Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
كربلاء برؤية جديدة ( منهجية لقراء المنبر الحسيني ) الحلقة الخامسة عشرة
السبت, تشرين الأول 10, 2015
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

 

هل الشيعة قتلوا الحسين ..؟

التشيع العام والتشيع الخاص..

              هناك شبهة يرددها أعداء الحسين {ع} في كل عام للانتقاص من الذين يحيون شعائر عاشوراء .في الواقع هذه شبهة روّج  لها  البعض,  ممّن في قلبه مرض طعنا بالمذهب الشيعي، من أنّ الشيعة هم الذين قتلوا الحسين {ع} ... في حين الوثائق التي بين أيدينا ,والواقع خلاف ذلك، فإنّ الذين قتلوا الحسين {ع} هم شيعة آل أبي سفيان ، وعادة الناس الذين لا يحدهم فكر صائب ويتقلبون مع القوي والمتمكن ماليا ...هؤلاء لا يمكن أن يحسبون على جهة معينة ....

                  اقرب لك المعنى ..هناك تشيع عام وتشيع خاص .. التشيع العام يعني إن كل إنسان يقرأ التاريخ ,  يتعرف على رموز الإسلام لا بد أن يرى فضلا لأمير المؤمنين {ع} خاصة مع كثرة الأحاديث النبوية التي دونها التاريخ لرسول الله{ص} حين يقول :" يا علي أنا وأنت من شجرة واحدة والناس من أشجار شتى" أو قوله " أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي " وعشرات الأحاديث التي تبين فضل أهل البيت {ع}(    )..

                    لو سالت أي كاتب أو مفكر , أو حتى الإنسان العادي , عن الزهراء والحسن والحسين وأبناءهم عليهم جميعا الصلاة والسلام ، لتحدث عن تاريخهم وعظمتهم وشرفهم ..ولكن هل تكفي هذه الحصيلة من الأحاديث إضافة إلى الآيات من القران أن يكون الإنسان من شيعة علي بن أبي طالب{ع} ..؟ الجواب كلا لا يمكن أن يحسب العارف إن أولئك من شيعته ..

يقول والد الكاتب الكبير أسد حيدر كنت في الحج بمنى إلى جوار بعثة من تونس , وأحببت أن أزورهم ليلا ، فرحبوا بي وحين استقر بي المقام سألني مرشد الحملة , أنت من أي مدينة ..؟ قلت من النجف الاشرف , قال أسالك عن تفضيل علي على الصحابة..؟ قلت نعم وبدأت اذكر له أحاديث في ولاية أمير المؤمنين{ع} ذكرت عشرة أحاديث أو أكثر بقليل وهو يدير المسبحة .. ثم توقفت . قال هذا الذي تعرفه فقط .. قلت نعم , قال أنا سأتحدث عن فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب{ع} وأنت امسك المسبحة .. فوالله تحدث بالقران وبالأحاديث حتى درت المسبحة باجمعها .. ثم سألته ..{ هنا العلة } إذا كنت تعرف هذه المعلومات عن أبي الحسن{ع} لماذا أنت على غير مذهب ولده جعفر الصادق..؟ قال هذا ليس شغلك ..!!!

إذن التشيع العام يمكن أن نعرف أهل البيت ولكن ليس شرطا أتباعهم ... بل حتى الذين خالفوا الأئمة يعرفونهم حق المعرفة أكثر من اغلب الشيعة ....

أما التشيع الخاص فانه مبني على عقيدة الأتباع والطاعة  وأخذ الحكم منهم بعقيدة التشيع .. وقد جسد أصحاب أبي عبد الله {ع} صورة التشيع الخاص حين أمرهم أن يتركوه ويتخذوا من الليل جملا ، ويأخذ كل فرد منهم رجلا من أل بيته .. وجوابهم معروف يشرف التاريخ..(    )..

