ثلاث درجات فقط كان الطالب يحتاجها لكي يعبر الى المرحلة التالية بنجاح، بعد أن كان قد أثبت إنه أشطر من الجميع...! لكنه لم يحظ بعطف مدرسه؛ مما وضع مستقبل هذا الطالب في مهب الريح، لأن عمره لا يسمح بالاستمرار بالدراسة الصباحية وسيترك الدراسة الى الأبد بعد الظلم، وعدم تقدير ما قام به من جهود استثنائية وغير طبيعية لتعديل 9 دروس من أصل عشرة...! طالب رسب في الأشهر الأولى من الكورس الأول بكل الدروس العشرة لأسباب خاصة
، وبدرجات أعلاها 17 من 40، وأقلها 12 من 40...ولم يتم إبلاغ والده طوال أشهر الدراسة بهذا الانحدار في النتائج مع إن الطالب كان في السنة التي قبلها جيد جداً في الدراسة...
وقبل بدء امتحانات نهاية الكورس الأول(نصف السنة) بعشرين يوماً فقط عرف الوالد بهذه النتائج من خلال إبلاغه من أحد المدرسين... فقرر والد الطالب أن يعدل من هذه النتائج... وتحدث مع ولده ثلاث ساعات متواصلة عن أهمية المستقبل الدراسي، وأهمية أن يكون الإنسان ناجحاً في الدراسة، وفي حياته...فنام الطالب بعد هذا اللقاء المطول على الكتب... ودخل إلى امتحانات نهاية الكورس الأول(نصف السنة) فحصل على درجات عالية جداً مكنته من تعديل ست دروس من الكورس الأول... وبقي راسباً في أربعة منها على الرغم من نجاحه فيها في امتحان نصف السنة نفسها... لكن لم تكن كافية لتعديل نتائج تلك الدروس الأربعة... وفي الكورس الثاني استطاع النجاح في شهريات هذا الكورس، وكذلك في الامتحان النهائي للكورس الثاني، وبدرجات ممتازة...ولكن بقي عليه أن يعيد 4 دروس في الكورس الأول، (فيزياء وكيمياء، ورياضيات، وجغرافية)...
وبدأ الطالب في الرحلة الثانية، وتهيأ لها جيداً، ونجح وبدرجات عالية في الجغرافية والكيمياء، والفيزياء...ونجح أيضاَ في الرياضيات، ولكن نجاحه في الرياضيات لم يكن كافياً لتعديل معدله فيها...حيث كان معدله 12 من 40...ودرجته في الامتحان النهائي 30 من 60...أي أن درجته الكلية أصبحت 42 من 100 ...وهنا يحتاج إلى 3 درجات فقط لكي يتم شموله بقرار...
و نقول لمدرس الرياضيات...طالب امتحن 7 امتحانات...شهري الكورس الأول، ونهاية الكورس الأول(نصف السنة)،وشهري الكورس الثاني، ونهاية الكورس الثاني(آخر السنة)، وأخيراً امتحانات الراسبين في الكورس الأول... فنجح في نصف السنة...ونجح في شهري الكورس الثاني...ونجح في نهاية الكورس الثاني آخر السنة...وأيضاً نجح في امتحان إعادة الكورس الأول.، ألا يستحق هذا الطالب وأمثاله العطف والتشجيع من أناس من المفترض أن يكونوا مربي الأجيال؟! هل هكذا نربي ابناءنا وان التربية سبقت التعليم حتى في تسمية الوزارة، (وزارة التربية والتعليم)...لذلك نناشد الأب المربي الاستاذ وزير التربية والتعليم انقاذ التلاميذ من اصحاب الدرجات الحرجة برفع درجة القرار الى عشر درجات لاتمام فرحة العيد لديهم من خلال هذه العيدية.
مقالات اخرى للكاتب