(محاصصة، طائفية، متنازع عليها، مختلطة، شراكة وطنية، حكومة اغلبية، فساد الخ) مفردات مغلفة سوقها ساسة العقد الاول من الالفية الجديدة في عراق الان! وهي مصطلحات يلوكونها يوميا عبر وسائل الاعلام التي على الاغلب لاتنطق عن الهوى بل عن رؤوس حزبية سياسية طائفية ومانحوه بما يتلائم والتراتبية التي قوسناها في اعلاه. وكما يحصل عندما يكذب الشخص ويصدق كذبته، كذب هؤلاء وصدقوا الاكاذيب التي اطلقوها ونحن نعي انهم يطلقون هذه الفقاقيع والبالونات فقط لالهاء الناس لتبقى عيونهم في السماء ورقابهم معوجة واصواتها تصم الاذان بينما تنسل الايادي لتسرق جيوبهم. كلها اللعاب بهلوانية كتلك التي نسمع ونقرأ عنها ونراها في الافلام والمسلسلات عن المحترفين من السراق اصحاب الايادي الخفيفة وليست"البيضاء"!!!. مساكين نحن وليس اولئك الذين تسيدوا وتملكوا وتوزروا وتنوبوا وتحكموا، فهم يلعبون بثروات السليب الحبيب "العراق" ونحن نرزح تحت وطأة الموت والعذاب والخراب. وكم جميل حراكهم الاخير وهم يتقافزون وارء مصالحهم الانتخابية في المحافظات المنسية فذاك يسبغ الالقاب عليها ويغدق عليها اسماء جديدة لم نعرفها سابقا ويتلوا عليهم الوعود الخضراء والزرقاء والحمراء، والاخر ينطلق من محافظة الى اخرى ينفخ في بوقه ويتوعد ويشكو بصوت الشجاعة الجهوري قائلا ان من عطل واعاق ودمر البلد هم الاخرون وليس هو ولاحزبه!!! وثالث غيمته تمطر عليه وعلى من اتحد معه وليس علينا نحن ابناء الارض العراقية وهو يتوعد ويغدق من اموال عثمانية تارة وصحراوية تارة اخرى. في المساء ينتشرون في استديوهات الفضائيات (ولنا عليها تعليق) بعد ان يتجملوا ليشتم كل منهم الاخر وفي الصباح يلتقون في البرلمان ومجلس الوزراء وفي اقبية الحكومة لايلفحهم سموم شمسنا ولاتوقفهم زحامات شوارعنا وحمايتهم تذود عنهم الموت، ومابعد المساء يلتقون برجال اعمالهم يطلعون على الحسابات والموارد التي درتها عليهم جيوب العراق. والعجيب ولاعجب ان المتخاصمين المتصادمين امام اعين الملىء اصدقاء وشركاء تجارة واستثمارات في الخفاء ويقولون لبعضهم البعض :"الخلاف والصراع السياسي العلني لايخلف للود النفعي والمصالحي السري قضية"، وكم جميلة صورتهم الجماعية وهم يتبادلون الاحاديث الودية والمشروبات الروحية و"المزة" تطرز مناضدهم الثمينة جدا.
الى اي ساعة كونية ويوم في التاريخ سنبقى معطلون؟ نتلقى ما يرمونه الينا نقبل الايادي تارة ونمسح على الاكتاف تارة اخرى، لقد اكتسب هؤلاء قوتهم من صمتنا فكلما صمتنا كبرت كروشهم واستقوى رجالهم علينا وسياتي الغد الذي نعود فيه لاقفاص الموت والتسلط ولعله قريب هذا الموعد، فقد انفلت ماردهم من سجنه ونحن من افلته واصبحوا مبدعين في الكذب والتحايل والضحك على الذقون والبلد مقاطعة اقتطعوها بقوة السلطة وفساد الانفس. ضاع العراق... ومن ضيعه ياترى؟ وكيف سيقرأ ابنائنا هذه الحقبة من تاريخ العراق؟ وهم يقارنونها مع تواريخ البلدان الاخرى التي كانت في وقت ما اقل شأنا وموقعا منا وهي الان تتجاوزنا بكثير. نحن من ستلومه تلك الاجيال لامحالة فالدولة برجالها.
مقالات اخرى للكاتب