ترررررررن ...آلووووووو : مرحبا ما هو رأيك بالظهور المفاجئ لعزة الدوري، الشهير بـ" ابو الثلج " كما يطلق عليه محليا ، هل سبب لك صدمة أو عصفا ذهنيا وبالأخص أن أطرافا عدة كانت قد أعلنت مقتله ولأكثر من مرة ؟!قلت : الحقيقة ان المفاجآت لا تكمن بظهور " ابو الثلج " فقط وانما بظهور الكاوبوي ، جون كيري ،في بغداد وظهور أشهر سارق في التأريخ ، بول بريمر، وظهور من يعلن بأن الكل بات رابحا في العراق ، وان جميع الكتل قد توصلت أخيرا الى أن الإصلاح هو الحل !! أخاف صارت زحمة اخوية .وإذا كان مناط عجبي بظهور الدوري تتمحور حول شخص يعيش كالقطط بسبعة أرواح ، مصاب بأمراض عضال شتى منذ ثمانينات القرن الماضي إلا أنه لما يزل بعد على قيد الحياة والحرية مع انه المطلوب رقم 6 ضمن قائمة المطلوبين الـ 55 ،شخص ما يزال وسيظل يظهر متى ما يشاء وأينما شاء ليتحدث بما شاؤوا " واعني بمن قرروا ظهوره قبل يومين من ذكرى غزو العراق 2003 وقبل يوم من زيارة وزير الخارجية الأميركي المفاجئة الى بغداد وقبل ساعات من خروج تظاهرات "السلطة " الحاشدة بالتزامن مع زيارة فريدة للملك سلمان الى مصر ليعلن ان امريكا وايران هما سبب دمار العراق وعلى العراقيين تأييد التحالف العربي الذي تقوده المملكة السعودية " أيبااااااخ شنو هالخلطة السحرية ولا خلطة البرياني ؟و ما أثار عجبي اكثر هو إستعراض المسدس الشخصي للدوري للبرهنة على مقتله مع ان مسدسات واسلحة ومدخرات ونفائس وتحف ومجوهرات وجياد وقوارب وسيارات وقصور وصور وفيديوهات ووثائق النظام السابق قد تم حوسمتها بالكامل قبل 13 عاما وبالتالي فأن اخراج مسدس شخصي للدلالة على مصرع صاحبه كإخراج لوحة لبيكاسو للدلالة على انه رسام او قصيدة لبدر شاكر السياب للإشارة الى انه شاعر مع ان سوريالية بيكاسو و شاعرية السياب أشهر من نار على علم ، لا يختلف عليهما اثنان ولا يتناطح عليهما كبشان ، تماما كحوسمة قصور النظام السابق بما فيها مسدس الدوري وربما نظارته وطقم أسنانه ايضا لا تحتاج الى برهان !! . جون كيري وبعد ظهور مفاجئ في بغداد يعلن ان " مصلحة العراق مقدمة على المصالح الطائفية والشخصية وان الخلافات ستجهض الحصولِ على ثقةِ المجتمعِ الدولي الذي لا يتفاعلُ مع مطالبِ الحكومةِ العراقية فيما يتعلقُ بالقروضِ او المنحِ او الديونِ والتسهيلاتِ الاخرى " معقوووولة جدا انت تلطم على القروض والديون والمستحقات وفوائدهما وليس على الشعب الذبيح على خشبة الديمقراطية ، سبقه بريمر وبعد غياب طويل ان قاء بعضا من رؤاه ،في لقاء متلفز ، مؤكدا ، أن" المحاصّصة الطائفية في العراق أمر مؤسف ،ولكنه خيار كان اضطراريا و من الطبيعي أن يواجه الشعب العراقي صعوبات في سبيل ترسيخ ديمقراطيته!! ما احلاكما وانتما تتأسفان كالحملان الوديعة على ظهور الطائفية في العراق بذكرى غزوه في 9/ نيسان / 2003.لم يقف الأمر عن هذا الحد بل خرج علينا مسؤول كبير في الدولة برغم الفوضى العارمة التي تجتاح العراق من شماله الى جنوبه ليقول لنا بملء فيه وبكل ثقة " اليوم كل الأطراف رابحة ، الشعب والتيار الصدري والمجلس الأعلى والعبادي بعد موافقته على ما توافقت عليه الكتل !!" وهذا لعمري الالتفاف على الحقيقة بأجلى صوره ، ربما يكون كلامه صحيحا بالنسبة للسياسيين الا ان الشعب المظلوم ولاشك ليس مشمولا بهذه الراحة ، بل على العكس تماما فقد منحت الإعتصامات المتسرعة الكتل السياسية فرصة ذهبية للبقاء لأطول فترة ممكنة في سدة الحكم وباتت تتحدث بثقة أكبر نحو " شلع قلع " ..." من اليوم وصاعد نحجي معلك " ... " انهم يستهدفوننا وعلينا ان نواجههم " بعيدا عن مطالب الإصلاح الحقيقي والتغيير، يصدق فيهم ماقاله ابراهام لنكولن " عندما ينتزع الراعي عنزا من بين انياب الذئب ، فسيعده العنز بطلا ، وستعتبره الذئاب ديكتاتورا ..."مع انه في واقع الحال لا هذا ولا ذاك ، انه وببساطة راعي غنم ينظر الى مصلحته أولا و بالدرجة الأساس ولو دفع له الذئب ثمنا لقاء عنزة يمزقها إربا إربا لرماها في فيه واتبعها بـ " عافيات ابو سرحااااااان افندي ، هني ومري " . اودعناكم اغاتي
مقالات اخرى للكاتب