كان طاغية العراق المقبور في الوقت الذي يمنع الشعائر الحسينية ويعتقل زوار أبي عبد الله (ع) ينسب نفسه إلى الذرية الطاهرة من نسل الإمام الحسين (عليه السلام ) ويفتخر بأن الإمام الحسين جده ...
ويبدو أن ساسه العراق اليوم على خطى صدام سائرون فهم في الوقت الذي يشاركون الحسينيون في العزاء واللطم ويشيدون المواكب الحسينية في ذات الوقت يشاركون في زيادة المحن على أتباع الحسين ( عليه السلام ) من أبناء العراق البررة اعتداءً وحرمانا من ابسط مقومات الحياة .. وفي السطور الآتية استعرض أوجه التشابه بين الحكم ألأموي بقيادة يزيد الطاغية وحكم الثلة المجرمة التي تحكم العراق اليوم وابدأ الحديث برسالة بعثها الإمام الحسين (عليه السلام) بيد قيس الصيداوي ( رحمه الله ) لأهل الكوفة جاء فيها :
( أما بعد فقد علمتم إن رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) قد قال في حياته .. من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنه رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان ثم لم يغير بقول ولا بفعل كان حقيق على الله أن يدخله مدخله .
ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان ، وتركوا طاعة الرحمن ، وأظهروا الفساد ، وعطلوا الحدود ، واستأثروا بالفيء ، وأحلوا حرام الله ، وحرموا حلاله... الخ ( مصرع الحسين.. ص83 لعبد الوهاب الكاشي ) .
لا يختلف اثنان على إن ثوره ألإمام الحسين ( عليه السلام ) كانت ضد السلطة الفاسدة المفسدة المتمثلة بيزيد ومستشاره الأول سرجون وواليه عبد الله بن زياد هذه السلطة المدعية انتمائها لخط الإسلام والإيمان فقد كان جلاوزة يزيد يخاطبونه بأمره المؤمنين ويدعون ألامه الاسلامية بمبايعته كخليفة للمسلمين.
ومن المعروف إن حكومة يزيد اعتاشت على دماء المسلمين فقد قتلوا في واقعه الحرة فقط ألف وسبعمائة من المهاجرين والأنصار وعشره ألاف مــن سائر الناس وسجن الآلاف وفتكوا بالأسرى ونكلوا بالسبايا من أل محمد ( عليه السلام ) ..
وقد أغدقت هذا الحكومة المفسدة بالأموال والمناصب على كل من دخل في مشروعهم التخريبي حتى أن عمر بن سعد كان يخير نفسه بين ترك ملك الري الذي وعدوه به أو مقتل الحسين (ع) ونيل هذا المنصب يقول شعرا :
أأترك ملك والري والدي منيتي *** أم ارجع مأثوما بقتل حسينِ
وفي مورد أخر يقول لعبيد الله بن زياد شعراً أيضاً :
إملأ ركابي فضة أو ذهبا *** إني قتلت السيد المحجبا
قتلت خير الناس أمً وأباً
وفي الوقت الذي كان يملأ ركاب أمثال ( عمر بن سعد ) بالذهب والفضة كان الأمويون يشوهون سمعه الثوار المقاومين ويتهمونهم بأنواع التهم فقد قالوا عن سبايا أبي عبد الله ( خوارج ) واعتبروا إن ( الله ) سبحانه هو الذي قتل الحسين واله. الم يقل عبيد الله بن زياد لعلي ابن الحسين ( عليه السلام ) في الشام :
- أولم يقتل الله علي ابن الحسين ؟
- فأجابه زين العابدين (عليه السلام ) : بل قتله الناس .
وقال أيضا لعقيلة بني هاشم : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وكذب أحدوثتكم .
وقال أيضا : كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك فإجابته ( عليها السلام ) ما رأيت إلا جميلا...الخ ...
حتى أن العديد من الناس صدقوا ان هؤلاء السبايا هم من الخوارج .. وفي حادثه السبايا الكثير من المصاديق على ذلك فراجع.
