أربع سنوات مضت على تولي محافظ بغداد علي التميمي كرسي العاصمة، المحافظة التي كان يتغنى بها العالم، وتحلم دول الشرق أن تكون عواصمها بربع ما كانت عليه بغداد، وهو في نفس الوقت رئيس اللجنة الأمنية فيها، هذا الكائن الذي اشتهر بصفقة (صقر بغداد) التي لا نعتبرها سوى إنها "خاوة" تؤخذ من قبلهم من دون أن يعرف أي مسؤول في الدولة العراقية أي معلومة عن هذه الخاوة... هذا المسؤول وطوال أربع سنوات والدماء تسيل في شوارع وأزقة بغداد لم نره ينتفض يوماً كما انتفض اليوم على مجلس محافظة بغداد، ويطالب بشكل هستيري باستبدال كافة المسؤولين الأمنيين في بغداد. طبعاً ليس بسبب تقصيرهم، أو بسبب حزنه، وغضبه على ضحايا التفجيرات في بغداد، بل لأن شركاءه في دم أبناء العاصمة قد تمت إقالتهم، وهم قائد عمليات بغداد ومسؤولو الأمن والاستخبارات في العاصمة.
لذلك انتفض خادم بغداد عبر الإعلام، ودعا مجلس محافظة بغداد لعقد جلسة طارئة لاستبدال بقية القيادات الأمنية (الفاشلة) دون استثناء!!! نعم دون استثناء كما يشتهي خادم بغداد حتى يضيع دم الأبرياء في خضم هذه الهوسة التي يحاول خادم بغداد أن يخلط الأوراق فيها.
لا نستغرب من هذا الوضع المزري الذي وضع فيه العراق بيد هؤلاء، الذين لا يزالون يعتقدون أن الشعب العراقي غبي لكي يصدق كل ألاعيبهم الغبية الفاشلة، والدليل إنهم لا يزالون يتعرضون لوزير الداخلية الغبان، على الرغم من معرفتهم التفصيلية أن وزارة الداخلية غير مسؤولة عن أمن بغداد، لغاية استقالة وزير الداخلية الغبان، وان المسؤول الأول والأخير عن أمن بغداد، حتى بأدق التفاصيل، هو قائد عمليات بغداد، والقائد العام للقوات المسلحة، ورئيس الوزراء العبادي، وقد كان قائد عمليات بغداد يصدر يومياً بياناً يعلن فيه عن مقتل العشرات من الدواعش في بغداد والكرمة، ولأكثر من سنة ونصف، ولو عدنا إلى بيانات الشمري، لعرفنا أن داعش هي في خبر كان، هذا الحال من الكذب، والتزوير ينطبق على قائد شرطة محافظة الأنبار هادي رزيج. فهؤلاء، ومن خلال بياناتهم العسكرية، يفترض أن تكون داعش والدول التي تدعم داعش في خبر كان، لأن القتلى الدواعش حسب بيانات هؤلاء يعدون بعشرات الآلاف فقط في بغداد، والكرمة! نورد هذه التفاصيل لكي نوضح ان من يكذب على الشعب في بيانات الحرب، من السهل عليه أن يتهاون في دماء الأبرياء من الشعب العراقي.
ولابد للشعب العراقي أن يعرف الحقيقة كما هي، لا كما يريد هؤلاء الكذابين، وهي أن مسؤولية أمن بغداد العاصمة لغاية استقالة وزير الداخلية الغبان تقع على عاتق عبد الأمير الشمري، والقائد العام للقوات المسلحة، ورئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي وافق على استقالة الغبان لكي يخلي مسؤوليته هو عن تفجيرات الكرادة.
لذلك ولكي نضع النقاط على الحروف، ونكشف زيف المتلاعبين بدماء الأبرياء من الشعب العراقي، نطالب مجلس النواب العراقي، بالتحقيق مع رئيس الوزراء، ووزير الداخلية المستقيل، لكي يعرف ويطلع الشعب العراقي على حجم المأساة التي وصل إليها أمن ومستقبل العراق ان استمر الوضع بيد هؤلاء الفاشلين. ومن ثم يجب إقالة ومعاقبة المقصرين، وعلى رأسهم حيدر العبادي الذي لا يزال يتهرب من المسؤولية، ويتسبب بمزيد من الدماء العراقية، في الأزقة، والأسواق، والطرقات...ونحملهم جميعاً المسؤولية الكاملة، لما سيحدث من كوارث في الأسابيع القادمة، في حال بقي هؤلاء على سياستهم الرعناء.
مقالات اخرى للكاتب