Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
كراسي تمليك... تصنع الطغاة
الثلاثاء, حزيران 10, 2014
نهاد الحديثي

سباق نحو السلطة, هو سباق أزلي منذ عصر اليونان عندما كان الامراء والحكـام يتسابقون نحو ضم الاقاليم الى ممالكهم وذلك بالضغط والاجبار والغزو وكلهـــا صـور لنتهاك حرية الاختيار والتوجه السياسي السليم والحر, لدى يفرض الــ ـرأي الـــواحــد والحاكم الواحد.  ان سلطة القوة في اتخاد القرار السيـــاسي وفرض تيـــار اديولوجي سيـاسي معـــين قد تواصـل الي يومـنا هذا بصـورة أقل في المـجتمعات المتقدمـة بـخلاف المـجتمعــات المتخلفة الا ان الوسـائل اختـلفت, وذلك لمـا شهده العـالم من تطــور فكــري وعلـــمي ولم تبـقى للادوات القديمة-الغزو والاحتار والضغط المسلح- اي وجود, ثم ان التخلـص الجزئي من الديكتاتورية والتخلف اساسه تهيئة الشعب عن طـريق (التــوعية والتــعليم) لــــقد تمت معالــجة هدا الموضــوع في دراســـة رائـعة لجين شــارب تحــت عنــــوان "مــن الديكتاتورية الي الديمقراطية - اطار تصوري للـــتحرر -" يطرح فيه في البـداية سـؤال كيف تستــطيع الشــعوب القضــاء على الانظــمة الديكتاتورية ؟ وقد بدا الكـاتـب دراسـته بالحديث عن ضرورة مواجهة الديكتاتورية باسلوب واقعي, هـذا الاسلوب قــد اسـعملته أوروبا لمواجهة الحكم المطلق, هذا ولقد كان للصراع السياسي دور في ولادة الديمقراطية ونجاحها, وبعبارة اخرى ادى التطاحـن السياســي الى افاضــة الكأس كـما يقولون, وقد خاض الغربيون صراعا طويلا ومريرا ضد الحكم المطلق. العالم العربي كرقعة جغرافية تهمنا فان المسار السياسي الحديث لم يظــــهر الا بعد الخـمسين سـنة الثانية من القـرن المــاضي, فقد كالنـــظام سيــاسي قبل ذلــك يستــمد من المـرجعية الاسلامية تم بعد ذلـك زواج العـرب بين الاسـلام وبين المـبادئ السياسية التي توصل اليها الغرب, لكن الاشكال هنا ابتعادنا عن التعليم ونشر السياسة لتصبح كـالتاريخ والرياضيات ليتلقاها الشعب.هذا الاشكال انتج لنا شرخ بيننا وبين الخطاب السياسي. في أوروبا كانت لثورة السياسية والثورة الفكـرية كل الفضل في ترسـيخ الديمقراطية بمعنى لم يقـتصر الاصلاح على التجـربة الواقعية المـرتبـطة بالنظـام السياسي بل كانت التجربة النظرية المتمتلة في فلسفة الانوار لها الدور في صياغة الديمـقراطية...المشـكل الاخـر الذي يعـاني منه الرب ودول العـالم الثالت هي ستـنساخ القـوانين دون مراعات الجانب الخاص للمجتمعات العربية...في عراقنا بدا الشعب يخط اولى خطوط الديمقراطية الزائفة التي صنعها الاحتلال الا انهـم مازالـواْ لـم يتعلمواْ الـدرس السـياسي القائل " لا يجب تزعيم اوتأليه الرئيس " مشكلة الشعب هي انهم ليس لديهم وعي سياسي, وكــذلك يجــب على السيـــاسيين ان يبتعدوا عن الانانية ، والنرجسية ويتطور الامر لديهم ليصبح (جنون السلطة)، قال الخليفة العباسي (هارون الرشيد)مخاطباً ولده المأمون:(إن المُلك عقيم،لو نازعتني فيه لأخذتُ الّذي فيه عيناك)..