وقد اشترى يزيد العديد من رموز المؤسسة الدينية ومن أبرزهم ( شريح القاضي ) الذي كان يمارس القضاء في عهد خلافه الإمام علي ( عليه السلام ) والذي قال : ( الحسين خرج عن حده فليقتل بسيف جده ).
وقد أجرت فتاوى فقهاء السلطة الويل على المسلمين فهذا ( أبو سعيد الخدري ) صاحب رسول الله ( ص ) يدخلون عليه فينتفون لحيته ويضربوه ويأخذون ما يجدون في بيته فلم يتركوا فراشا إلا نفضوا صوفه ( راجع أضواء على ثورة الحسين للشهيد محمد الصدر ص110عن عدد من المصادر التاريخية ) .
ولم تنجو منهم حتى المدن والأماكن ألمقدسة فهاهي المدينة المنورة تستباح ويقتل أبنائها الأبرياء .. وهاهي الكعبة المشرفة ترمى بالحجار الضخام ونار من المنجنيق حتى احرقوها !! ؟
وبعد عرض هذا الجرائم لحكومة الطاغية يزيد بن معاوية نأتي ألان على المفسدين في العملية السياسية في العراق ونقارن أفعالهم بما ذكرناه من أفعال يزيد وزبانيته ونتساءل الم يلزموا هؤلاء الساسة طاعة الشيطان ألأكبر ( المحتلين ) ويتولوا عن طاعة الرحمن الم يظهروا هؤلاء الفساد ( السياسي والإداري والمالي) .
الم يدعي ساسه العراق انتمائهم للإسلام والإيمان فهذا المجلس الأعلى الإسلامي وهذا حزب الدعوة الإسلامية وذاك الحزب الإسلامي وهؤلاء القادة المنحرفين الذين يدعون انتماءهم للمرجع الشهيد محمد الصدر والإسلام برئ منهم والشهداء الابرار بريئون منهم ومن أفعالهم الم تتلطخ أيدي السياسيين بدماء أبناء العراق الأبرياء تارة بالمباشرة بشن هجمات على مدن العراق كالنجف وكربلاء ومدينه الصدر والفلوجة وغيرها من مدن العراق .. وتارة بالسيارات المفخخة التي تخرج من المنطقة الخضراء أو بالاغتيالات المنظمة بالكواتم التي تستهدف أبناء العراق من مفكرين وأساتذة وأطباء وغيرهم من العقول العراقية او بالتستر على المجرمين كما فعل نوري المالكي مع الارهابي ناصر الجنابي الذي قال عنه ( انني امتلك 150 ملف أدانه ضدك ) وكما فعل الجيش الأموي ودخل المدينة المنورة وتجولوا بخيولهم فيقتلون وينهبون فما تركوا في المنازل اثاث او حلي ولم يتركو فراشا الا نفضوا صوفه كما يقول المؤرخون كذلك جرذان المالكي وشذاذ الآفاق دنسوا بيوت العراقيين بدون مذكرات قضائية وعند اقتحام البيوت بعنوان التفتيش يسرقون ما خف وزنه وغلا ثمنه .. وقتلوا ومثلوا بالجثث في سوق الشيوخ ومنطقة الزركة وانزلوا سوء العذاب في المعتقلين الأحرار حتى أن كثير منهم عندما خرجوا من المعتقلات كان على اجسادهم أثار التعذيب والصعق بالكهرباء وشعروا ان صداماً بعث من جديد .. ناهيك عن سرقه المال العام وهدر ثروات البلاد والتستر على السراق وتسفيرهم الى خارج البلاد وقبول استقالاتهم ..
