منذ ازمة العيساوي وانا كتبت وقلت ان ازمة مختلفة عن سابقاتها وانها لن تنتهي باتفاق او توافق لانها تتويج لسياسة واشنطن التي اتبعتها منذ دخول العراق وهي سياسة لبننة العراق وعرقنة لبنان وكنت شرحتها سابقا وخلاصتها ان العراق قد تحول بفضل قياداتنا السياسية الى دافع فواتير النزاعات الاقليمية والان نحن ندفع فاتورة الحساب للصراع الاقليمي بين تركيا وايران بشأن الملف السوري وكل ساعة تمر في العراق تعمق الازمة اكثر واكثر الى حد اننا وصلنا او بالكاد لمرحلة كسر العظم او بعبارة ادق الحرب الاهلية وهذه المرة ستكون حربا طويلة جدا وقد تستغرق سنوات طويلة لان الممولين جاهزين ولان المقاتلين جاهزين ولان سياسيينا هم سياسيين قليلي الخبرة ولايزعلون لانها هذه هي الحقيقة لان العراق لم يكن لحد عام 2003 فيه سياسة او حراك سياسي كان حزب واحد وقائد اوحد هم من يتحكم في العراق الكل الذين كانوا موجودين في العراق من سياسيي الفترة الحالية كانوا موظفين في الدولة او اصحاب مشاريع خاصة او عسكريين سابقين واما السياسيين الذين كانوا يعيشون في الخارج فاغلبهم كان يعيش في حالة انعدام وزن فكري وسياسي وذلك ليأسهم من اسقاط صدام ولانهم كانوا يعيشون شظف العيش في بلدان اللجوء باستثناء علاوي والجلبي وموفق الربيعي وبيان جبرصولاغ الذين كانوا في الخارج وعندما اتوا ووجدوا مقدرات الدولة امامهم وهم يعرفون قيمة المئة دولار في خارج العراق واحسن واحد فيهم كان ياخذ معونة من دولة اللجوء لاتتجاوز 400 دولار وجدوها فرصة سانحة لبناء انفسهم وتعويض مافاتهم من سنوات العمر التي مضت دون ان يحصلوا على شيء فيها والجميع وجد نفسه في سباق لجمع الاموال وبعدها دخلوا سباقا للحصول على مناصب ومواطيء قدم في الوزارات والرئاسات الثلاث وكيف ياتي موطيء القدم عن طريق الانتخابات وكيف يحشدون الدعم الجماهيري لهم يحشدوه عن اقصر طريق وهو التحشيد الطائفي وانا اعرف اناس سياسيين كانوا لايعرفون الطائفية ولكنهم يتاجرون بها الان من اجل مكاسب سياسية ضيقة كل هذا يقومون به ولايعرفون مانتيجته عند تقاطع مصالحهم ومصالح الدول التي دعمتهم ويجب عليهم ان يردوا الدين لها فالسيد المالكي مثلا لايخفى على اي متابع بسيط ان يعرف ان مفتاح حصوله على الولاية الثانية كان عن طريق ايران وان ازمة تشكيل الحكومة التي استمرت تسعة اشهر كان لها ان تستمر لسنوات لان ايران لم تكن تريد اي مرشح غير المالكي وايران هي من اجبرت المجلس الاعلى والصدريين على تغيير موقفهم ويسأل سائل لماذا هذا الالحاح الايراني على شخص المالكي ورفضها لمرشح المجلس الاعلى السيد عادل عبد المهدي رغم علاقات المجلس الاعلى المتميزة مع ايران الجواب ان السيد المالكي على استعداد لان ينفذ كل شيء من اجل توطيد حكمه وايران جربته في هذا الموضوع وماموقف السيد المالكي من نظام بشار الاسد وتركيا الا انعكاس لهذا الموضوع وناتي على السيد النجيفي فالرجل من عائلة غنية جدا ويقول عنه الذين يعرفونه منذ زمن طويل انه لايمتلك فكرا طائفيا وانا شخصيا شاهدته عام 2005 ينزل من سيارته ويجلس في مجلس عزاء حسيني وياكل الاكل الحسيني ولكن لماذا تحول النجيفي الى محامي للطائفة السنية لانه وجد نفسه ان لم