في تبيان مدى الاعتزاز غير المحدود بلذّة السلطة وعدم إمكانية التفريط بها بل واعتبارها هي الأغلى من كلّ ما سواها مهما كان . ...ومن خلال القراءات الإسلامية النقدية لهذا الكلام المنسوب إلى هارون الرشيد نجد إن هناك استنكاراً واستقباحاً وعلامات استفهام وتعجب وذهول وذلك هو ما يستحقه من ردّ فعل كل من يكون منتهى أمله هو السلطة وملذّاتها وعلى حساب كلّ أمر آخر. لكنّ المؤسف هو ما نلحظه من اسلاميّوا زماننا الشاذ.وعصرنا الغريب هذا..حيث اتّضح إن معظم من ينتقد الأنظمة الدكتاتورية ما هم سوى طلّاب حكم يرومون الوصول إلى السلطة إرضاءً لشهواتهم وأنانياتهم العالية الغالبة،وهم فعلاً وصوليّون انتهازيّون يتحيّنون الفرص لسقوط الآخرين من المتسلطين ليقفزوا ويحلّوا محلّهم ويلعبوا نفس أدوارهم ولا اختلاف بينهم في صفة وسلوك ...في بلدي الممزّق بسكاكين غدر هؤلاء المبرقعين بشعارات إسلامية تفتقر إلى التجسيد ،تزدحم الأمثلة على ما ذكرناه،فكم من قائد مخادع كان يوجه سهام النقد والاتهام لجرائم النظام السابق،مستغلاً تعاطف العراقيين مع الخطابات المتوائمة مع مظلومية الشعب المقهور بفعل دكتاتورية الحزب الواحد،وكان خطاب هذا أو ذاك من المتصدين لجبهات المعارضة(الخارجية) منسجماً مع حجم المعاناة للعراقيين وكذلك متماشياً مع برامج بعض القوى الإقليمية لكن العراقيين لم يلتفتوا إلا إلى ظاهر الخطاب المعارض للمتسلطين على رقابهم ظلماً وتعسًفاً وإما بعد التغيير وبعد أن انجلت الغبرة وانكشفت الساحة وبعد أن أصبح الطريق سالكاً لقدوم المعارضة إلى ارض الوطن لم يجد العراقيون سوى رغبات جامحة وشهوات مدمرة تتسارع وتتصارع من اجل الاستحواذ على مقاليد الحكم أو الحصص الأكبر من مناطق ومراكز النفوذ!!! لم يعد خافياً الآن إن العديد من القادة السياسيين وخاصةً الإسلاميين هم من المتأثّرين (بقصد أو بدون قصد)بالسلوك الديكتاتوري عند هارون الرشيد أو النظام ألصّدّامي أو عند كل من ضرب الجميع في سبيل الوصول إلى الحكم والتشبّث طويلاً بحباله،هذا الولع بالكرسي والزعامة والتسلط هو نفسه الولع المجنون عند صدام أو هارون بلا شك،وكل الحقيقة هي إن من يصل إلى الحكم (في ثقافتنا الشرقية؟)سوف لن يكون عليه عسيراً أن يتخلّى عنه. ..إنهم ينهون عن خلق ويأتون بمثله كما وصفهم الشاعر،مستمرين على استعمال التبريرات والأعذار التي يحاولون بها طمس الحقيقة..الحقيقة التي لا تقبل التأويل، وهي إن الجميع يرفع شعار الشعب وخدمته والوطن والانتماء إليه،لكنهم لا يمدون جسراً واحداً لتمتين العلاقة مع الشعب والوطن،وكل الجسور التي أقاموها لتمرير مصالحهم الشخصية والحزبية! وها هي السنوات العشرالعجاف في العراق (المرشحة للتزايد والتكاثر)اكبر دليل على رغبة القيادات الإسلامية السياسية بالتضحية بكل الوقت بكل الأمن ..