لكل إنسان محطات تمر بها حياته وتبقى منها ذكريات يتأمل فيها حينا ليستفاد من دروسها وينبذها حينا أخر لمرارتها, ومن الشواخص التي حدثت في حياتي والتي لا استطيع نسيانها موقف هزني وغير من وجهة نظري تجاه الأمور التي حدثت وتحدث في العراق والذي أريد أن أسقطه على الذي يحدث في العراق الآن :
في عام 1995 عندما كنا طلاب في كلية الهندسة وكان من ضمن الأصدقاء المقربين إلي( علي )وهو من القومية الكردية يساري التوجه (شيوعي ملحد كافر زنديق ) وغالبا ما كنا نتسكع في سامراء خاصرة محافظة صلاح الدين وللذي يعرف سامراء يعرف أنها تحوي حي يطلق عليه حي الأكراد يقطنه الكرد الذين دفعهم الظرف السيئ والفقر المدقع والاضطهاد المستمر إلى النزوح إلى سامراء والسكن فيها وكان غالبيتهم من الفقراء الذين يمتهنون المهن البسيطة والتي ينفر منها أهالي سامراء . ونحن نتمشى في سامراء أنا وعلي قرب ضريح الإمام علي الهادي حيث عدد كبير من الصبية والشباب الكرد يمتهنون صبغ الأحذية فأراد علي أن يصبغ حذائه فتوجه إلى طفل بعمر عشرة أعوام كما تصورته حينها ورفع رجله مادا حذائه فوق علبة الصبغ الخشبية وتحدث معه بلغة كردية لأنه عرفه كرديا فقال (أنا من جماعتي يو ,صبوغي باش بيكا )فرد الولد على علي ببضع كلمات لااعرف معناها فما كان من علي إلا أن سحب قدمه بسرعة وبدء ببكاء لا اعرف سره واخرج كل الذي في جيبه من مال وأعطاه للصبي الذي أبى أن يأخذه ولكن علي ترك المال على علبة صبغ الأحذية وقبل رأس الصبي وغادر فتبعته بسرعة وانأ حائر مستفسرا منه عن الذي حدث وبين دموع علي واختناقه بالعبرات اخبرني بالذي حدث والحوار الذي دار بين علي وصباغ الأحذية (القنادر ) فقال علي: قلت للصبي اصبغ حذائي جيدا لأني من جماعتكم (كردي) فأجاب الصبي لو كنت من جماعتنا لما رضيت لي أن اصبغ اعمل صباغ أحذية فانهار علي من هذه الكلمات وبكى مجددا وبكيت معه .
هنا أريد أن اسأل السادة نواب رئيس الجمهورية نوري المالكي وأسامة النجيفي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك (وضعنا كلمة سادة لان القوانين الجديدة تجرم التهجم اللفظي على شبكات التواصل الاجتماعي وإحنا مابينا حيل سجون ومحاكم ودوخة راس ) فنظطر أن نعامل السادة المسؤؤلين بكل احترام وتقدير (الخوف يجزي ) ولكننا كمواطنين نسال ونتمنى على فخامة المسؤؤل ان يجيب , فيا فخامة نائب الرئيس السيد المالكي أرجو إجابتنا كيف تصرف عشرة آلاف دولار على عزاء معاذ الكساسبة وآلاف العراقيين يموتون تفجيرا وحرقا وجوعا وظلما ؟ لماذا لا تصرفها في تعويض ضحايا سبايكر وكلهم من جماعتي يو ( شيعة ) ؟ وأنت يا سيادة نائب رئيس الوزراء الدكتور صالح المطلك كيف تنام وتنعم بالدفء وأعداد النازحين في تزايد وهم يعانون من ظروف الله اعلم بها والنازحين كلهم من (جماعتي يو ) (سنة ) كما أريد أن أسال فخامة النائب النجيفي عن معاناة أهل الموصل وعن سبايا الموصل عن معاناة أهل الموصل خصوصا باعتبارك من أهل الموصل وعن معاناة السنة النازحين باعتبارهم من جماعتي يو أيضا ؟ أتمنى منكم سادتي النواب (نواب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ) أن تبكوا على الأقل مثل صديقي علي وتشاركون جماعتي يو همومهم لأنكم لا تستطيعون أن تعطوا ما في جيوبكم لجماعتي يو ,لان جيوبكم فارغة و لأنكم مثال للنزاهة والعفة ولم تتلطخ أيديكم بالمال الحرام .
ألف رحمة على روح والديه كل ما تطلع شمس وتغيب الي شرع قانون يحاسب الناس الي مثلي من يتهجمون على المسؤؤلين في وسائل التواصل الاجتماعي وعساها ببخته
ملاحظة / علي الآن من أهم المسؤؤلين في واحد من الأحزاب الكردية وهو مدير إحدى الدوائر الخدمية المهمة في كردستان.
مقالات اخرى للكاتب