يدعي البعض ان الحكومة الحالية هي حكومة شيعية !! وتناسوا ان الفكر الشيعي لا يعتبر أي حكومة شرعية الا ( حكومة المعصوم ) ، اما في عصر الغيبة فقد فهم بعض الفقهاء المتأخرين من بعض النصوص امكانية قيام حكومة شرعية بقيادة ما يسمى بنواب الامام، وهم ( الفقهاء العدول ) فقال بعضهم بـ ( ولاية الفقيه ) وقال آخرون بـ ( شورى الفقهاء ) .. وأنا اتسائل هل الحكومة الحالية ( حكومة معصوم ) ام ( حكومة ولاية الفقيه ) ام ( حكومة شورى الفقهاء ) كما ان الحكومة الشيعية يجب ان يكون دستورها ( اسلامي ) والحكومة الحالية لم يقل احد بإسلامية دستورها ، اذا كيف نسمي هذه الحكومة شيعية !!!!
وقد يقول قائل يكفي ان شخوص هذه الحكومة هم من (( الشيعة )) !! فأقول لهم ان التشيع هو الايمان بمنهج علي (ع) القائل ( واللهِ لو أعطيتُ الأقاليم السبع وما تحتَ أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة مافعلته ) فالشيعي الحق من إستند في أعماله إلى السيرة العملية لعلي (ع) ، فالتشيع من مادة المشايعة بمعنى الحركة خلف شخص; وبناءاً على هذا فالشيعي الحق من تحرك خلف أهل البيت (ع) فلا يمكن ان نطلق هذه التسمية جزافا فنشوه تعاليم محمد (ص) وربيه علي (ع) فالإنسان الشيعي كما أراده الله ورسوله هو الذي يؤمن بما انزل الله ويعمل صالحا كما صرح القران في اكثر من (70) ، يقول الإمام محمد الباقر(ع) لأحد أصحابه : ( أَبْلِغْ شِيعَتَنـا أَنَّهُ لا يُنـالُ مـا عِنْدَ اللهِ إِلاّ بِعَمَل ) ، وعن الإمام الحسن (ع) في جواب رجل قال له : ( إني من شيعتكم فقال (ع) له : يا عبد الله إن كنت لنا في أوامرنا وزواجرنا مُطيعا فقد صدقت , وان كنت خلاف ذلك فلا تزد في ذنوبك بدعواك مرتبةً شريفه لست من أهلها) ، وعن الصادق (ع) : ( ليس من شيعتنا من قال بلسانه وخالفنا في اعمالنا وآثارنا ) ، وقال الإمام الباقر (ع): ( ما شيعتنا إلاّ مَن اتّقى الله وأطاعه، وما كانوا يُعرفون إلاّ بالتواضع والتخشّع، وأداء الأمانة، وكثرة ذكر الله ، وتعهّد الجيران من الفقراء وذوي المسكنة والغارمين والأيتام، وصدق الحديث، وكف الألسن عن الناس إلاّ من خير، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء ). وقال الإمام الباقر (ع): ( لا تذهب بكم المذاهب، فو الله ما شيعتنا إلاّ مَن أطاع الله عزّ وجلّ ) فهل هذه الصفات الكريمة تنطبق على السياسيين الموجودين في سدة الحكم الذين يصفون أنفسهم بـ ( التشيع ) !!! اترك الجواب للقارئ المنصف .
مقالات اخرى للكاتب