والسرقات مستمرة منذ زمن وزير دفاع حكومة علاوي الشعلان في صفقة الأسلحة وايهم السامرائي سارق المولدات و البياتي وهو المفتش العام لوزارة الاتصالات سرق 33مليار في العقد الصيني الذي يعلم به علي الأديب وبعض كوادر الدعوة ، وسرقة مصرف الزوية وعشر مصارف قبله من سرقها ؟؟ من يجرا على سرقة مليار دولار من البنك غير ميليشيات الحكومة . وعمار الحكيم زعيم المجلس الاسلامي الاعلى وحده يمتلك ميناء لسرقة النفط و صولاغ يملك فنادق في لندن والمستقيل علي الدباغ يملك برج في الامارات وكذلك اولاده يمتلكون عدة فنادق في العراق . من اين لكم هذا ؟ .
ورواتب السادة المسؤولين تعادل مائة ضعف عن باقي موظفي الدولة !! فضلاً عن تمتعهم بامتيازات الحماية الخاصة ومخصصات النقل والاتصالات والسفر وتلك بدورها تراوح بين 10 الى 20 الف دولار شهرياً.
وأبناء الرافدين بلا عمل !! بلا خدمات !! و مليون ونصف منهم مشردين داخل البلد !! و 4 ملايين خارجه!! و 43% من أبناء البلد يعيشون على دولار واحد يومياً أي تحت خط الفقر وهم عائمون على بحيرة من النفط !!! وعندما اقترح ان توزع اموال فائض النفط على ابناء الشعب منع المالكي ذلك وبصلافته المعهودة وتحجج بعدم وجود فائض ! ولا ننسى قرار مجلس الوزراء بالاجماع على الغاء الحصة التموينية عن الشعب المحروم .
والذي يقول هذا الكلام ويصرح بفساد الحكومة والبرلمان ويكشف سرقات حكام المنطقة الخضراء يهدد كما هدد ابناء العراق المتظاهرين في ساحة التحرير او يقتل وتقيد قضيته ضد مجهول وتحفظ القضية في الأرشيف لعدم كفاية الأدلة !!!
ومراجع الدين يفتون بانتخاب هؤلاء القتلة السراق ويجعلون انتخابهم أفضل من عامه الصلاة والصيام !! وان الذي لا ينتخب يدخل النار؟!! .
حتى أني سمعت من أحد المشايخ المعروفين في أوساط الحوزة النجفية يقول:( حتى ولو لم يكونوا هؤلاء مؤهلين فانتخابهم أولى من غيرهم ) ؟ . فتأمل !!!
ولا يمكن ان ننسى الدور الخطير الذي لعبة قادة المنطقة الخضراء بمشاركة وعاظ السلاطين في تشويه سمعة المقاومة في العراق لخدمة أسيادهم المحتلين فالصقوا بهم تهم الإرهاب والخروج عن القانون والتخريب .. يقول احد أئمة الجمع في الديوانية إن الخارجين عن القانون ( مفسدين ) يحاربون الله ورسوله وما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ..
ان الأحداث المتتالية في العراق منذ دخول الاحتلال بمعية هؤلاء الفاسدين وحتى هذه الأيام التي تشهد نزاع خطير بين الكتل السياسية تثبت وبضرسٍ قاطع ان القوم ابناء القوم.. واليوم شبيه بالأمس ولكن بثوب جديد وان هؤلاء المجرمين لا يمكن في يوم من الايام ان يقدموا للعراقيين اي شي يذكر لأنهم فاقدي الإنسانية والدين والغيرة وفاقد الشئ لا يعطيه ، ولان الدين لعق على ألسنتهم يحوطون به ما درت معايشهم ..
ومن هنا نضع أيدينا بأيدي كل من يخرج للمطالبة بالإصلاح وتغيير الواقع ضد هؤلاء السياسيين الفاسدين ، وسوف يأتي اليوم الذي يقول فيه العراقيون كلمتهم بحق كل المتآمرين من رجال السياسة والدين والعملاء وسيعلقون حبل المشنقة الذي لفَ برقبة الهدام على رقابكم وعندها لا يمكن إيقاف سيل الثائرين لا بفتوى من مرجع وهمي ولا توجيه من قائداً خاضع ، واذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر...
Al_asde2000@yahoo.com
مقالات اخرى للكاتب