بطريقة تشبه الى حد بعيد صعودهم السريع تهاوى حكم الاخوان في مصر بعد نحو ثمانين عاما من اللهاث وراء السلطة .والاخوان ركبوا موجة الثورة على حسني مبارك ولم يكن لهم دور فاعل في اسقاطه بل انهم بما يمتلكون من تنظيم حزبي وقدرة على التلاعب بعقول الاخرين تسلموا منصات الثورة في التحرير وحولوا مسارها من دون ان يشعر الآخرون باتجاه تحقيق مكاسبهم وطموحاتهم الخاصة والتي اثمرت عن تسلم احد قياداتهم لدفة الحكم قبل عام بعد ماراثون انتخابي قيل ماقيل عنه من تزويرهم للانتخابات . لقد قاومت الأحزاب المصرية فكر حسن البنا مؤسس الجماعة وحالت دون توسع رقعة الإخوان السياسية، ومن بين تلك الأحزاب: حزب الوفد - أكثر الأحزاب انتشارًا في ذلك الوقت - والحزب السعدي. وكان البنا قد خاض الانتخابات لكنه لم يفز في أي مرة في أي دائرة لا هو ولا زملاؤه لقد قدم الاخوان اسوأ نموذج لوجود الاسلاميين في السلطة وهو النموذج الذي دعمته امريكا من خلال تفردهم بالقرارات ومحاولتهم التعجيل بفرض نمطهم الاخواني المتعصب والعنيف على مرافق الدولة ,كما انهم شجعوا على نشر التعصب المذهبي والديني بين افراد المجتمع وحاولوا النيل من مذهب اهل البيت عليهم السلام وكانوا سببا في قتل الشيخ حسن شحاته ورفاقه بتلك الطريقة الشنيعة . يقول التاريخ ان بني امية يوم قتلوا الامام الحسين عليه السلام وضعوا المسمار الاول بنعش حكمهم وانهارت سلالة ابي سفيان ولما اقدم بنو مروان على قتل زيد الشهيد قدموا نهاية لدولة الطغيان الاموي بعده باعوام قليلة .. الامثلة كثيرة في ايامنا هذه واخرها نهاية دولة الاخوان بدماء الشيخ المجاهد الحسيني شحاتة ,واجزم نهايتهم السياسية كذلك . في بلدنا يستمر الاخوان ليقدموا انموذجهم الانتهازي الطائفي فهم يركبون ما يسمونه بالاحتجاجات في المنطقة الغربية في وقت يساومون الحكومة ويتقاضون الامتيازات والرواتب والمخصصات المليونية , وبهذا الصدد اتذكر تصريحا لعمر السبعاوي وهو من يقدسه اصحاب تلك التظاهرات الفئوية ونجل شقيق الطاغية المقبور صدام يقول عن وصف تظاهراتهم بالفاشلة لأن من يقودها مجموعة من المرتزقة غايتهم الشهرة والأموال ومن يشارك بها سذج ولاعقول لهم حيث كانوا يصلون قبل شهر خلف رجل سيارته مملوءة بقناني الويسكي وله صولات وجولات في مواخير بيروت واوربا . على ما يبدو ان "اخواننا "لم يستفيدوا من تجربة اقرانهم في مصر ولم يأخذوا العبر من سقوطهم المدوي لا بل مازالوا حتى اليوم يؤيدون مرسي وزبانيته التي لفظها الشعب المصري قبل ان تطيح بهم الالات العسكرية ,والسؤال هنا متى تتم الاطاحة بالاخوان عندنا ؟ فقد تمادوا وحان الوقت ليقول العراقيون كلمتهم بحق من باع الوطن لمن يدفع اكثر .
مقالات اخرى للكاتب