بكل الاقتصاد والزراعة والأعمار والتعليم والتعيين وتقديم الخدمات،بكلّ العراق ..التضحية بكل العراق (إلا) اكبر منطقة نفوذ ومكاسب، ولعل بعض المتصلبين منهم من الذين يصرون على الاستحواذ على عرش العراق الموزّع عشوائيّاً بين الحيتان،يقول في سرّه مخاطباً العراقيين(إن النفط عزيز،والسلطة في العراق لذيذة،لو نازعتموني عليها ...لأبيدكم...إن استطعت!!! وهنا نتذكر ان ارسطو سئل مرة \من يصنع الطغاة؟ فرد على الفور (ضعف المظلومين)!! وقيل ايضا لا تسأل الطغاة لماذا طغوا؟! بل اسأل العباد لماذا ركعــــــــوا؟! فنحـــن نصنع الطغاة – والأنظمة الديكتاتورية التي ترتكب أشد مظاهر الظلم والقهر والاستبداد للبقاء والسيطرة ليست فردا واحدا هو الرئيس أو الزعيم إنما هي نظام كامل وزمرة كاملة أو شلة تبدأ بصناعة الطاغية ثم تحيطه بكل رعايتها ليس حبا فيه ولكن تحقيقا لخططهم ومصالحهم هم. ويصيب هذه الزمرة الاستعلاء والغرور، ويقربون إليهم من يحقق مصالحهم، وينكلون بكل من لا يمكن أن يفيد مطامعهم. إن صناع الطغاة يحولونهم إلي أصنام يُعْبَدون ويعبثون في الأرض فسادا فيهلكون شعوبهم ثم يُهْلَكون ولنا في التاريخ عبرة. ففرعون في بدايته لم يكن طاغية ولكن الحاشية والمنتفعين والمستفيدين هم من أوصلوه إلي ما وصل إليه من فرض للسيطرة والهيمنة والسطوة. وهناك أيضا نمرود بن كنعان الذي ادعي أنه يُحيي ويُميت. وصناع الطغاة عادة ما يصورون لضحيتهم أن حب الشعوب لهم وتقديرهم لا نهائي وأن كل القرارات التي يتخذها ـ والتي يدفعونه لاتخاذها ـ كلها مقبولة من الشعب، فيتصور في النهاية أن بمقدوره فعل ما يريد معتمدا علي حب الشعب اللانهائي وغير المشروط. ومن ضمن مظاهر الطغيان التي نكبت بها العراق طغيان من نوع فريد، فهناك تعددية حزبية تنعم بها عراقنا نظريا، وحرية إعلامية متمثلة في أدوات الإعلام الحزبية والخاصة والتي كانت تصل إلي درجة انتقاد النظام ورأسه انتقادا كان يصل أحيانا إلي درجة السب والقذف، ولكن كل هذا الانتقاد لم يكن له أي صدي فالقاعدة كانت: "اترك من ينتقد ينتقد، أو ينفس ونحن سائرون في طريقنا" خاصة أن أهم المنتقدين وأبرزهم كانوا بالفعل جزءا أصيلا من هذا النظام وعلي صلة وثيقة به بالفعل وينفذون مخططاته، أي باللغة العامية "يخدمون عليه". وعادة ما يحيط الطاغية نفسه بعدد من المثقفين يطلق عليهم مثقفي السلطة لتبرير أعماله وقراراته ويسهمون بذلك في صناعته. وهناك من يقول ان الطاغيةمن صناعة المنتفعين والوصوليين والانتهازيين والمنافقين والحاشية ( البطانة( المحيطة بالطاغية وآخرون يقولون ان الإعلام بكافة أجهزته هو الذي يصنع الطغاة من المديح المبتذل وإطلاق الأسماء الكثيرة والكبيرة على فخامته فهو الزعيم الملهموالمناضل والقائد والرائد والفذ وباني النهضة والمهيب