يبسط الهدوء جناحه، على ارض الرافدين، ويعايش المجتمع سلميا، وتتسق ارادة الشعب مع المصالح الوطنية، ولاءً يسمو فوق التحرز الطائفي الذي ذهب اليه العراق، متداعيا في وهدة الحرب الاهلية، التي تفضي الى تقسيم، ونحن صاغرون..
التقسيم، نظنه شرا مستطيرا الان، وهو شر في كل وقت، سيكون نعمة نهاية الحرب الاهلية، وسنعمل عليه، ويعمل كل مناوئيه الان؛ حقنا لدما الاخوة الذين ستطويهم رحى الفتنة.
فرئيس الوزراء نوري المالكي، اطلق يد رجاله، يعيثون فسادا في العراق، حتى لم يبق حجر على حجر، من شظايا الخراب الذي خلفه صدام.. قتلتنا الردة.. قتلتنا ان الواحد يحمل في الداخل ضده.
اطلق يد الفساد لاقربائه وحاشيته، على اساس انها اربع سنوات، فلنأخذ خلالها ما تطاله يدنا، وان عرف الاخرون، فلا حول لهم ولا قوة على محاسبتنا.. من تكلم قتلناه ومن سكت مات بغله.
انه.. المالكي، يترك سفينة العراق تتلاطمها الامواج العاتية، من دون سفان ولا ماسك دفة، على امل الاكتفاء بصيحة هزيمة العقل التأملي امام هوج الطبيعة: فلينجو من يستطيع النجاة.
الكرد نكل بهم طويلا، لكنه يسترضيهم الان؛ بعدم الترشيح لولاية ثالثة، حين وجد امر المحافظات الغربية انفلت من يده، ومحافظات الجنوب ليست معه، لكنها ليست ضده؛ لأن دعاوى الاعتصامات ذات الاهازيج الطائفية، ربطت مصيرهم به؛ فتعلق الثعلب بشرج الجمل؛ وصار لزاما عليه تبني ما يتورط به هذا الكائن المهول...
وعده الكرد بعدم الترشح، اعتراف صريح بان الشعب لا يريده، وان خسارته في صناديق الانتخابات النيابية، ازاء القائمة العراقية، حقيقة، التف عليها شاغلا اياد علاوي بمجلس سياسات لم يفعل ولم يصدر به قانون، وهو التفاف ثان في حركة واحدة.
رجل التفافات يتنصل من التزاماته، لصالح نفسه منفعة على حساب العراق، يعد الكرد بالتفاف آخر جديد، متفقا معهم على عدم الترشح لولاية ثالثة.
انه ان لم (يصير) رئيس وزراء، سينتحر العراقيون كافة؛ لأنه بنى حضارتهم على نمط الشيخ زايد والملك حسين رحمهما الله، مجتمعين، في الامارات والاردن.
سبق ان اتهم الكرد بالخيانة، وخذلهم حين تكفلوا لعلاوي بمجلس السياسات الذي تنكر له المالكي عند توليه الامر، واعتدى عليهم بقوات (دجلة) تداهم الحضارة الناهضة في اقليم كردستان عمارا ورفاها ان شاء الله.. والان يسترضيهم.. انها مناورة سياسية جديدة، يحتوي بها نهايته التي ازفت، من خلال اعتصامات الغربية، وتحفظ بيرق (الشرجية).
انتهى سياسيا ورفسة (عدم الترشح) في الجسد الموات لا تعني دبيب نسغ الحياة فيها، انما تعني رجلا منهارا يتشبث بالسلطة، فظيع التصرفات.
اذا زال المالكي من على دفة السلطان، وشكلت احدى القوى الوطنية حزبا يعمل بجد على اقرار النزاهة المفقودة طيلة حكم المالكي، وقطع دابر الفساد، حينها تشمل الخدمات المواطنين كافة وليس المنطقة الخضراء حصرا، ويتحقق الامان المفقود ويرفه الشعب الحزين في ظل المالكي سعيدا بزواله، وتشرع ابواب المحكمة درفات الحساب قضائيا، متسائلة: بيش كضيت العمر!؟
المالكي موهوم بان الشعب متمسك به، وهو اذ يرضي الكرد بعدم الترشح، يظن تظاهرات تأييد ستشق عباب البحر الى ما بعد غيوم السماء، انتفاضا شعبيا ضد كل من زعله، والشعب يتجه الى بيته، يقبل يديه ويغسل قدميه بالدموع، داعيا اياه للعودة الى كرسي الخلافة، ان شاء فردا وان شاء مع جوق بطانته الفاسدين صلاحا يتوسلهم الشعب ان يسترضون المالكي بتقبل صولجان الحكم الذي لا يريد الامساك به، متجها بذاته نحو المطلق، ينأى بها عن رئاسة الوزراء التي لم يستقتل لاجلها ولم يزح علاوي عنها التفافا على استحقاقه الانتخابي.
انه يشكل الان جيشا من البعثية، لخدمة نفسه وليس حبا بهم او بالخبرات المعنية التي يمكن ان يقدموها للعراق.. عسكريا واقتصاديا واكاديميا وخدميا.
الحاشية الشخصية للمالكي توغل في الفساد قصيا، لثقتها بان البلد مباح لها، وهذا هو الاحتلال، ليس تحرير امريكا لنا من مخالب الطاغية المقبور صدام حسين احتلالا للعراق، انما كابوس المالكي هو الاحتلال ولكن لا يعلم ذلك الا بضعة من رجال محاهم!!!
اراد تكميم الافواه غير المداهنة، مثل بيتي الحكيم والصدر، لكنه خرج من مواجهتهم بسخط الشعب، تضامنا مع العائلتين اللتين قدمتا للعراق خيرة المفكرين شهداءً.
لا ينتظر من اساء للمنصب والشعب الذي فرض نفسه عليه من دون اختيار، سوى المجهول.. المجهول وحده ينتظر مالكيا، اوتي حكما لم يصنه، انما تركه لقومه يترفهون والشعب في عوز حال دون المشاركة في الانتخابات، فضيحة طمطمتها الحكومة، بتلميع قائمتها تحاشيا لخسارات جديدة.
اذا ما استقال المالكي فلن يلقى من الشعب قبولا سوى المصير المجهول، كما لم يخلق حيا، من قبل ولن يخلق، الا ليعد الكرد بعدم الترشح، ثم يرونه بعد انفراج الازمة الحالية على رأس المرشحين.
انه لا كلمة له الا ما تنطق به شروط المكوث على كرسي الحكم، والبلد من حوله في سعير يلتهب.