حينما تدخل الأحزان علينا تترى دون إستاذان ويصبح القلق والخوف والقهر جزءاً من حياة العراقيين ويدور الموت على مساكنهم صباحاً و مساءاً ينتقي منهم دون إستأذان وينظر بعضنا في وجوه البعض من القادم في سكة الموت العراقية ؟! وياكل الجوع والمرض والعطش الناس في مخيمات التهجير وأخرين يقفون مذلين في المنافيء ودول الهجرة ومنهم غرقى تتقاذف الأمواج اشلاء أطفالهم ولعبهم وحينما يأكل بعضنا بعضاً ويطرد الأخ اخاه ويصبح صديق العمرعدوالعمرلأنه ولد من طائفة أخرى بلا إختيار منه! والمجتمع يجاهد للدفاع عن تماسكه و وحدته لكنه يزداد إنقساماً وفرقة ودموية ... في وسط كل هذا الألم يكون العيد معاناة ويكون فرح العيد خجولاً مصطنعاً بحاجة إلى تعليل وتفسير وكأن الفرح جريمة وقد تبتسم الشفاه وتنبس بكلمات خجلة محفوظة مكررة خالية من الروح باردة المشاعرغاضة للبصر صارفة للعقل تحمل شيئاً من التفائل الغبي لأننا نحتاج فعلاً إلى أمل لكي نواصل العيش بلا حياة كالمحكوم عليه بالإعدام لابد أن يتوقع في كل لحظة حدوث معجزة وينجوا منها ... علٌ التغيير قادم علٌ الفرج آت عله غداً أوبعد غد علهم يتوبون أو يصحون ويروا حالنا (شهيد وجريح واسير ومهجر ونازح ومهدد وغريق...) علهم يندمون فيرقبوا فينا إلاً أو ذمةٌ أو وطنية محتضرة (إن لم تكن دفنت حية) نعم لابد من امل لأنه لابد من حياة و لأننا لازلنا أحياء لم نمت بعد علينا أن نتشبث بالأمل ونصنع فرحاً مقهوراً .
أنا فاقد الأمل تماماً في كل ما ومن حولنا من جهلة أو فاسدين أو قتلة أو مجرمين أو يائسين أو مخدرين أو سياسيين أو مخلصين حالمين ومن كل قائد يتزعم عصابة للقتل والإجرام والسلب والنهب لابساً عمامة الدين أو بدلة فرنسية أنيقة أو حتى لو أرتدى بدلة الفضاء بل أنا فاقد الأمل من المصلحين الحالمين المثاليين .
أنا أعلن عجزي عن النظر إلى الحقيقة فضلاً عن مواجهتها كل ما حولي شريكاً في جريمة قتلي وقتل أهلي وتهشيم بلدي أنا اعلن عجزي عن النظر إلى وجه قاتلي فضلاً عن مدحه أنا أعلن عن رغبتي الحقيقية عن عدم إعطائه فرصة أخرى للقتل إنا أعلن عن إكتشافي أسماء كل القتلة المتنوعون المتعددون الذين يخططون لقتلي أو يدفعون القتلة المأجورين لقتلي نيابة عنهم ويحشدون الذرائع والحجج لتبرير قتلي و قتل أولادي وأهلي . وأعلن عدم إحترامي للساكتين الخانعين فهم شركاء في الجريمة . أعلن عن رغبة العراقيين في الفرح اعلن عن رغبة العراقيين في الحياة ... رغم يأسنا من كل من وما حولنا فإننا مؤمنين بالله
القادر على أن يغير ما بنا من سوء بعد أن نستعيد وعينا وننزع غشاء الجهل عن عيوننا ونؤشر نحو الفاسدين والسراق والمجرمين ونصرخ بوجوههم أنتم مجرمون نحن نكرهكم أنتم تجار الموت والقهر والجريمة أنتم قتلة سارقون ماجنون سرقتم فرحتنا وقتلتم أبنائنا وحطمتم مستقبل بلدنا مهما إرتديتم من أزياء خا دعة لن تخدعونا بها أبداً ولم يتبقى لنا بعد رحمة الله غير وعي الأمة بمصلحتها ورغبتها في إستعادة الحياة وفي الفرح المفقود وشوقها لعيد حقيقي وإبتسامات وضحكات وفرح .
ملاحظة نعم هناك من العراقيين من يعيش الفرح الدائم متبلد الإحساس ميت المشاعر لا يرى إلا ذاته ومن نافذة صغيرة وهمية ؛ جزء من عقل قطيعي يجتر الطعام ويهز رأسه مرحاً ولا يعتقد أنه جزء من قطيع إذا تطلب الأمر أن يذبح سيذبح بيد من يعلفه .
عام قادم عله يكون سعيداً وأجمل
مقالات اخرى للكاتب