                في التاريخ الحديث عندنا نماذج مشرفة في العراق زمن الطاغية صدام ,حين زحف المد الأموي البعثي , لمدة تزيد على ثلاثة عقود , حاولت السلطة أن تطمس ذكرى أبي الشهداء {ع} وقد وقف مع هذا المد المنبوذ , عدد من الذين يحسبون أنفسهم شيعة , في الحقيقة هم ألبا على التشيع , هم سبب قتل وسجن وتهجير أبناء جلدتهم .. لو نظرت إلى تلك الفترة لوجدت ثلاث فرق .. الأولى الخط الأموي الذي يقود الحملة ضد أهل البيت {ع}ورموزهم وشعائرهم .. والثانية المحسوبين على الشيعة { التشيع النفاق} وهم الذين نفذوا توجيهات يزيد عصرهم ولو كان الحسين{ع}  موجودا لقتلوه ..هؤلاء قتلوا الزائرين مشيا إلى كربلاء وأطلقوا عليهم النار . وقسم ثالث التشيع الخاص .. ولا أغالي إذا ما قلت أن أكثرهم تحملا هم أصحاب المجالس الحسينية, لما يعانونه من سلطات الدولة وقتذاك .. هنا التشيع الخاص والعام واضح تماما ..(    )..

                 في تراث كربلاء حول هذه النقطة جاء خطاب الحسين {ع} يوم عاشوراء : (ويلكم يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد كونوا أحراراً في دنياكم هذه, وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون).هذا الخطاب كان موجها للجيش الذي يقف أمامه , وكل الحاضرين المشاركين في قتله,  لم نجد من علماء الرجال الذين كتبوا عن تاريخ الحديث وتاريخ الحروب أن اعتبرهم من شيعة الحسين {ع},  أو أدرج أسماء هؤلاء الذين قتلوا الحسين {ع} ـ كعمر بن سعد وشبث بن ربعي وحصين بن نمير و وشمر بن ذي الجوشن وعمر بن الحجاج الزبيدي وغيرهم ضمن قوائم رجال الشيعة، بل النصوص تدل على أنهم من جمهور السلطة الأموية وبعضهم خوارج .

           يتصور البعض الكوفة شيعية , السبب كونهم محكومين فترة , تحت إمرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب{ع} , لا يدل على أنهم شيعته  ,لأنه ليس من كان حاكما في زماننا  إن نكون من مؤيديه أو شيعته .كما أنّه ليس كلّ من صلّى خلف علي {ع} أو قاتل في جيشه هو شيعي بالضرورة! لأنّ الإمام {ع} باعتباره الخليفة الرابع للمسلمين فالكلّ يقبله بهذا الاعتبار انه حاكم ,ان يؤم المصلين ,ولا باعتبار أنّه معصوم وأنّه الخليفة بعد رسول الله (ص) فرق أن تعترف به رابع أو انه الأول رغم من تقدم عليه ...

هذه الازدواجية موجودة عند اغلب الناس .. ممكن أن تكون محكوما عند حاكم وأنت لا تحبه ولكنك تراجع الدائرة التي تستعين بها من الحاكم ,, إصدار جنسية أو تعليم الأطفال أو مراجعة مستشفى , هذه غير مختصة بالحاكم .. فليس من راجعها يعتبر من شيعة ذلك الحاكم ..

وأهل الكوفة كونهم محكومين من قبل بني أمية , وضاقوا ذرعا من ظلم معاوية ... هذا الظلم الذي كان سببا في ثورة الحسين {ع} هنا التقت الأهداف والغايات لذا بادروا وتناخوا بأنّهم أرسلوا إلى الحسين {ع} برسائل تدعوه للمجيء إلى الكوفة لا بعنوان أنهم شيعته {ع} بل كانوا يتعاملون معه باعتباره صحابي وسبط الرسول (ص) وله أهليّة الخلافة والقيادة، لا باعتبار أنّه إمام من الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) وأنّه معصوم وأنّه هو أحقّ بالخلافة من غيره.

مضافا إلى هذا مواقفهم من الحسين{ع} ومن معه يوم عاشوراء تدل على أنهم ليسوا بشيعة له، من قبيل منعهم الماء عليه، فيخاطبهم برير الهمداني بقوله : ((… وهذا ماء الفرات تقع فيه خنازير السواد وكلابه قد حيل بينه وبين ابن رسول الله)), فقالوا : يا برير قد أكثرت الكلام فاكفف والله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله. يقصد عثمان بن عفّان!! فهل هذا جواب شيعي؟!!