وصاحب الانجازات ( الوهمية( و…و.. والأسماء التي قد تزيد على الأسماء الحسنى- والحديث عنه عبر القنواتالرسمية المرئية والمقروءة والسمعية التي تمجده وتجعل منه أكثر الناس فطنه وأكثرهمذكاء وأشجعهم وأقواهم عزيمة وأكثرهم حنكة وانه يتمتع بمواهب ربانية ومزايا فريدةلا تتوفر في غيرة وانه الأصلح والأنسب والقادر لقيادة الأمة مع أنه لا يحفظ  سورة قصيرة أو حتى آية من كتاب الله,وكذلك علماء السلطان وهم في رأيي أشد الناس عونا للحكام المستبدين بما يفبركون لهم من فتاوى جاهزة لتبرير ظلمهم للناس !! فلماذا لا يكونون هؤلاء جميعا قد ساهموا في صناعة الطغاة ؟. لقد ولى الزمن الجميل الذي تلا مرحلة التحرر من الاستعمار، وولى زمان كان فيه (قادة) وليس (حكام) من رجال عظام يضرب بهم المثل في كل شئ (وطنية وخلق ودين). أهم ما كان يميزهم طهارة النفس واليد والوطنية الحقة واحترام الشعوب التي ناضلوا من أجلها، وعفة اللسان، والانضباط التام، والدقة في اختيار الكلمات، والخطابة بلغة تخاطب (العقول والقلوب) وتسمو يهما، والصدق في الوعود والتواصل مع الجماهير مصحوبا بالتنظيم في التفكير والبرمجة و(محاسبة النفس) قبل أن يحاسبهم الناس، وثقافة عالية وإيثار الآخرين على أنفسهم حتى وان كانوا من المعارضين، و(المحافظة على كرامة الوطن والمواطن) مهما صغر شأنه ، كانوا يتعاملون مع جيرانهم من الدول كما يتعامل أفراد الأسرة الواحدة أو الجيران بالحي، وعلاقاتهم يبعضهم البعض تصل الى التواصل الأسرى وفى بعض الأحيان المصاهرة. في حالة احتياج دولة من هذه الدول الى مواد غذائية أو أدوية أو أسلحة أو وحدات من الجيش أو الشرطة ما كان عليها إلا أن تطلب من جيرانها دون تعقيدات، وخلال ساعات أو أيام قليلة تصلها احتياجاتها دون من أو أذى، أو ظهورها بوسائل الإعلام بغرض استغلالها سياسيا، كانوا زعماء بحق ولديهم كاريزما لم تتوفر لأي من القادة (حكومات ما بعد الاستقلال) بعدهم حتى اليوم. من أمثلة هؤلاء: جمال عبدالناصر وإسماعيل الأزهري ومحمد أحمد محجوب وكوامى نكروما وجومو كينياتا وجوليوس نايريرى وأحمد سيكوتورى وبياتريس لوممبا وأحمدو بيلو وأحمد بن بيلا وهايلى سيلاسى وكينيث كاوندا ومحمد الخامس والحبيب بورقيبة وكلهم من أبناء الطبقات المتوسطة أو الفقيرة الذين تلقوا تعليمهم الحكومي أيام المستعمر ومن بينهم عدد لا يستهان به من المدرسين0 كان هؤلاء القادة يحكمون شعوبا عظيمة تستحق أن يحكمها عظماء مثل هؤلاء. شعوب نقية لم تتلوث بعد بمستجدات الحضارة الغربية وغيرها وبعمليات غسيل المخ المستمرة عبر وسائل الإعلام والتعليم، متمسكة بعاداتها وتقاليدها ودينها، يوقر الصغير فيها الكبير والكل يعيش في تناغم مع أفراد قبيلته وبقية المواطنين مع وجود وتوفر الاحترام المتبادل بين المواطنين وبينهم وبين حكامهم نظرا لشعورهم بالعدل و بالأمان في وجودهم وتوفر الاحتياجات