منذ أن سيطرت الجماعات الإرهابية قبل شهرين تقريبا على الموصل العزيزة دأبت بعض وسائل الإعلام المغرضة والمأجورة وغير المهنية تنال من العديد من الشخصيات الوطنية باتهامات كاذبة، وكان لي منها نصيب وافر يتلخص بأنني، والعياذ بالله، أساند جماعة داعش الإرهابية وأنني قلت إن الموصل بخير تحت حكم داعش المتخلف مستندين الى مقطع فديوي هو مقطع مجتزء من مقابلة ولا ينقل الحقيقة كاملة، ويقتصر على ما نقله لي أحد الموصليين في الأيام الأولى من احتلال المدينة. فالمقابلة استغرقت أكثر من أربعين دقيقة وتمت بعد احتلال الموصل بأيام قليلة ودعوت فيها بوضوح الى وحدة الصف الوطني لمحاربة الجماعات الإرهابية، وفي مقدمتها داعش.
أنني أدين داعش وكل الجماعات الإرهابية في العراق والعالم والتي ترفع السلاح بوجه الأبرياء ولم أقل يوما إن الموصل بخير بعد احتلالها من قبل الجماعات الإرهابية ولا يمكن لعاقل أن يتصور أنني يمكن أن أكون في يوم من الأيام مع جماعة إرهابية مجرمة تقتل الأبرياء وتهجر أهل العراق الأصلاء وتفجر المراقد المقدسة وتلغي هوية الموصل الثقافية والاجتماعية العزيزة على نفوسنا وتحاول العودة بالعراق إلى عصور ما قبل التأريخ.
يعلم الجميع إنني أؤمن بعراق ديمقراطي تعددي يعيش فيه العراقيون جميعا بكرامة وحرية وأمن وعملت بقوة من أجل هذا الهدف السامي ولم أصنف نفسي يوما على أنني انتمي إلى طائفة معينة رغم احترامي لكل المذاهب والأديان، فأنا انتمي إلى العراق الديمقراطي التعددي الذي يتسع لجميع سكانه بقومياتهم وأديانهم ومذاهبهم الكريمة، ولا يستثني الا الإرهابيين والقتلة وسراق المال العام.
ان الذين يبثون الشائعات المغرضة والقصص الملفقة ويلجأون الى التسقيط السياسي لتغطية فشلهم هم المدانون بالتفريط بوحدة العراق وتفتيت شعبه ولا يدركون إن الشعب العراقي ليس مغفلا ولا يمكن أن يصدق عاقل أن من عملت مع القوى الوطنية للخلاص من الدكتاتورية، وعملت بقيم الحرية والديمقراطية منذ نعومة أظافرها، يمكن أن تكون في صف غير الصف الوطني الداعم لبناء الدولة العصرية وفق مبدأ المواطنة وسلطة القانون والمؤسسات الديمقراطية.
ختاما أود أن أؤكد لكل وطني عراقي أن لا مصلحة لأحد في تشويه سمعة السياسيين الديمقراطيين الملتزمين بالقانون الذين لايفرقون بين العراقيين على أساس المذهب أو العرق أو المنطقة، وهذا هو موقفي سابقا وحاليا ومستقبلاً. وبودي أيضا أن أطمئن الجميع أنني لن أدع هذه الحملات الظالمة وغير الوطنية تثنيني عن مواصلة عملي في تحقيق حلم العراقيين جميعا في إقامة دولة عصرية تخدم كل مواطنيها بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والطائفية والمناطقية أو توجهاتهم السياسية والفكرية.
كما انني أتطلع وباقي العراقيين الى تشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على تحقيق المصالحة الحقيقية وبناء البيئة السياسية الطاردة للإرهاب وترسيخ الاستقرار وتوفير العوامل المناسبة للبناء والتقدم وتعزيز الهوية الوطنية واحترام الشركاء في الوطن والمستقبل، ونبذ ثقافة الكراهية والعنف والتفرقة والتسقيط السياسي والإعلامي.
مقالات اخرى للكاتب