أذن من هم شيعة الحسين {ع} في الكوفة ,أليس هم من اوجد تعبئة كبرى في توجيه الرسائل ..؟؟

المعروف عن الشيعة في الكوفة أنهم يمثّلون سبع سكّانها ويقدر عددهم (15) ألف شخص كما نقلت المصادر التاريخية ....

                    هؤلاء تعرضوا لحملة إبادة جماعية بعد شهادة أمير المؤمنين{ع} وتفنن الولاة الذين نصبهم معاوية في قتل شخصياتهم وتهديم بيوتهم وإرسالهم أسرى مقرنين بالسلاسل إلى الشام كما جرى لحجر بن عدي وأصحابه ... أما ما فعله زياد بن أبيه ومسرف بن عقبة , كاد أن يقضي تماما على التشيع في الكوفة , فقد أودع السجن زمن زياد ومسرف بن عقبة بحدود (12) ألف مسجونا .(    )...

قسم منهم اعدموا، وقسم اخر سفّروا إلى الموصل وخراسان، وتشيع أهالي قم المقدسة كان بسبب تلك الهجرات القسرية لشيعة أمير المؤمنين{ع} .... وقسم من الشيعة شرّدوا،ومن بقي منهم في الكوفة أيام وصول مسلم بن عقيل {ع} ووصول الحسين إلى كربلاء .. لم تغفل الدولة عنهم بل حيل بينهم وبين الحسين {ع} مثل بني غاضرة وبني أسد , وآخرين ينتمون إلى عشائر متفرقة ، رغم الطوق الأمني الذي ألقى القبض على عدد كبير منهم .. إلا بعضهم استطاعوا أن يصلوا إلى الحسين{ع} . إذن شيعة الكوفة لم يقتلوا الحسين {ع} وإنما أهل الكوفة ـ من غير الشيعة ـ هم من شاركوا في قتله بمختلف قومياتهم ومذاهبهم.وجاء التاريخ ليقول الذين قتلوه هم شيعته ....

ليس صحيحا ان مركز التشيع في الكوفة ،ذلك الزمان ,وليس أغلبية الكوفة شيعيّة، والدليل على أن الشيعة كانوا أقليّة في الكوفة، هو ما ذكرته المصادر أن علياً لما تولّى الخلافة أراد أن يغيّر التراويح فضجّ الناس بوجهه في المسجد وقالوا : وا سنّة عمراه. وهذه واضحة بوجود من يصلي خلفه ولكنهم ليس بالضرورة يؤمنون بولايته .... قضية أخرى تتعلق بالتشريع الإسلامي وتحديدا الفقه الإسلامي إذا قيل هذا رأي كوفي فهو رأي حنفي لا رأي جعفري. وهذا دليل على وجود مرجعية وأئمة في الكوفة , وعددهم يزيد على عدد الشيعة عدة مرات...

وللمزيد من الفائدة نذكر كلام السيد محسن الأمين يقول :(حاش لله أن يكون الذين قتلوه هم شيعته, بل الذين قتلوه ....بعضهم أهل طمع لا يرجعون إلى دين ولا مذهب يربطهم بالإسلام ...وإلا كيف يقتل مسلم ابن بنت نبيه ..؟؟؟ , وبعضهم أجلاف أشرار يقومون بأي عمل قتل لأجل المادة والطمع ...., وبعضهم اتبعوا رؤساءهم الذين قادهم حب الدنيا إلى قتاله, ولم يكن فيهم من شيعته ومحبيه أحد مطلقا ...., أما شيعته المخلصون فكانوا له أنصاراً وما برحوا حتى قتلوا دونه ونصروه بكل ما في جهدهم إلى آخر ساعة من حياتهم وكثير منهم لم يتمكن من نصره.... أو لم يكن عالماً بأن الأمر سينتهي إلى ما انتهى إليه ... مثل الحر بن يزيد الرياحي .... وبعضهم خاطر بنفسه وخرق الحصار الذي ضربه ابن زياد على الكوفة وجاء لنصره حتى قتل معه, أما إن أحداً من شيعته ومحبيه قاتله فذلك لم يكن بتاتا , فلا يذهب في حلمنا ان الكوفة شيعة مخلصون للحسين {ع} ثم قتلوه ...وهل يعتقد أحد إن شيعته الخلص كانت لهم كثرة مفرطة ؟ كلا, فما زال أتباع الحق في كل زمان أقل قليل ويعلم ذلك بالعيان وبقوله تعالى : (( وَأَكثَرُهُمُ الفَاسِقُونَ )) 2- (( وَأَكثَرُهُم لاَ يَعقِلُونَ ))3- (( وَأَكثَرُهُمُ الكَافِرُونَ. ))4- (( وَأَكثَرُهُم لِلحَقِّ كَارِهُونَ ))5- (( وَأَكثَرُهُم كَاذِبُونَ ))6- (( بَل أَكثَرُهُم لاَ يُؤمِنُونَ )) 7- (( وَلَـكِنَّ أَكثَرَهُم لاَ يَعلَمُونَ (( بينما عن العدد القليل يقول تعالى {{وقليل من عبادي الشكور }}(    )..