الضرورية لكل أفراد الشعب رغم الفقر المدقع وانتشار الأمية والأمراض وانعدام الخدمات الضرورية لأغلب هذه الدول. فقد كانت شعوب راضية وقنوعة وتحمد ربها على كل شئ وكما يقولون بمصر (يبسوا يدهم وش وضهر). فهم كما كانوا حكموا. حكامه عدلوا فأمنوا فناموا كما جاء في سيرة الخليفة عمر رضي الله عنه، كان هؤلاء القادة يحكمون شعوبا عظيمة تستحق أن يحكمها عظماء مثل هؤلاء. شعوب نقية لم تتلوث بعد بمستجدات الحضارة الغربية وغيرها وبعمليات غسيل المخ المستمرة عبر وسائل الإعلام والتعليم، متمسكة بعاداتها وتقاليدها ودينها، يوقر الصغير فيها الكبير والكل يعيش في تناغم مع أفراد قبيلته وبقية المواطنين مع وجود وتوفر الاحترام المتبادل بين المواطنين وبينهم وبين حكامهم نظرا لشعورهم بالعدل و بالأمان في وجودهم وتوفر الاحتياجات الضرورية لكل أفراد الشعب رغم الفقر المدقع وانتشار الأمية والأمراض وانعدام الخدمات الضرورية لأغلب هذه الدول. فقد كانت شعوب راضية وقنوعة وتحمد ربها على كل شئ وكما يقولون بمصر (يبسوا يدهم وش وضهر). فهم كما كانوا حكموا. حكامه عدلوا فأمنوا فناموا كما جاء في سيرة الخليفة عمر رضي الله عنه0 "كما تكونوا يولى عليكم (أي تحكمون)". لست متأكدا إن كانت المقولة من أحاديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أم لا. لكنها مقولة ذات معان عميقة ومشهورة ومثبتة. كما يقال: لكل أوان دولة ورجال. فلننظر لتاريخ قارتنا الإفريقية وللعالم العربي والعالم والاسلامى وأيضا بما يعرف بدول العالم الثاني. المقصود هنا حكومات الاستقلال وحكومات ما بعد الاستقلال، أما الشعوب فلا حول ولا قوة لها. همها أصبح (لقمة العيش) التي جعلتها هذه الأنظمة تبحث عنها على مدار الساعة لها ولأطفالها حتى لا تفكر في السياسة. لم يشعر هؤلاء الحكام الجدد بما تعانيه شعوبهم من جراء (العولمة) ومن جراء الخضوع لأوامر البنك الدولي وصندوق النقد و(إعادة صياغة الاقتصاد العالمي) ونعتقد أن ليس ثمة أمة من الأمم أجادت صناعة الطغاة في العصر الحديث بقدر ما فعلت أمتنا العربية، فنحن الأمة الوحيدة التي تدير رؤوس الطغاة غرورا بخضوعها وتبعيتها وهوانها، فتحيطهم دائما بزفة هتاف ساذج، ومتشنج، وغوغائي، يتشكل من خلاله جنون الطغاة وغطرستهم وغرورهم، فيتخيلون أنفسهم هبة الله في الأرض، لكن ما يحدث هذه الأيام في العالم العربي يعد كسرا لتلك القاعدة، ولا تفسير لما يحدث هذه الأيام سوى أن هذا المجتمع العربي الذي حبس عقودا في القمقم بفعل أنظمة قمعية عسكرية كسرت ذاته، وخدشت سيكولوجيته، قد نفد صبره، وهو يحاول الآن الخروج من عنق الزجاجة دفعة واحدة، ويتدافع صوب فضاءات الحرية بصورة غير مسبوقة قلبت كل التوقعات، إن رياح التغيير التي حدثت في تونس ومصروليبيا واحداث سوريا الان تهب الآن على مناطق ودول أخرى، وستتوسع، وتمتد، وستتساقط معها حبات «الدومينو» التي