ان العيب المأخوذ دائما على المثقفين والمراقبين دائما اطلاق سياط النقذ اللاذع على بعض الحوادث والحالات التي ترسخت وتجذرت في المجتمع واخذت بعدا قدسيا احيطت بخطوط حمراء لايمكن نقذها او تعديلها او تشذيبها ولكن دائما هنالك بارقة امل من خلال ايجاد بدائل حداثوية تتماشى مع التطور الحياتي لتكون بديلا عن العادات المتجذرة وهكذا على المثقفين ايجاد بدائل جاذبة لتعميق الحزن وفهم الماسأة مع عقول البسطاء تستطيع اقناعهم بالمظاهر الحداثوية التي ستخدم القضية الحسينية عالميا وانسانيا دون تشويه او تاطير يخدش المناسبة المقدسة فمثلا ان حملات التبرع بالدم ساهمت بتقليل عدد المطبرين بعد وعيهم ان الدم المتشبع بحب الحسين واصحاب الحسين سينقل هذا الحب من الواهب الى المتبرع له وفد اعطت صور مشرقة في كل بقاع العالم التي يكتظ بها عشاق الحسين. إن الاحتفاء بالرموز الإنسانية والدينية والمبدعة عبر التاريخ هو ديدن الشعوب وعبر مناسبات متعددة منها ذكرى الولادة, الوفاة,واليوبيل النحاسي,الفضي,الذهبي, وهكذا هو ديدن الشعوب والأديان الاحتفال وترسيخ الحب والعرفان للرموز الكبيرة مساهمة منها في تذكير الأجيال بما قدمه هولاء القادة وقد عكف المسيحيين تخليد سيدنا ونبينا عيسى عليه السلام من خلال ربط التقويم بميلاده المجيد وهكذا أيضا فعل المسلمين ومن خلال الخليفة الثاني عمر (رض) في ربط التقويم القمري بهجرة رسولنا ومعلم الأجيال أبو الزهراء صلوات الله وملائكته عليه وعلى اله الكرام. وبعض مضامين التكريم هو من خلال الاحتفاء بالمتوفى المبدع أو الذي ساهم في ترك بصمة تاريخية نضالية أو الشهيد في اربعينيته أي بعد مضي أربعين يوما من وفاته أو استشهاده وهي عادة متبعة عبر التاريخ في التاريخ السومري والفرعوني والروماني وبعدها استمرت في الديانة اليهودية والإسلامية . إنّ هذه النواميس المطردة مواظبة على الاعتقاد بالفقيد بعد أربعين يوماً مضين من وفاته بإسداء البِرِّ إليه وتأبينه وعدّ مزاياه في حفلاتٍ تُعقَد وذكريات تُدَوَّنُ تخليداً لذِكْرِه، وقصائد وكلمات تعدد ما تركه من بصمة في قلوب محبيه ومن اثر بارز في مسيرة الحياة والإنسانية, في حين أنّ الخواطر تكاد تنساه، والأفئدة أوشكت أنْ تُهْمِلَهُ، فبذلك تُعاد إلى ذكراه البائدة صورةٌ خالدةٌ بشِعْرٍ أو بخطابٍ بليغٍ تتضمّنه الكتب حتى يعود من أجزاء التاريخ، وليبقى رمزا يحتدا به عبر الأجيال, فيصير الفقيدُ حيّاً كلّما تُلِيَتْ هذه النُّتَف والأبيات من الشعر، أو وقف الباحث على ما أُلقيت فيه من كلماتٍ تأبينيّةٍ بين طيّات الكتب فيقتصّ أثره في إبداعاته وفضائله واثره المتجدد على الصعيد الانساني ، وهذه السنّة الحسنة تزداد أهميّةً كلّما ازداد الفقيدُ عَظَمَةً، وكَثُرَتْ فضائله، وهي في رجالات الإصلاح والمقتدى بهم من أكابر الدين أهمّ وأكد؛ لأنّ نَشْرَ مزاياهم وتعاليمهم يحدو ويحثّ إلى إتباعهم واحتذاء مثالهم في الإصلاح وتهذيب النفوس والسير على خطاهم والأخذ العبر من مسيرة حياتهم لتترسخ لنا معاني الموت والحياة والخلود. ومن خلال هذه المقدمة التي تؤكد هذه الطريقة المألوفة والعادة المستمرّة بين النّاس من الحداد على الميّت أربعين يوماً، فإذا كان يوم