ويمكن أن يقال : أن الشيعة من أهل الكوفة على قسمين :

1- شيعة بالمعنى الأخص, ممن يعتقدون بالتولي والتبري, وهؤلاء لم يكونوا في جيش عمر بن سعد, فهم إما استشهدوا مع الحسين {ع} , أو كانوا في السجون, أو وصلوا إلى كربلاء بعد شهادته {ع} وابتداء زيارة الحسين {ع} بدأ بالذين قعدوا عن نصرته, لم يخلد في بالهم انه سيقتل شر قتله, وهؤلاء حاربوا قتلة الحسين وهم " التوابون" ....هؤلاء خواص الشيعة ...

2- شيعة بالمعنى الأعم, يعني يحبون أهل البيت {ع} , ويعتقدون بالتولي فقط دون التبريْ, يعني لا يعتقدون بكلمة " عدو لمن عاداكم وحرب لمن حاربكم " لأنهم لا يرون أن الإمامة منصب إلهي وبالنص, وهؤلاء كان منهم من بايع الإمام الحسين {ع} في أول الأمر, ثم صار إلى جيش عمر بن سعد....

وكل ما ورد من روايات ونصوص تاريخية فيها توبيخ لأهل الكوفة, فإنما تحمل على الشيعة بالمعنى الأعم, أي الذين كانوا يتشيّعون بلا رفض, وبلا اعتقاد بالإمامة الإلهية, وما إلى ذلك من أصول التشيع.

ولتوضيح الصورة ..حين جاء الحسين{ع} ليلة العاشر إلى خيمة زينب {ع} أجلسته وسألته عن نيات أصحابه , لأنها كانت خائفة أن يغدروا الحسين {ع} يوم غد .. فقال لها :" أخيه بلوتهم لهثتهم فما وجدت فيهم إلا الاقعس الأشوس , يستأنسون بالمنية دوني استئناس الطفل بين محالب أمه " ثم قولته المعروفة , ما رأيت آل بيت أفضل وابر من آل بيتي . ولا أصحابا أفضل من أصحابي .(    ).. كيف يقول ذلك , لو كان أصحابه وشيعته يقتلونه...؟؟؟ هذه التهم جاءت من : ابن تيمية, حين يكتب عن ثورة الحسين{ع} وصراعه مع يزيد والطواغيت ..... 

 

رأي آخر في مناقشة موضوع هل قتل الشيعة الإمام الحسين (ع) ؟

 

                       حين اكرر المناقشة في هذه النقطة , لان الغاية التي من اجلها كتبت الكتاب , هي رفع الكذب والتزوير عن شيعة أهل البيت {ع} الذي جعلهم الطبري وغيره ,أنهم طائفة لا ذمة لهم ولا عهد , وإنهم أرسلوا على الحسين {ع} ثم قتلوه , وخذلوا مسلم بن عقيل وقتلوه وجروه في الشوارع .. والآن  يبكون عليهم ويحيون شعائرهم ..!! هل الشيعة هم الذين قتلوا الحسين عليه السلام بكربلاء ؟ و هل بكائهم عليه و ما يقومون به من مراسيم العزاء و الشعائر الحسينية هو تكفير عما فعله أسلافهم به ؟ 

