قبل ايام قلائل عقد التحالف الوطني المكون من سبع كتل سياسية اجتماعا في مدينة كربلاء المقدسة , ربما اختير هذا المكان للتبرك به او محاولة لتقليل المسافات بين وجهات النظر المختلفة , ولكن لا حائر الامام الحسين ولا ضيافة ابو الفضل العباس (عليهم السلام) للساسة المجتمعين استطاعت ان ترطب الاجواء وتردع الصدع بين الفرقاء لان المشكلة كبيرة والاهداف مختلفة ووجهات النظر متباعدة وهذه النتيجة لم تكن مفاجئة بل هي متوقعة لجميع العراقيين ومحسوبة من قبل الخصوم السياسين الاخرين لكون التحالف الوطني الذي لم يستطع على مدى اكثر من سنة ونصف ان يتوحد على هدف واحد لاختيار رئيسا له فكيف يراد منه اليوم الاتفاق على عدة اهداف اصلاحية ؟! ومن هنا تبرز الحقيقة المرة ان العلة ليس بالمكون الشيعي بل بقياداته التي تبحث عن المكاسب والمناصب ونتيجة لهذا لم نرى منذ عام 2003 والى الان الا سوء خدمات وفساد مالي ومدن تتعرض للسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة واخرها ماحصل في سيطرة اثار بابل اثناء اجتماع الكتل السياسية على بعد 40 كم منها ولكنهم غضوا الطرف عن هذه الجريمة المروعة وكأن الامر لا يعنيهم بسقوط 90 شهيدا و110 جريحا .لقد فهم الشارع العراقي فحوى ما دار في الاجتماع بان ليس هناك ارادة جادة في الاصلاح بل هو محاولة من بعض الحاضرين لا يقاف التظاهرات في بغداد خوفا بان تتفرد كتلة معينة بها تستقطب الشارع العراقي وهذا ما عكسه البيان الذي صدر عن الاجتماع والذي رفضه السيد مقتدى الصدر , مع ان كل الكتل السياسية تريد التغير ومحاسبة الفاسدين لكن لا نعرف من يقف في وجه الاصلاح بالتحديد ؟! والنتيجة التي رشحت للاعلام ان التحالف الوطني لم يخرج برؤية موحدة من هذا الاجتماع , فكيف يستطيع ان يتفاهم مع اتحاد القوى والكتل الكردستانية ؟ لاجراء الاصلاح والخروج بكابينة وزارية جديدة بعيدة عم المحاصصة الطائفية والحزبية لاسيما الاكراد لا يهمهم الاصلاح بقدر ما تهمهم نسبتهم في الحكومة الجديدة ولا يقبلون الا بنسبة 20% منها ويرفضون ان يكونوا الا من احزابهم السياسية .ويبقى كل الساسة العراقيين هم شركاء بحمام الدم الذي يشهدة العراق منذ اكثر عقد من الزمن الى اليوم وشركاء بالفساد ونهب المال العام لكونهم مشتركين جمعيا في العملية السياسية على اساس المحاصصة الحزبية والطائفية .واخيرا رغم شرعية واهمية التظاهرات السلمية التي تعبر عن مصالح المواطنين المشروعة لكن تبقى اقتحام المنطقة الخضراء خط احمر ليس لقدسيتها بل لان ذلك سيؤدي الى الفوضى الخلاقة ويقلل من هيبة الحكومة وربما سيؤدي الى اسقاطها والنتيجة الحتمية بعد ذلك سيكون لصالح داعش التي ترتقب الاحداث على اسوار او داخل بغداد كخلايا نائمة تنتظر من يستيقظها ؟!
مقالات اخرى للكاتب