الأربعين أُقيم على قبره أو في أحدى القاعات أو الساحات الاحتفال بتأبينه، يحضره أقاربُه وخاصته وأصدقاؤُه، وهذه العادة لم يختص بها المسلمون، فإنّ النصارى يقيمون حفلة تأبينيّة يوم الأربعين من وفاة فقيدهم يجتمعون في الكنيسة ويعيدون الصّلاة عليه المسماة عندهم بصلاة الجنازة، ويفعلون ذلك في نصف السّنة وعند تمامها، واليهود يعيدون الحداد على فقيدهم بعد مرور ثلاثين يوماً وبمرور تسعة أشهر وعند تمام السنة، كلّ ذلك إعادةً لذكراه وتنويهاً به وبآثاره وأعماله إنْ كان من العظماء ذوي الآثار والمآثر يقيمون له كرنفالات سنوية أو ماسية أو ذهبية ... وإحياء النصارى واليهود ذكرى الأربعين لموتاهم لا يستلزم إنكارها، إذ ليس من الضروري أنْ تكون كلُّ الأفكار الموجودة في تاريخ النصارى واليهود سيئةً، قد تكون بعض الأفكار عندهم لها أساس ديني يتوافق مع شريعتنا فلا يجوز حينئذٍ ردّه لكونه يتوافق مع النصارى واليهود، فإذا قام الدّليل الشرعي عندنا على صحّة فعلٍ أو عملٍ معيَّنٍ حتى لو توافق مع المخالفين لنا فلا يجوز ردّه لأنّ ردّه يقتضي ردَّ الدّليل الشرعي الذي قام على صحّة الفعل المعيَّن. وعلى كلّ حال؛ فلا يجد المنقِّب في الفئة الموصوفة بالإصلاح والصّلاح عبر التاريخ رجلاً اكتنفته المآثر بكلّ معانيها، وكانت حياتُه وحديثُ نهضته ومأساة قتله رغم مكانته بين قتلته ومعرفتهم الدقيقة بأنه سيدهم في الجنة التي يرومون الفوز بها في جهادهم ولكنهم باعوا دينهم بدنياهم، انه صاحب تجديد وديمومة دعوةً إلهيّةً وطقوساً إصلاحيّةً، وأنظمةً اجتماعيّةً وتعاليمَ أخلاقيّة، ودروساً دينيّة إلا ّانه سيّدَ الشّهداء أبا عبد الله الحسين عليه آلاف التحيّة والسّلام، شهيد الله تعالى وسيد شباب اهل الجنان ... فهو أولى من كلّ أحد بأنْ تُقامَ له الذكريات، وتشدَّ الرحالُ للمثول حول مرقده الأقدس في يوم الأربعين من قتله حصولاً على تلكم الغايات الكريمة. فهو سبط الرسول الأكرم صلوات الله وعليه واله وسلم وهو الذي كان في قمة التضحية الإنسانية بصحبه وإخوته وأبنائه وحتى الرضيع منهم وبعدها بنفسه لم يجبن أو يرتجف او يجبن إمام الموت والسيوف ولسانه إلى أخر الرمق كان ناصحا ناطقا بكلام الله في توعية الأمة في النهوض بمسؤوليتها في المبايعة ليعلمنا إن للصوت ثمن لا يشترى حتى لو بالدم وهو يردد بصوته (مثلي لا يبايع مثله) وما يفعله الناس من الحفلات الأربعينية الأولى على موتاهم فلا يكررونها كلّ سنة كما يكرّرونها لأجل الإمام الحسين (عليه السَّلام)، من جهة كون مزايا أولئك الرِّجال محدودة منقطعة الآخر، بخلاف سيّد الشّهداء (عليه السَّلام) فإنّ مزاياه لا تُحَدُّ، وفواضله لا تُعَدُّ و لا تحصى، ودرس أحواله جديدٌ كلّما ذكِرت نتعلم منها الجديد من العبر، واختصاصُ أثره يحتاجه كلُّ جيلٍ، فإقامة المآتم عند قبره في الأربعين من كلّ سنة إحياءٌ لنهضته المقدَّسة، وتعريفاً بالقساوةِ التي ارتكبها الأمويون ولفيفُهم، ومهما أمعن الخطيبُ أو الشّاعرُ في قضيته، تُفتح له أبواب من الفضيلة كانت موصدة عليه قبل ذلك، ولهذا اطردت عادة الشيعة على تجديد العهد بتلكم الأحوال يومَ الأربعين من كلّ سنة، ولكن إن الإمام الحسين ليس هو رمز