ان يكون الأبن أسوأ من ابيه فهذا لا يعني أن الأب " شريف " لذا اقتضى التنويه، اليوم هناك مئات الصفحات الإلكترونية جل عملها هو التغني بالأنظمة السابقة او اللاحقة ومحاولة إظهارها على إنها ثلة من الأولياء والصالحين والزعماء الورعين الزاهدين واختصر الحديث، بأن العراق لم يحكمه مخلص حتى الان ، فيما شعار عموم الجماهير القابعين تحت ظلم الحكومات المتعاقبة هو ان بعض الظلم أهون من بعض وهذه هي عين النظرية الإنهزامية وأعني بها " نظرية السادة والعبيد " التي تحكم العراق منذ 400عام او يزيد .
واضرب مثلا بأب شقي كانت لا تمر جنازة في طريقها الى المقبرة إلا ويسرق كفنها ويضرب المشيعين الى أن مات فقال الناس " لعنه الله ...مات الشرير " الأمر الذي حز في قلب نجله فقال سأصنع أمرا يجعل الناس يترحمون على ابي ويتمنون عودته الى الحياة .
فكان الأبن يسرق الكفن ويضرب المشيعين ويضع عودا في خلفية الميت " أسته "، فقال الناس رحم الله والده " كان شريفا عفيفا !!" وهذه هي خلاصة العبودية المعشعشة في قلوب وضمائر وعقول الملايين اذ ان سوء الأوضاع الحالية في العراق لا يعني ان من حكموا العراق سابقا كانوا صالحين ولا ان من تعاقبوا على حكوماته – البريمرية – فيما بعد متقين ، فنحن لم نصل الى ما وصلنا اليه الا بظلمهم وسوء ادارتهم للبلاد كابرا عن كابر .
شخصيا أشرت ومن خلال عملي في وكالات الأنباء المحلية ، ظاهرة برزت بقوة قبل اربع سنوات تحديدا تتمثل بافتعال بعض العبيد السياسيين - زور كوه - لحدث ما أو ادلائهم بتصريحات مثيرة للجدل ، او مطالبتهم بإقرار قانون ما يهم المواطنين او شريحة محددة منهم - مع ان لا قيمة تذكر للمطالبة بالمرة - اذ ان قانونا يتم التصويت والمصادقة عليه لا يطبق واقعا فما بالك بمطالبة - شفهية - لأحدهم ، انها ولا شك كالخشب المرفع ، لا تضر ولا تنفع ، شخصت ذلك جليا من خلال ما اتلقاه من رسائل على خاص وبريد الوكالات يرسل من مكاتب اعلامية تابعة لبعضهم ..وان كان لابد فرمي قناني المياه وتبادل اللكمات والركلات واثارة الفوضى داخل مجلس النواب ، وان كان لابد فرفع دعوى قضائية على سياسي او نائب من كتل اخرى او المطالبة باستجوابه انطلاقا من العبودية المطلقة لدول مجاورة او بعيدة ، وان كان لابد ففتوى بخلاف المألوف تصب في بركة العبودية الآسنة ايضا ، نشر صورة تفضح سياسيا في جلسة خاصة او كتابة بوست شديد اللهجة على الحساب الشخصي ضد أحدهم في الفيس بوك ، تدوين تغريدة انفعالية على تويتر ، الاعتراض على اي قانون يتم المصادقة عليه والمطالبة بتعديله او تضمينه فقرات جديدة او اعادته للتصويت ثانية وماشاكل ،الأنسحاب من جلسات التصويت بهذ الإخلال بالنصاب ، والغاية من ذلك كله هو لفت الانتباه - انتباه السيد الذي يحركه من خلف الكواليس كالدمية من جهة والعبيد المخدوعين بل الراضين بالخداع من جهة أخرى - ودوام الحضور في وسائل الإعلام وتحقيق دعاية انتخابية يومية - مجانية - وبلغة السينما " سرقة الكاميرا " حين يتصرف احد الممثلين وقد يكون ثانويا، تصرفا او يطلق نكتة خارج النص بطريقة يركز عليها المشاهد من دون سواها برغم ان الدور امام الكاميرا لغيره من الممثلين .
وان كنت اعجب فعجبي من تناقل وكالات الأنباء لمطالبات ودعوات بعضهم خلال جلسة أو لقاء او اتصال هاتفي عابر او تدوينة او تغريدة - طيارية - على انها قرار تم التصويت عليه واقراره وبالأجماع .
ياجماعة الخير اكو ليك في الإعلام المحلي آمل ان - يرقع عاجلا - قبل اتساع الهوة وعظم الفجوة بما لا ينفع معها الإصلاح لاحقا وبما يكرس ثقافة السادة والعبيد ويؤصل لها قانونا .#كلا _لثقافة _السادة_والعبيداودعناكم اغاتي
مقالات اخرى للكاتب