جاء الاسلام حاملاً للبشريه المساواه والعدل الاجتماعي وحقوق الافراد والجماعات " ولم يستثني من موجودات الحياه الا وقد شمله بقانون ليحفظ من خلاله كرامه الشئ وديمومته " والله تعالى أنعم على الموجودات بنعمه الابتداء التي غير مسبوقه بعمل يتطلب المكافئه عليه بالعطاء " ونعمه الابتداء وأفاضه الوجود على الماهيات من نعم الله تعالى ولكن الله لم يظهر الموجودات من العدم الى الحياه دون أن يخلق لها الاسباب الطبيعيه للاستمرار " وكون الموجودات تتألف من ماده \ وعقل أو روح أوجد الله تعالى مواضعات تتكفل بتلبيه حاجه الجسم والروح . فأوجد الغذاء للجسم والقانون ليحمي حقّه المعنوي في الوصول الى الغذاء . ومن هذه الحيثيه وجد في الشرع الاسلامي منظومه غايه في الشمول والدقه لحمايه الكائن الغريزي الذي لايملك التدبير والتنقلات الفكريه لحمايه نفسه ووجوده من خطر الهلاك أو أجتناب الالم . والانسان بصفته كائن مفكر ويحمل ضمن تكوينه قوه الادراك والتمييز فوضع الله قوانين لتنظم العلائق بين الانسان ومحيطه من أنسان وحيوان ونبات . والسمه الغالبه على تلك القوانين على أختلاف تشريعاتها " هي الرحمه والشفقه وعدم الظلم والايذاء المادي والمعنوي وسلب الحقوق " فكان العدل هو القانون الاوضح والعام الذي يشمل كل جزئيات القانون الاسلامي في الحياه " وعلى أعتبار أن الانسان سيد الخلائق فمن جهه أولى أن تكون له مكانه كبيره في التشريع الاسلامي لحفظ كرامته وحقّه ووجوده . ومن معرفه حق الحيوان في المعامله بالعدل وعدم أيذائه وسلب حقّه في التشريع الاسلامي نحاكم الجماعات الاصوليه المتطرفه ومدى شرعيتها وأحقيتها في ما تقوم به من أعمال تنسبها " على الاسلام " وهذه الاعمال التي تقوم بها مع الانسان الذي جعله الله تعالى القيمه العليا المطلقه . فالذي منح كل هذا الحق للحيوان هل يأمر بتعذيب الانسان وهدر كرامته بالطريقه المعلنه التي تشتهر بها الجماعات الاصوليه التي تمتهن العنف كأداه لفرض فكرها ! وهل الفكر يفرض بقوه السلاح أم يجابه الفكر بفكر أقوى منه لأثبات وجوده _ لايمكن مجابهه الفكر بالسلاح وهذا نهج شائع ومتواتر في تأريخ الجماعات الشاذه فكراً وممارسه أمثال الخوارج والمعتزله والان الجماعات المعروفه والتي هي أمتدادات للتأريخ المشوّه . " بعض من حقوق الحيوان في التشريع الاسلامي " منذ أن ولد النظام الاسلامي وضع حقاً للنظام الانساني بجانب وحقاً للحيوان بجانب وأن الله تعالى يعتبر " الحيوان " كيان له حقّه ومن مظاهر تلك الحقوق التي شرّعها الله تعالى هي . أن يؤمن الانسان مالك الحيوان الغذاء للحيوان " من مرعى أو غيره " ولهذا الشرع جعل الكلئ الغير مملوك مؤمم أي ملكيه عامه مثل الهواء " والعله في التأميم لانه مصدر معيشه للحيوانات . ويقنن الشرع المقدس في حال " الاحتلاب " لابد من ترك كميه كافيه ومحققه للغرض لوليدها كي يتغذى والشرع جعل هذا الحق قانوناً ولم يتركه عرضه للاختيار . لان هنالك حق لابد أن يصل لصاحبه ويحرم التجاوز عليه. وفي الحديث الشريف ( لاتجعلوا ضهور الحيوانات مجالسكم ) ومناسبه الحديث حينما مرّ الرسول الاعظم \ صلى الله عليه وآله ورأى أثنان يتحادثا وهما يمتطيا رحالهم . ومظهر آخر من مظاهر التشريع الاسلامي بحقوق الحيوان " حرمه التحريش بين الحيوانات أي الاقتتال لانه يسبب أيذاء لذالك الحيوان فجاء الامر بالنهي رأفةً بالحيوان . واُبيح للانسان من أستهلاك وأستخدام الحيوان بالقدر الذي يسد حاجة الانسان فقط وأن لايصل الامر الى مستوى العبث ومن هنا وضع قانون " الصيد " وهو على نوعين " الصيد لأجل التجاره وكسب الربح والنوع الاخر الصيد للاكل ويحرم الصيد أذا لم يكن تحت هاتين العنوانين . ومسائل التشريع في نظام حقوق الحيوان في الاسلام كثيره وتشمل كل ما يحفظ للحيوان من حق في مأكل ومشرب ومؤى وعدم أيذاء من ضرب وحبس وتعذيب . وكلها جاءت بصيغه التحريم لا الاكراه الذي يحتمل الجواز . الانسان لاشك سيد الخلائق ولاجله خلقت الموجودات " ونلاحظ مشاهد الاذلال والقتل والتعذيب التي تمارس بحقه بأسم الدين الذي شرّع القوانين لحمايه حق الحيوان في الحياه وعدم أيذائه . هكذا عمل البعض على أن يقولب الممارسات البشعه المجانبه لأدنى مستوى للانسانيه بقالب " الدين " أمّا لجهل,, مطبق أو أنه جعل من الدين منطلق لجلب الاعوان وتشويه مفاهيم الدين وجعله كائن متأخر ومتحجر ولعنه جاءت من التأريخ لتعبث بالمدنيه والحضاره ! الله يقول ( ولقد كرمنا بني آدم ) ما هو نصيب الجماعات المهتاجه بسفك الدماء بالاسواق والاماكن العامه وأشاعه الذعر بين الامنيين والتمثيل بضحاياهم بطرق فاقت كل المخيلات \ وأن كان قصاصاً هل شرّع الله تعذيب " الذي يراد القصاص منه قبل أقامه الحد ؟ التنكيل بالضحيه قبل القضاء عليها سمه ملازمه للجماعات التي تدّعي كذباً وبهتاناً بأنها تدين بدين,, سماوي . في ذروه العراك مع أوباش الجزيره وفي شدّه سطوه الاسلام لم نسمع بأن شخص من المسلمين أتى بأسير من الاسرى وعذّبه وللاسلام 82 معركه كانت تقوم وتنهي في ساحه المعركه فقط . اليس هذا تأريخ نبي الاسلام وصحابته يادعاه السلف ؟ من المهم أن يبدأ المسلمون بالتمييز بين هؤلاء والاسلام ولا يصح أن يوصفوا ( بالجماعات الاسلاميه المتشدده ) ليس في الاسلام تشدد ولا طائفيه لقوميه ( أن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ( كلكم لأدم وأدم من تراب ) ( لافضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى ) ( لا أكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) ( أدع الى سبيل ربك بالحكمه والموعظه الحسنه وجادلهم بالتي هي أحسن ) وكثيره الايات والاحاديث التي تنقّي ساحه الاسلام من العصبيات والتعنصر والتشنج " والاسلام نمّى المساجلات الفكريه والاخلاقيه ونبذ ثقافه العنف حتى مع " الحيوان " وهؤلاء الشواذ القتله بأسم القيم الدينيه هم خصوم مبدئيون للبشريه على أختلاف مشاربها وتعدياً على الاسلام والاديان السماويه الاخرى بوصفهم ( جماعات دينيه ) أنهم كما صوّروا بشاعه أفعالهم بحق الابرياء ففعلهم يستبطن صفاتهم