للشيعة وحدهم وإنما للإنسانية جمعاء ولذلك يجب إن نجد أرضية جديدة ليكون هذا الكرنفال عالمي ونخطط له لأجل ترسيخ المنهج النضالي الحسيني عالميا من اجل إرساء الديمقراطية والحق والعدالة الاجتماعية تحت شعار (مثلي لا يبايع مثله). إلى أنّ قضيّة سيّد الشّهداء هي التي ميّزت بين دعوة الحقّ والباطل، ولذا قيل: الإسلام بدؤه محمَّدي وبقاؤه حسينيّ، فما قاساه سيّدُ الشّهداء لتوطيد أسسِ الإسلام واكتساح أشواكِ الباطل عن صراط الشّريعة وتنبيه الأجيال على جرائم أهل الضّلال هو عين ما نهض به نبيُّ الإسلام لنشر الدّعوة الإلهيّة. فمن أجل هذا كلّه لم يجد أئمة الدين من آل الرّسول معلم الإنسانية أبو الزهراء صلى الله وملائكته عليه وعلى اله وسلم تسليما مندوحة إلاّ لفت الأنظار إلى هذه النهضة الكريمة لأنها اشتملت على فجائع تُفَطِّرُ الصخرَ الأصمَّ، وعلموا أنّ المواظبة على إظهار مظلوميّة الإمام الحسين تستفزُّ العواطفَ وتوجب استرقاق الأفئدة، فالسّامع لتلكم الفظائع يعلم أنّ الإمام الحسين إمامُ عدلٍ لم يرضخ للدنيا ولم يرضخ لحب الحياة وإنما رسم بدمه وحياته وأصحابه أسطورة الخلود بان الدم ينتصر على السيف وتبقى راية الحق عالية خفاقة على أمد الدهر إلى يحين امر الله، وأنّ إمامته موروثة له من جدِّه وأبيه بأمرٍ من الله تعالى، ومَن ناوأه خارجٌ عن العدل، وإذا عرف السّامع أنّ الحقّ في جانب الإمام الحسين (عليه السَّلام) وأبنائه المعصومين كان معتنقاً طريقتهم وسالكاً سبيلهم. تطل هذه الزيارة العظيمة على مدينة كربلاء المقدسة،هذا العام وفي كل الأعوام وخصوصا بعد سقوط الصنم في 2003وهي تحمل أبعادا متنوعة الأهداف والغايات تصب جميعها في مضمار التوحد والانصهار في بودقة التسامي عن الأحقاد والضغائن المتوارثة من أجندات لا تدخر وسعا في سبيل تفكيك اللحمة الوطنية والدينية. وهذه الزيارة العريقة بما اكتسبت من أهمية بالغة على مر التاريخ الإسلامي بعد استشهاد الثلة الطاهرة من آل عبد المطلب... فهي في نفس الوقت تتم بوسائل متعددة... الغرض الأساسي منها هو خلق حالة روحية تكاملية في أجواء إسلامية مليئة بفضاء من الود والمحبة بين المؤمنين بمختلف شرائحهم ومعتقداتهم في ظل خيمة الواهب أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وخيمة القمر صاحب الجود والكرامات أبي الفضل العباس عليه السلام... فإن تجديد العهد مع سيد الشهداء على البقاء مخلصين لمذهب أهل البيت عليهم السلام ومواصلة المسير المبارك لإحياء العقيدة والشريعة السمحة لسيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم لهو من الغايات المعمقة لهذه الزيارة المليونية والتي هي في الحقيقة تعبير حي عن نداء القلوب المتواشجة كنتيجة طبيعية لصرخة الضمير العالمي في وجه الطغيان أين ما صال وجال... فعملية الاستزادة من حياض الكوثر المحمدية في الحياة الدنيا تكون عن طريق نهلنا من المعين الصافي لسيرته الشريفة وسيرة ذريته وأوصيائه من بعده... وتطبيقه على الواقع العملي في تعاملنا مع الآخرين والاهتداء بأخلاقهم وسيرتهم العطرة حتى نكون طلاب نجباء لهذه المدرسة الأخلاقية والإيمانية العظيمة الأمر الذي لا ينبغي معه ترك أي ثغرة من الثغرات