السياسة فن من بين الفنون لها قواعدها ، فهي ورقة رابحة من يلعبها جيداً،ولن تخسر شيئا اذا اتقن واجاد قوانين اللعبة ، ولم تسجل مخالفة لنظامها ، وكذلك للكتابة قوانين اذا ما اردنا ان تؤدي دورها وسط الناس لابد ان تكون منصفة لتؤدي فاعليتها ، قيمة الكتابة تكمن في مضمونها لكي تكون ذو فاعلية قوية وتترك اثراً طيباً غند قراءتها ، بمعنى ان الكتابة الصحيحة تفقد وزنها اذا لم تكن موجهة لتصحيح المسار ةلا تخاطب عقولا تجاوزت حدود اللياقة والادب، ولم تتعظ للدروس التي يمنحها الزمن مجاناً للسائرين مع صوت الضجيج ، ولا يهتمون بما يحمله الزمن القادم لهم وما يتفاعلون به في غفلة من انكماشهم على الذات ....
الكتابة الهادفو اهواها منذ ان حشرت نفسي في عالمها ، ومنذ ان قررت ان اكون ان اسلك اتجاهاً مختلفاً عن الاخرين ،ولا اتردد في قول الحق مهما دارت الدوائر، الحديث عن دولة كوردستان جديث سابق لاوانه.. فالذين يثيرون اقامة الدولة فهم الواهمون ولا يعرفون شيئاً عن مقومات الدولة الصحيحة ، والتي اذا ما حضرت ادواتها ليس بامكان كائن من يكون ان يمنع من اقامتها ، ولكن اثارتها في هذا الوقت بالذات تفقد معانيها الحقيقية ، وتقلل من شأن اقامتها ، لذلك ربما يرى البعض ان المطالبة بها ، هي جزء من عملية تسويقية للساسة الدارجة التي امتلآت بها ساحتا السياسبة ، خصوصا وطريق اقامتها مليئة بالاشواك التي تجرح وتدمي ، بمعنى اذا اردنا بناء دولتنا الكوردية ينبغي ازالة كل العقبات التي تعيق بناءها لكي نرى دولة تشبه دولة ، كيف يمكننا بناء دولة والكورد منقسمون على ذاتهم ولا يعرفون طريق توحدهم ، ومنقسمون على كيفية الادارة الصحيحة للاقليم ، و لا يصلونها ما دامت النيات منقسمة ايضاًعلى عدة اتجاهات مختلفة...
وعلى هذا الاساس، فباختلاف اراء والمقاصد والتفكك الحاصل في البنية الكوردية جراء تسلط الانظمة الباغية على رقاب هذه الامة التي تكتم انفاسها في تركيا واران وسوريا ، تبقى قيام الدولة الكوردية في ظل هذه الظروف من اصعب الاهداف ، لان جغرافيتنا مختلفة و لكل بقعة لها خصوصيتها ، اذن اين نقيم دولتنا وفي أي بقعة جغرافية ، ولا زالت مهمتنا النضالية لم تنتهي بعد ، ولا زال طريقها يحمل اكثر من عائق ، وان بناء الدولة الكوردية يحتاج ال غدة مقومات منها ما يتعلق بقدرتنا غلى تجمل المسوؤلية الوطنية والقومية ، ومنها ما يتعلق بالحفاظ غلى الثروات الواردة التي لابد لها ان تستغل بشكل كامل في عملية بناء الدولة ، و ليست المتاجرة بها ، مثلما يحصل الآن في كوردستان ، حتى تحولت عملية بتاء الدولة محصورة في عدة اجتهادات فردية لا علاقة لها بالفرد الكوردي الذي يترقب الاحداث عن كثب ليجد سبيلاً واحداً تنهي معاناته اليومية ، بمعنى ان بناء الدولة الكوردية ليس باجتهادات الفرد ومزاجياته ، وانما قانون الحياة الذي يتطلب جهداً اسنثنائياً رصيناً يمنح الفرد الكوردي المعنوية العالية في ارساء دعائمه القوية ......
لذلك فان الدعوة التي وحهها مسعود البارزاني باجراء الاستفتاء حول تقرير المصير، فانها دعوة ينقصها القرار الكوردي الموحد الذي ينبغي ان يقر برلمان كوردستان موافقته على الاستفتاء لكونه من الامور الغير القابلة للتفرد بها ، فهس مخالفة صريحة ، لانها جاءت بوصاية تركية اليي يرفضها الكورد جملة وتفصيلاً بالاستناد الى حقائق دامغة التي تثبت ان الاتراك في اتجاه معاكس مع الكورد فهم العدو اللدود باستمرار لكل نهضة كوردية قامت على ارض تركيا، وما المجازر البشرية التي ترتكب يوميا في تركيا بحق الكورد الا دليلاً صارخاً ببشاعة هذا النظام الدموي الفاسد الذي بدأ يسلك طريقا ملتويا مع الكورد ، خصوصا حين امر مرتزقته بضرب كل تجمع كوردي في تركيا بقوة لإخماد شرارتهم الثورية ،وهذا يعني ان الدعوة لوحدها غير كافية ، وهي ليست بمزاج شخصي اراد صاحبه اختبار فاعليته للبقاء الاطول في سدة الحكم ، وايهام الشارع الكوردي بصدق اجتهاداته الفردية وتطلعاته الشخصية التي تضررت بسبب الاوضاع التي يعاني منها كوردستان ، وعدم تمكنه من قيادة الاقليم على اسس الشراكة الوطنية ، وهذا يعني ان هذه الاجواء غير مهيئة لاجراء الاستفتاء حوا تقرير المصير ، ولان كوردستان يمر بمراحل صعبة ومن الصعوبة التنبوء باثارها المستقبلية ، والتي بدأ الناس ينظر اليها من زاوية مختلفة ، بمعنى علينا ان نتجاوز الحاضر الذي ارهق الجميع لكي نتجنب ما يحمله المستقبل ....
مقالات اخرى للكاتب