وأسمائهم فهم جماعات موبوئه تعتاش على القتل وترويع الناس وتخريب المدن فهم كائنات متحجره زحفت على المدنيه التي توصل اليها الانسان بكفاحه الطويل تحاول أن تحيلها الى مغاراه وكهوف وطقوس خرافيه تثير الاشمئزاز . لكن البشريه والعراق تحديداً سيتجاوزهم نحو حياه تملئها أخلاق السماء وما توصلت اليه عقول العلماء في مختلف المجالات " والعيش مع العالم بوئام وتفاهم " وقال شاعر العراق بدر شاكر السياب " سلام على العالم الأرحب على الحقل والدار والمكتب على معمل للدمى والنسيج على العش والطائر الأزغب على التوت وسنان فيه الأريج ووقح المجاديف في المغرب على زهرة في وساد العروس على صبية في انتظار الأب على شاعر تستحم الشموس بعينيه يصغي الى جندب سلام على العالم الأرحب سلام على الكنج فاض النعيم ورنت أغاريد في ضفتيه قرى من سنا عاصرات عليه عناقيد من ضوئهن العظيم سلام على الصين والحاصدين وصياد أسماكها الأسمر وما أنبتت من دم الثائرين وما افتر في البيرق الأحمر على صبية في قراها البعاد وفي ظل تفاحها المزهر وما جررت في ليالي الحصاد ثيان العذراى على البيدر سلام لأن الربيع يمر بودياننا كل عام وما زال قوس الغمام ولولا الذي كدسوا من نضار به يستضيئون دون النهار تجوع الملايين عن جانبيه وينحط في كل يوم عليه دم من عروق الورى أو نثار كذر الغبار لما هزت الأمهات المهود على هوة من ظلام اللحود ولم تذرف الدمع عبر البحار وعبر الصحارى نساء الجنود ولم يرفع الزراع الأشيب الى مقلتيه اليد الراجفه يحدق في عتمة العاصفه ويصغي وفي روعه القاصفه ولم يبك صرعى بنيه الأب جزوعا بأن يثكل الآخرين ولا شردت نومة العاشقين كوابيس من أعين الهالكين وارنان صفارة تنعب وغى فاستفاقوا ولا كوكب ولا لمعة من سراج تبين سوى قعقعات السلاح وعصف الرياح ولا ساءل الأم طفل غرير ألا بلدة ليس فيها سماء فلا قاذفات المنايا تغير ولا من شظايا تسد الفضاء ولا اختض في الصرصر اللاجئون ولألاء يافا تراه العيون وقد حال من دونه الغاصبون بما أشرعوا من عطاش الحراب وما استأجروا من شهود كذاب وما صفحوا بالردى من حصون سلام على العالم الأرحب على مشرق منه أو مغرب سلام لآفون لروى عروق شكسبير والزهر والداليه أفق شاعر النور أن الشروق تهدده غيمة داجيه سعى مكبث تحتها في احتراس لقتل النعاس لقتل النعاس البريء سلام لباريس روبسبيي والوار والغابة الحالمه وعشاقها في المساء الأخير تذريهم قوة ظالمه كدوامة من رياح السعير على تونس من لظاها ظلال وحول الرباط المدمى هدير وفي جيرة الصين حل انخذال بقطعانها الفظة الضارية لك المجد يا أسيه سلام لفينيس والكرنفال وأضوائه الثرة الزاهيه وهمس المحبين بين الظلال وفي دفء قمرائه الضاحيه عصافير أم صبية تمرح أم الماء من صخرة ينضح وأقدامها العاريه مصابيح ملء الدجى تلمح هتكنا بها مكمن الطاغيه وظلماء أو جاره الباليه علينا لها أنها الباقيه وأن الدواليب في كل عيد سترقى بها الريح جذلى تدور ونرقى بها من ظلام العصور الى عالم كل ما فيه نور.
مقالات اخرى للكاتب