التي تمكن أعداء الدين من الولوج إليها وزعزعة الروح المعنوية للمؤمنين، من خلال دس البدع والخرافات: (لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) فيا أخي وأختي في الإيمان... في الإنسانية والدين والمذهب... أحمل قلبك خالصا لوجهه تعالى. واستقبل الحسين وأخاه العباس عليهما السلام بوجه الموالين والأنصار... لا يغرنكم الباطل وإن كثرت أبواقه!! وجددوا البيعة على الثبات والنصرة. .. يجب أن يأخذ الهدف الحسيني الشريف القسط الأكبر في تحقيق الهدف المنشود من خلال الاستزادة بالمدرسة الأخلاقية والإيمانية في مجتمعنا وذواتنا أخلاقيا وسلوكيا وحتى فكريا حتى نكون قدوة للأمم الأخرى. وخصوصا اقتران هذه الظاهرة الشريفة بالتضحية والفداء بالنفس والمال وبكل شيء حتى لا تكاد تمر سنة إلاّ وقد قدّم المؤمنون جهودهم وأموالهم و أنفسهم شهداء في سبيل الله تعالى وتمسكا بمنهج الإمام الحسين:ع: وفي نفس الوقت يزداد الأعداء حقدا وعداوة على مُحييها : الأربعين أو زيارة الأربعين هو اليوم العشرون من صفر والذي يوافق مرور 40 يوم على مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب في معركة كربلاء على يد جيش يزيد بن معاوية، وبحسب بعض الروايات فقد قامت زينب بنت علي وعلي بن الحسين السجاد وبرفقه الأيتام وأطفال الحسين إلى أرض كربلاء لزيارة قبر الحسين في الأربعين. حيث تخرج مواكب العزاء في مثل هذا اليوم ويتوافد مئات الزوار من كافة أنحاء العالم إلى أرض كربلاء لزيارة قبر الحسين وتجديد الذكرى العطرة لاستشهاده. ويقوم الملايين من الزوار بالحضور إلى كربلاء مشياً على الأقدام بأطفالهم وشيوخهم من مدن العراق البعيدة حاملين أحلامهم ودعواتهم وأمانيهم وهم يجددون الحزن والولاء للائمة الأطهار في السير على دربهم في الفضل والأخلاق والسلوك الذي فيه مراضاة الله وقبول طاعاته ووحدانيته. إذ يقطع بعضهم ما يزيد على 500 كيلومتر مشياً ويقوم أهالي المدن والقرى المحاذية لطريق الزائرين بجهود ذاتية بنصب سرادقات (خيام كبيرة) أو يفتحون بيوتهم لاستراحة الزوّار وإطعامهم مجاننا معتبرين ذلك تقرباً إلى الله وتبركاً وهم يحاولون تقليد الأئمة في كرمهم وعطائهم وهذا ليس موجودا في كرنفالات متعددة في العالم إن هذا الكرم الشعبي لم يوجد حتى في موسم الحج وقد تفنن أصحاب المواكب الحسينية في تنوع أنواع الطعام وجودته وتقديم الضيافة التامة وايضا المفارز الطبية التي تقدم الإسناد الطبي للزائرين من تدليك وتقديم الأدوية وقد أخذت هذه الأمور منحى متطور عام بعد عام من دقة التنظيم وتوفير الخدمات الأمثل والأفضل للزائرين السائرين على طريق الحسين الشهيد و أبو الشهداء عليه السلام. وان دورا ألمرجعية الرشيدة في توجيه الزائرين بما يحافظ على قدسية هذه الشعائر وإعطائها المظهر الحسن من خلال بعض التوجيهات السديدة. تناول ممثِّل المرجعية الدينية العُليا وخطيب جُمعة كربلاء المُقدَّسة سماحة السيد أحمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجُمعة التي أقيمت في الصحن الحُسيني الشريف في 29 محرم الحرام 1434هـ الموافق 14 كانون الأول 2012م ، الزيارة الأربعينية والأحاديث الكثيرة والمتواترة للأئمة الطاهرين التي حثّت المؤمنين عليها لما لها من عظيم الفضل والأجرٍ الكبير، كما تقدَّم سماحته ببعض النصائح للأخوة الزائرين القاصدين لزيارة سيّد الشهُداء الحسين (عليه السلام) سيراً على الأقدام ومنها : 1)استغلال الوقت الذي يقضى في المشي في إصلاح الذات سواءً أكان الذي توفّق للمشي مسئولا في موقع رسمي أم من عامّة الناس واستغلال هذا الوقت في تربية الذات والسلوك . 