                هذا السؤال متناقض جدًا ويحمل مغالطات كثيرة ، فإن التشيع و قتل الحسين {ع} ضدان لا يجتمعان، فالشيعة فجعوا بالحسين {ع} وتوجهوا إلى قبره الشريف لزيارته إلى يومنا هذا .. مثل أن نقول أن اليهود قتلوا نبي الله داود{ع} ، أو أن المسيحين قتلوا نبي الله عيسى{ع} ، أو أن المسلمين قتلوا نبي الله محمد {ص} ، أو أن الشيعة قتلوا الإمام علي {ع}  . فهل هذا كلام منطقي ؟!.التاريخ صور لنا جميع صحابة الأنبياء قتلة , وبرأ القتلة ولم يسمهم لحد الآن .!.

          التاريخ لم يذكر كلمة واحدة للاجتماع الذي عقده رسول الله {ص} في بيته حين مرضه , الذي يسميه ابن عباس رزية الخميس , وهو آخر اجتماع للرسول{ص}  قبل موته بأربعة أيام , وحين طلب قلما وورقة ليكتب كتاب لم يظلوا بعده أبدا ..- هذه العبارة فقط ذُكرت – والتي رفض عمر ان يكتب وقال عنه انه يهجر ..(    ).. هذه صورة من صور مأساة التاريخ ..

                    فالشيعي يعتقد أن الإمام الحسين {ع} إمامه و وليه و حجة الله و رسوله {ص} وهو أولى بالناس من أنفسهم، و حبه عقيدة و دين، وهو الوسيلة و الشفيع و المستنجد و الطريق لرضا الله  تعالى ، وان القران يعلن بقوله﴿ قُل لا أسألُكُم عَليه أجراً إلاّ المودَّةَ في القُربى ﴾ و مخالفته معصية و ذنب و نفاق و كفر، فما بالكم بإيذائه و أهله و سفك دمه و دم أهله، و الشيعي يفضل أن يُقتل فداءا لتراب قدمي الإمام الحسين {ع} وفعلا قدم ملايين الشيعة عبر التاريخ أنفسهم فداء للحسين {ع} .ولكن الكُتاب تعمدوا إلى نشر غسيل مغاير للحقيقة , وسنأتي في فصل قادم نبين قتلة الحسين {ع} الحقيقيين وانتماءهم الفكري..

إذًا من قتل الإمام الحسين {ع} حيث الروايات تقول أن قاتليه يعدون ثلاثين ألفًا أو سبعين ألفًا أو مائة و عشرون ألف مقاتل، وأنهم جميعًا من أهل الكوفة ؟! نرى الآن الغالب على أهل الكوفة بشكل خاص و العراق بشكل عام التشيع و اعتناق مذهب آل البيت {ع}..

          {إن ما نراه اليوم من تشيع أهل العراق فإنه حدث قبل هلاك الأمويين و ذهاب سلطانهم، و ما تلا ذلك من فترات بين مد و جزر نال الشيعة فيها حرية التعبد بمنهاج آل البيت {ع} ونشر مذهبهم، و ببركة المقامات المقدسة و المراقد الطاهرة لآل البيت الموزعة في أنحاء بلاد الرافدين، و كذلك الحوزة العلمية التي أسست في النجف الأشرف منذ أكثر من ألف عام، و الحوزات الأخرى في كربلاء و سامراء و أثرها في نشر التشيع في العراق و الأمصار الأخرى}. 

                أما في زمن الإمام الحسين {ع} فلم يكن الشيعة غالبية في الكوفة، و لكن كان هناك شيعة آخرين هم الغالبية و هم ( شيعة آل أبي سفيان ) كما خاطبهم الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء ... فعن إبن بطة و هو أحد علماء أهل السنة في ( المنتقى ) ص 36 : " عن عبد الله بن زياد بن جديد قال : قدم أبو إسحاق السبيعي من الكوفة فقال لنا شمر بن عطية : قوموا إليه، فجلسنا إليه فتحدثوا فقال أبو إسحاق : خرجت من الكوفة و ليس أحد يشك في فضل أبي بكر و عمر و تقديمهما ". و قال محب الدين الخطيب في حاشية المنتقى : " هذا نص تاريخي عظيم في تحديد تطور التشيع فإن أبا إسحاق السبيعي كان شيخ الكوفة و عالمها ". 

