من تسعينات حصار الجوع الجائر ومعانات الحاجة لأبسط مقومات المائدة الرمضانية – خاصة ومقومات العيش الكريم عامة – الى سني حصار الخوف والترويع وموت الجملة المجاني حملناك يارمضان ضيفا عزيزا مكرما،تطلعنا لمقدمك بشوق وشغف علك تحمل بشارة الخلاص ،فلما كانت آخر سنة في عمر الطغيان والحصار تناوشتنا مفخخات الارهاب الوحشية التي لم تقم وزنا لأية حرمة ولأقدس مقدس فكانت وماتزال تنتهز ايامك المباركة لتوقع اكبر عدد من الابرياء الصائمين ضحايا وهم يتبضعون لأعداد الفطور او عائدين من عمل النهار المضني لمشاركة عوائلهم على مائدة افطار يتقربون الى الله من خلال صيام ايامك .
على مدى الاعوام الثلاثة والعشرين ..سني الجوع والامتهان ،والخوف والموت بالمجان فقدنا الكثير الكثير وعانينا الاكثر ماجعلنا نفقد متعة الحياة وملذاتها ويوم يشبه يوم ان لم يكن اسوأ لتصل النوبة الى اماسي رمضان الجميلة فتتحول الى طقوس اعتيادية واسقاط فرض .
شهران مقدسان سبقاك ياشهر الطاعة والغفران ..شهر رجب الاصب وشهرشعبان الخير لم تفتر حدة الارهاب ،سياراتهم المفخخة،واحزمتهم الناسفة، وعبواتهم وكل اسلحة الدمار والخراب واراقة الدماء طالت الاسواق المكتضة،ومواكب العزاء والتشييع،والمقاهي الشعبية ،ومحلات التسلية البريئة ،وساحات الرياضة والملاعب الشعبية لكرة القدم..وحتى ملاعب الصبية والاطفال ..وغيرها،حاصدة الارواح بلا استثناء ومن دون تمييز.حتى ان بعض الاحصائيات سجلت اعداد الضحايا لكل شهر – رجب وشعبان – باكثر من سبعمائة شهيد.ويبدو انها عمليات وتمارين احماء يقوم بها اعداء الانسانية والحياة استعدادا لأشعال الفجائع الافضع في شهر الله الاكبر.. رمضان المبارك حسب ما ترى تحليلات المختصين!.
ومع ذلك ،مع كل ما عانينا ونعاني ،مع حرارة تموز وفقدان التيار الكهربائي وجشع التجار واصحاب مولدات الكهرباء..مع الخوف المزمن والموت المتربص المحدق ..نقول حللت اهلا ونزلت سهلا اعاننا الله على صيامك وقيامك وغفر لنا تذمرنا وغضبنا وشكوانا......
مقالات اخرى للكاتب