2)تعلم النظام والتنظيم من سيرة الإمام الحسين فسيرته الطاهرة وحركته الجهادية حركة واعية ومنظّمة ،وتطبيقه بشكلٍ عملي في مسيرة الأربعين من خلال الحفاظ على الممتلكات الشخصية والممتلكات العامة ، والشعور بالمسؤولية الجماعية في تنظيم مسيرة الأربعين على أكمل وجه . 3)على الزائرين الكرام أن يأخذوا الحيطة والحذر من المجاميع الإرهابية التي تتربّص بهم الدوائر فنناشدهم أن لا يعينوا على أنفسهم ، ونحثهم على إبداء التعاون مع الأجهزة الأمنية . 4)نناشد الأجهزة الأمنية بأن يكونوا متيقظين وأن لا يغفلوا عن واجبهم في حماية أرواح الناس . 5)على الزائر الكريم أن يستشعر قداسة من قصد إليه ويجنِّب الزيارة وشعيرة المشي كل التصرفات الدخيلة. إن هذا الكرنفال يجب إن يكون عالميا من خلال تسليط الإعلام العالمي من خلال دعوتهم لتغطية هذا الحدث حتى يكون نبراسا جديدا ويتيح المجال لتوافد الوفود الأجنبية في السنوات القادمة لما للإعلام من دور مؤثر في بيان الحقائق ونشر هذه الشعيرة من الانتقادات من قبل المتربصين وتوضيح صورة التضحية الحسينية للإنسانية جمعاء. إن ما قامت به المحافظات خلال العام من خلال زرع أكثر من 200 إلف نخلة وشتلة على طريق الزائرين وترسيخ السلوك الحضاري للحفاظ على البيئة والحفاظ على الممتلكات لهو فيه دلالات سلوكية عظيمة على ديمومة هذه الشعيرة. ويجب أيضا توفير فعاليات ثقافية على طريق الزائرين من مسرح حسيني وفكري وتربوي يعطي صور ورسائل سلوكية للزائرين لترسيخ الهدف المنشود من هذه الشعيرة في صقل سلوك الزائرين على المنهج الأخلاقي الإيماني المحمدي. إن يرافق هذا الحدث إقامة مهرجانات عالمية تخصص لها جوائز باسم ( الامام الحسين شهيد الحق والعدالة) في الشعر والقصة والخطابة والمسرح والكتاب والرسم وبكل لغات العالم من اجل نشر الدعوة المحمدية الصادقة للإنسانية. إن المشي هو إحدى السبل الرياضية في ديمومة الصحة وتجديد ا لخلايا الجسدية المتعبة وقد اثبت علميا إن المشي هو إحدى العلاجات الناجعة للكثير من الإمراض واحد أسباب ديمومة الصحة وطول العمر ولكن علينا بإيجاد مثابات خاصة للزوار من المسير إلى كربلاء بما لا يؤثر على سير الآخرين ويعطل العملية التنموية للبلد وهذا أيضا يكون تحت دراسة ممنهجة من اجل الحفاظ على الزائرين من الإرهاب ويخفف العبء عن الجهد الأمني. إن الكرنفال هو احد النشاطات الاجتماعية الجمعية التي ترسخ العلاقة الاجتماعية وتقوي اللحمة الوطنية من خلال إيجاد فعاليات تعطي صورة عن هذا الواقع المضيء المتحصل من الزيارة والكرنفال. هنالك قصص ومواقف كثيرة على طريق السائرين على درب الحسين عليه السلام على الكتاب والمثقفين توثيقها لتكون دروسا وعبر من هذه الشعيرة لما يحمله من تحديات كبيرة تمثل في مجملها دروسًا مستفادة