أقعدها ضعف المظلومين في السابق عن استشراف الآتي، فعام 2011 لن تتسع معدة أيامه لهضم جمهوريات تحلم بالحكم مدى الحياة، وبعد الممات عبر التوريث، ولن تنتشي آذان هذا العام بأسطوانات الضحك على الشعوب، ولن يصمد في وجه هذا المد سوى قيادات جسرت المسافات مبكرا بينها وبين شعوبها بالثقة، والعدل، والإنصاف، لا الخوف، والإرهاب، والبطش، فلقد آن الأوان للإنسان العربي أن تتشكل لديه مناعة من حالة الاستهواء التي اعتاد أن ينساق عبرها مسلوب الإرادة إلى أعراس الطغاة ، لم يولد الطغاة طغاة بل الشعوب هي من تصنع منهم طغاة بامتداحهم على الخطأ ، ومؤازرتهم على الظلم ، والسكوت على الحق وغيرها من الأمور التي تحسسهم بأنهم رجال الزمن ، وفي الحقيقة أنهم أناس مثلهم مثلنا ونحن من نصبناهم في تلك المناصب ليقوموا بواجبهم المفروض عليهم تجاهنا وتجاه بلداننا لينهضوا بنا إلى سلم الرقي والحضارة . فهم ليسوا بأفضل منا ولولانا نحن لما كانوا ، فنحن من فتحنا لهم أبواب التاريخ ، فهم يخوضون حروبهم بدماء أبنائنا ، وينفذون ظلمهم وطغيانهم دون رادع يردعهم ، ثم بعد كل هذا نتظاهر ونحتج لنطيح بطاغيتنا لنصنع طاغية أخرى بوجه جديد، لقد جاء الإسلام ليقضي على الظلم والجهل وينشر العدالة الإلهية في الأرض ، فأمرنا بالنطق بالحق ، والوقوف بوجه الظالم من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد جاء في الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع قالوا يا رسول الله ألا نقاتلهم ؟ قال لا ما أقاموا فيكم الصلاة إن من الواجب على أمتنا اليوم أن تقف موقفها الذي يثبت هويتها العربية والإسلامية تجاه طواغيت الأمة ، وأن تحقق العدالة والمساواة ، وأن يكون الحكم للأمة وليس لطواغيتها ، وأن ننبذ كل تسلط على الشعوب ، وأن نقف بوجه الطغاة إذا انحرفوا عن الحق ، لكي لا نخلق لأمتنا طاغية العصر الجديد، الكرسي له منصبه وشهوته، بيد رئيس وزراء العراق الجاه والسلطة وقيادة القوات المسلحة حتى يصبح كفرعون يعتقد ان الشعب والوطن والارض والعرض ملكا له لوحده وبمساعدة المقربين والمنتفعين والحاشية يتبعون طريق النفاق وطريق المدح المبالغ فيه فهم يوهمونه بأن شعبه يعيش أزهى عصور الحرية والديموقراطية والرفاهية فى عصره وأنهم لن يجدوا حاكما أفضل ويصفون ويعظمون ويبجلون فيه حتى يعتقد أنه ارتفع، وان شعبه يعيش أزهى عصور الحرية والديموقراطية والرفاهية فى عصره وأنهم لن يجدوا حاكما أفضل ويصفون ويعظمون ويبجلون فيه حتى يعتقد أنه ارتفع بكرسيه فوق رؤوس البشر وأنه غير قابل للمحاسبة أو المناقشة وأنه الآمر الناهى فى هذه البلاد ولا ترد كلمته وهؤلاء الحاشية هم من يزينون له أخطائه مهما بلغت فداحتها وكل هذا لمصالحهم الشخصية حتى تتاح لهم الفرصة للانتفاع وتحقيق الملذات.




مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.39512
Total : 101