يصبح طائفيا ويظهر بمظهر المحامي عن السنة سيخسر قاعدته الشعبية في الموصل وهي كتلة انتخابية من خمسة وعشرين نائبا وناتي على العيساوي فالرجل طبيب عرفه العراقيين في معركة الفلوجة الاولى عندما كان يظهر في شاشات التلفزة بصفته مديرا لمستشفى الفلوجة وحينها التقطه الحزب الاسلامي ووضعه ضمن مرشحي جبهة التوافق لاته معروف في الفلوجة وتم انتخابه واصبح وجها سياسيا رغم ان المقربيين منه يؤكدون انه ليس طائفيا وانه تحول الان الى شخص طائفي هذه نماذج من السياسيين الموجودين الان والذين يعتبرون الان فرسان معركة الاعتصامات والازمة الحالية السيد المالكي عندما احس بضيق هامش المناورة لديه ذهب الى طائفته لتخرج محافظات الوسط والجنوب بتظاهرات تاييد له بعد ان ضخت الماكينات الاعلامية شحنا طائفيا للشيعة مثل ان السنة قادمون لكم او انهم سياخذون الحكم من الشيعة وانكم لن تستطيعوا زيارة الحسين والعتبات المقدسة اذا عاد السنة للحكم وان البعث عائد اليكم وغيرها من الاكاذيب واقول اكاذيب لان العراق تحول الى بلد لااقول ديمقراطي وانما نصف ديمقراطي توجد فيه انتخابات ومجلس نواب ودستور مكتوب وتوجد اميركا ضامنة للعملية الديمقراطية العقيمة اذا هرب المالكي لشارعه ليطلب منه ان يسانده بعد ان احس بالعجز عن قمع التظاهرات والاعتصامات واما العيساوي عندما احس ان المالكي سيفعل به مافعله بطارق الهاشمي ذهب مباشرة لشارعه السني وقال لهم نحن السنة مضطهدين من قبل المالكي والشيعة وكانه احس انه مضطهد في ذلك اليوم وكان المعتقلين والمعتقلات والمادة اربعة ارهاب والاجتثاث لم يكن موجودا الا في يوم اعتقال حماية العيساوي واما النجيفي فقد فكر انه ان لم يركب قطار التظاهرات فانه سيخسر احلامه كقائد سني وهو ماتدفعه اليه تركيا منذ زمن وكانهم جميعا لايعرفون انهم يدفعون حسابات وفواتير الصراع الاقليمي بين تركيا وايران وان التصعيد كله بسبب ان هناك مفاوضات وكل من ايران وتركيا ودول الخليج تريد تحسين موقفها التفاوضي في هذا الموضوع لان التفاوض الان يكون بصفقة متكاملة تشمل اضافة للملف السوري ملفات اخرى وحسب التسريبات ان التفاوض الان سيذهب ضحيته السيد المالكي لان ايران لاتريد ان تتنازل عن بشار الاسد وان زيارة وزير الخارجية الايراني للقاهرة هي لتسويق هذا الحل علما ان الوزير الايراني عقد اجتماعات متعددة مع الاتراك والمصريين الذين يفاوضون نيابة عن السعودية وقطر والان الحل اصبح جاهزا في الاجتماع الذي سيعقد بين ممثلي روسيا واميركا والاخضر الابراهيمي في جنيف خلال اليومين المقبلين والمساكين المعتصمين الذين يفترشون الطريق الدولي في البرد ويريدون ان يستعيدوا حقوق السنة والمساكين الشيعة يتظاهرون دفاعا عن الاجتثاث وضحايا الارهاب وخلاصة المقال ان سياسيينا ليس بيدهم شيء لانهم ينفذون مصالح دول وليس مصلحة الشعب العراقي والشعب العراقي ليس لديه كهرباء ولامجاري وعاصمته اسوأ مكان للعيش في العالم ماذا وبماذا انصح الشعب الذي انا متاكد انه سينتخب نفس الاشخاص والوجوه والتيارات ويستاهل شعبنا العظيم مايحصل له لان الله يقول في كتابه الكريم لايغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
مقالات اخرى للكاتب