لطلاب الجامعات والباحثين في كل شؤون الحياة، وعالمية حدث هذا الكرنفال الحسيني تأتي من حجم الحشود التي يتم التعامل معها في النقل والإسكان والإعاشة والنظافة وتطوير السلوكيات الإنسانية بينهم فيما يتعلق بالتعاون والإيثار والتسامح والعمل الجماعي الواحد. إن متطلبات السلوك الإنساني الحضاري في هذه الشعيرة الحسينية أصبحت اليوم مطلبًا دينيًّا حتى لا نجعل من أي سلوك سلبي في أداء هذه الشعيرة وسيلة للمغرضين في استخدامها ضدنا وضد ديننا الإسلامي الحنيف، وكما هو معلوم للجميع ليس كل الكاميرات والمراسلين الذين ينقلون هذا الحدث الإسلامي العالمي العظيم يُبرِزونَ الإيجابيات أو يقيمون السلوكيات السلبية ويقترحون الحلول، إنما بعض تلك العدسات والمراسلين يبحثون عن المواد المسيئة للإسلام، خصوصًا مع تعاظم شأن الإسلام اليوم، والانبهار الذي تعكسه فريضة الزيارة المليونية المتعاظمة من تلاحم لأبناء الإسلام من مختلف شعوب ولغات العالم. إن حرصنا جميعًا مثقفين و مسئولين ومواطنين وزوار لإظهار كل السلوكيات الإيجابية الحضارية الإسلامية ستزيد من عدد الداخلين في هذا الدين الإسلامي الحنيف، وأي تصرف سلبي منا مهما صَغُرَ سيكون مادة دسمة لعدسات وأقلام وأفلام الراغبين في الإساءة للإسلام وأهله. إن هذه الزيارة المليونية وما يرتبط بها من فعاليات وشعائر ونسك تتطلب منا إبرازها وفق السلوك الإنساني الحضاري من خلال الالتزام بمنهج ال البيت الكرام، الالتزام بالسلوك الحضاري ووصايا المرجعيات والجهات الأمنية والصحية ومن خلال توفير النقل والسكن والإعاشة الملائمة للزائرين، ، وهذا الإيذاء يبدأ بافتراش المواكب غير النظامي للطرق، ما يؤدي إلى إعاقة الحركة للمشاة أو المركبات أو معدات الخدمات ومنها النظافة والطوارئ وغيرها، ثم إنه بمخالفته نظام توزيع المواكب يتسبب في الضغط على المرافق والخدمات العامة، ومنها دورات المياه والنقل العام وفق دراسة ميدانية التي يجب تهيئتها وفق الشروط البيئية والصحية، فإن ما يخلفه الزائر غير النظامي من مخلفات تفوق ما يخلفه الزائر النظامي (المرتبط بموكب أو مجموعة) بنسبة كبيرة، ، ما يبرز هذه الشعيرة العظيمة في أعين الآخرين، على أنها شعيرة غير حضارية وفقًا لما تسجله عدسات المصورين من مشاهد الافتراش والنفايات والازدحام في كل مكان، إن الدعوة لإبراز هذه الزيارة وما تتضمنه من سلوكيات إسلامية عظيمة، تبرز في تحمل المسؤولية والمحبة والإيثار والتعاون والتكامل والحرص على النظافة واحترام حقوق الآخرين، كما أمر بها الله - سبحانه وتعالى - وأكد عليها المصطفى – صلى الله وملائكته عليه وعلى اله الأطهار وسلم. تقبل الله من الزائرين زيارتهم، وغفر ذنبهم، وأعادهم سالمين غانمين إلى أهلهم وأحبتهم، وجزي الله كل العاملين على راحة الزائرين الأجر المبارك العظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون.وخصوصا إن هذا الكرنفال الذي سيكون في المدى القريب أضخم كرنفال سيدخل موسعة غينس من خلال إن ينادي جميع الزائرين في وقت واحد لبيك يا حسين....لبيك يا حسين.
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
اخبار العراق اليوم تصلكم بكل وضوح بواسطة العراق تايمز