رحيل الاخوان في مصر رحيل للخطاب المتشدد المتطرف الطائفي , وهذا ما لا يرغب به حكام العرب بتغذية ذلك الخطاب الدائمة من فتوى شيوخ الدولار وقنوات الفتنة , لا يبدوا الأمر إنه انقلاب عسكري كما تصوره وسائل الإعلام العربية , ومواقفها الواضحة بالضد من الشعوب , قبلها كانت مع التظاهرات وانقلبت المواقف يوم 30 حزيران ( يونيو) , في تركيا وقطر ومصر وجمهور عريض من العرب كشر عن أنيابه ضد ثورات الشعوب وحرياتها , تلك مصر أم الدنيا ومقر جامعتها العربية والتاريخ العريق , تطاول الأخوان على الحياة العامة فيها وتيارات سلفية متشددة حاولت السيطرة عليها , حرفت الحداثة الفكرية الأسلامية , المتأصرة مع المجتمعات لخدمة الانسانية , الأمة المصرية أمة حية طامحة لبلوغ أهدافها الأنسانية ومعالجة همومها الداخلية ودورها الخارجي , والأخوان تسللوا الى السلطة على غفلة من الشعب وصادروا أنجازاتها وحصلوا على الأغلبية البسيطة , وصلوا بسيول الملايين الى ساحات الاعتصام واعترضوا بالشرعية حين اعتراض تلك الملايين , شعب حي كشف من أراد تبديد دور مصر القومي والعالمي وتتحول الى ظل لتنظيم تقوده تركيا , وتكون الحكومة قدر الإمكان عند حسن ظن الأمريكان وأسرائيل , ولكن لم يجيدوا اللعبة وأستعجلوا تحريك مخالبهم , شعب لم يرضى الضيم والقهر والفساد وغياب الخدمات والتفرد بالسلطة ومضايقة الحريات , وتلك القاهرة المدينة التي لا تنام لم تقبل ان تكون في سبات لمدة سنة كاملة او تموت وتغتسل بالعار غسلة الميت , ويبدوا ان شعبه متصل الجذور واعترض وتحول الى طوفات أسقط الشرعية , جرف السلطة وألقاها خارج تاريخ 85 سنة ونزع من مقرهم الحزبي دورهم المحوري , لا يصدق التبرير للفشل إن سببه التراكمات السابقة , أنصار مرسي لم يتعاملوا بشفافية مع التغيير وسوف يحملون السلاح تدعمهم انظمة عربية متهاوية كرد جميل لدعم الاخوان للحركات السلفية في سوريا , وشعوراً بالخوف القادم من ايقاض الشعوب النائمة , ومن محاسن الصدف ان يشاهد الشعب المصري مبارك ومرسي في زنزانة واحدة , ومع ذلك لم تتوقف وسائل الأعلام عن ترديد العبارات المستهلكة منها الشرعية الواهمة وأن الشعب أغتصب السلطة من الحاكم الخليفة عليهم , صمت القرضاوي ووعاظ القتل والانتحار على قتل المدنيين وربما لا يترددون من إعلان الجهاد وسفك الدماء من أجل إعادة الكرسي وأن كلفهم التفجيرات والمفخخات , وأطلاق فتاوى الضرورة .
مايحدث في مصر لن يستثني احد من حكام المنطقة , زلزال سوف يهز الكثير من العروش , ويكشف الكثير من الاوراق التي تدعمهم بعد ان اصبحوا جدار خلفي لأسرائيلومنبر للخطاب الطائفي الذي يعتاش به الحكام , وبذلك تعاد الأفكار لتلك الحركات الاسلايمة التي تأسست لمناهضة الأستعمار كما تدعي , فأستنزفت المسلمين وحرقت الممتلكات العامة في المؤوسسات وجعلت من الشعوب تعيش ظلامية الأفكار والتخلف والفقر , نعم الشعب المصري سوف يضع مرسي ومبارك في زنزانة واحدة وسيبقي بهم التاريخ في سجالاته السوداء وان تناقضت مسمياتهم وشعاراتهم فهم لهدف واحد وهو استعباد الشعوب والتللذ بالحكم والتفرد والاستبداد .