم.. إذن ما.. قبل ان أكمل جملتي قال لي انت تعيش الحقيقة.. قلت وهل هناك حقيقة؟ إنها أوهام بأوهام.. قال الم تتعب من البحث يا صديقي؟ فقلت دعني أسألك سؤالا ربما في غير محله. .قال اسأل.. قلت هل رأيتك من قبل؟؟ انت تشبه علي لكنك أكثر سمارا منه رغم انكما تتمتعان بنفس الضوء والبياض المبهر بنفس الحضور الملائكي المدهش الذي يجذب النفوس والأرواح.. قال نعم أنا ولده الحسين جئت لأتحاور معك علني أنسى تعبي وألمي او علني أنسيك تعبك وألمك.. قلت كيف وهل أنت متعب؟.. قال إنها عاشوراء يا صديقي.. آه.. نسيت إنها ذكرى مقتلك.. قال بل انه مقتلي.. مقتلي الآن وليس ذكرى.. كيف وأنت قتلت قبل مئات السنين؟ سأخبرك كيف ولكن ليس اليوم ربما غدا او بعد غد سأحاول ان أزورك كل ليلة.. والآن سأدعك تخلد الى نوم عميق ومريح.. مسح على صدري ووجهي بعدها لم اشعر براحة مثل التي اشعر بها الآن وأنا نائم.

سأنتظره غدا لأسرد لكم ما سيحصل.. في الأمان.


الليلة الثانية 


وانا استيقظ صباحا ما زال في فمي طعم الشهد ورائحة الورد من ليلة امس وانا احدث سيد الشهداء... الشهداء...!!!! يا ترى هل هناك شيء اسمه الشهادة وهل هناك شهداء فعلا..؟  كم مزعج انا حين اتوقف عند كل حرف ومفردة وعبارة لاحللها وادخلها في معمل التشكيك والتساؤل، ولهذا السبب ربما لم اتحسس طعم الراحة منذ سنين.. منذ ان عرفت معنى الوعي (الوعي– النقمة) الذي يسرق منك البلاهة والخدر والراحة والاطمئنان ويهديك القلق والبحث وعدم الاستقرار والوقوف على ارض ما.

هذا اليوم انا اغرق في احلام اليقظة وحلمي الاكبر هو ان يزورني الرجل الملائكي الحنون ليلاً والناس تغط في نوم عميق او ان بعضهم يحيي ذكرى شهادة الحسين اقصد يحييها بشكلها الكلاسيكي من طبخ طعام او قراءة قصائد لرواديد همهم الوحيد ان يسمعوا صوت اللطم على الصدور بقوة او يحاولوا ان يشعلوا المجلس بالحماس الوهمي حين يرددون عبارتهم المشروخة (اريد اسمع جوابك.. او سمعني ونتك.. او ان الزهرة حاضرة هنا وتباوع عليك).

كأنني اعد نفسي لموعد غرامي مع فتاة باهرة الجمال والحضور..اغتسلت وحلقت لحيتي التي يحرم الفقهاء حلقها وتعطرت وحضرت اجمل ملابسي واستمعت الى موسيقى يتهوفن..السيمفونية الخامسة تحديدا والتي يحرم اغلب الفقهاء ايضا سماع الموسيقى باعتبارها من ادوات الطرب واللهو عن ذكر الله..

تناولت طعام العشاء قبل وقته واتعبت جسدي جدا في النهار حتى اذهب الى النوم باكرا..اذهب الى موعدي الجنائني الناعم والمرهف والشفيف.

وقفت على الشرفة ايضا استمتع بتذكير نفسي بحوار امس الى ان تعبت ووضعت رأسي على الوسادة... لا اعرف كم من الدقائق او الساعات نمت حتى استيقظت على يد حنونة على خدي تحاول ايقاظي كما كانت تفعل والدتي حين توقظني صباحا لاذهب الى المدرسة.

فتحت عيني على نفس الوجه الملائكي.. وجه الحسين وصوته الساحر وهو يقول اسعدت مساءً... ابتسمت... فقال اعلم ما في نفسك انك تقول لما لم يقل السلام عليكم وهي تحية الاسلام قلت خجلا نعم...قال لسببين يا صديقي قلت ما هما سيدي؟ قال اولا لنتعامل كأصدقاء ولنغادر عبارات السيادة والعبودية والتبعية.. قلت موافق ويشرفني ذلك، قال اما السببان فالاول هو اننا لا نركز على المفردات بقدر ما نركز على المعنى والنوايا... المعنى ان نلقي التحية على الاخر والنوايا ان نكون صادقين في تحيتنا.. فما الضير حين اتمنى لك مساءً سعيدا ما دمت صادقا في دعواي لا فرق في ذلك بين السلام عليكم او اسعدت مساءً او أي تحية اخرى، والسبب الثاني ان السلام غائب منذ زمن بعيد يا صديقي ربما حتى من قبل الطف.. السلام غائب في نفوسنا وذواتنا فكيف نهب الاخر ما لا نملك وعن نفسي فانا املك السلام والسعادة بيد اني اردت ان استفز دواخلك بالسؤال عن السلام.

قلت ما زلت متعبا انت كليلة امس، قال متعبا كمئات السنين، وليس من امس فقط يا صديقي. قلت لم؟ قال دعك مني الان وحدثني عن صديقك المليونير صاحب المؤوسسة الاعلامية الضخمة هناك؟ وقبل ان اقول له (تقصد فلان) لانه الوحيد الذي قفز الى ذهني قال نعم (فلان)، كم مبهر حواره فهو يقرأ افكاري قبل ان اترجمها الى حروف وكلمات. المهم انني قلت له ان صديقي المليونير من محبيك وزائريك دائما... هنا اجابني بحزم وقوة: هو ليس ممن يحبوني، فالحب في قاموسي موقف ومبدأ، تفاعل وشعور بالاخر واحساس بالوجع الذي يصيب الانسان. قلت وما الذي فعله؟ قلت ذلك وانا اتجاهل حقيقة اعرفها في داخلي.. حقيقة مرة لكنني اتغاضى عنها.. قال انت تعرف ماذا فعل.. حين ذهبت انت لتستقرض منه مبلغا تافها من اجل علاج ولدك المريض ماذا قال لك؟

قلت اعتذر لان امواله كلها في السوق وكان على عجلة من امره لانه ذاهب الى مرقدك في كربلاء للزيارة.. قال وهل زيارتي اهم من اغاثتك وانت ترى ولدك ينتظر على رصيف الشارع المحاذي للمستشفى ينتظر نقود الفحص والعلاج؟ صمت ولم انبس ببنت شفة.. قال انهم يقتلوني كل يوم.. كل يوم يذبحوني وانا بريء منهم.. دعني يا صديقي ان اغادرك الان وسنكمل غدا حديثنا عن الزائرين الكاذبين.

تصبح على خير... اجبته تصبح على حقل من الورد.. ابتسم وذهب شيئا من غضبه وقال تعجبني مفرداتك... قلت مستغربا مفرداتي فقط؟! قال ومعانيك ونواياك الصادقة... في الامان.



اقرأ ايضاً

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.3984
Total : 100