                 إذًا كان أهل الكوفة في عهد الإمام الحسين{ع}  ليسوا شيعة إذ يقدمون أبي بكر و عمر على الإمام علي {ع} ...!! وكما يثبت التاريخ أن أبا إسحاق السبيعي كان شيخ الكوفة و عالمها في عهد الإمام الحسين{ع} ، كذلك لم يكونوا شيعة حتى في عهد الإمام علي {ع} وقد ذكر الكليني في ( روضة الكافي ) ص 5 في خطبة لأمير المؤمنين {ع} : عن سليم بن قيس الهلالي قال : خطب أمير المؤمنين {ع} فقال : ( قد عملت الولاة عندي أعمالاً خالفوا فيها رسول الله {ص}  لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي و فرض إمامتي من كتاب الله و سنة رسوله{ص} . إذ افترقوا عني و الله لقد أمرت الناس ألا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة و أعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة، فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي : يا أهل الإسلام غُيّرت سُنة عُمر، ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعًا، و لقد خفت أن يثوروا في ناحية عسكري. . ما لقيت من هذه الأمة من الفرقة و طاعة أئمة الضلالة و الدعاة إلى النار ).(    ). 

            لاحظوا كيف كان أهل الكوفة متعصبين لسنة عمر لدرجة أنهم كانوا مستعدين للقيام بانقلاب عسكري ضد الإمام {ع} لولا أن تراجع عن دعوته لتغيير سنة عمر، و أيضًا لاحظوا يصف قلة الشيعة بقوله : " أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي و فرض إمامتي ".

             هذا عندما كانت الكوفة في عهد أمير المؤمنين {ع} ، أما في عهد معاوية فيذكر في كتاب ( النصائح الكافية ) أن معاوية كان يختم خطابه بقوله ( اللهم أن أبا تراب ألحد في دينك و صد عن سبيلك فألعنه لعنًا و بيلا، و عذبه عذابًا أليما ) ! و في ( تاريخ الطبري )يقول لما ولى معاوية المغيرة بن شعبة إمارة الكوفة كان أهم ما عهده إليه أن لا يتسامح في شتم الإمام والترحم على عثمان و العيب لأصحاب علي{ع} وإقصائهم، و أقام المغيرة واليًا على الكوفة سبع سنين و هو لا يدع ذم علي {ع} يوميا و الوقوع فيه، كان يقتل كل مولود من اسمه علياَ..! (    ).

 

 " أن العلماء و المحدثين تحرجوا في ذكر الإمام علي {ع} خوفًا من بني أمية فكانوا إذا أرادوا أن يذكروه  يقولون :( قال أبو زينب ) ".

                  و قد أمر بحرمان الشيعة من العطاء وكتب معاوية : " أنظروا إلى من قامت عليه البينة أن يحب عليا و أهل بيته فأمحوه من الديوان و أسقطوا عطاءه و رزقه ". و أسقط شهادتهم في القضاء و غيره..(    ).  كما ان زياد ابن أبيه قام بتسفير 5 خمسة آلاف شيعي من الكوفة إلى خراسان المقاطعة الشرقية في فارس ". وهم نواة التشيع في إيران ....

من فمك أدينك

  لحد الآن بعض الكتاب يقولون إن الشيعة حزب سياسي,  وليس مذهب من المذاهب الإسلامية  له قادته وفقهائه ومثقفوه ... وانه تأسس عن طريق عبد الله بن سبأ وتبلورت أفكاره بعد واقعة كربلاء ..حين يتحدث ابن حجر وأمثاله عن بذور الفتنة والسبب الرئيسي للاختلافات والصراع بين المسلمين يقول : {{  رجل يقال له عبد الله بن سبأ : و شهرته ابن السوداء لأن أمه كانت سوداء من الحبشيات . و هو من صنعاء و كان يهودياً من يهود اليمن . أظهر الإسلام و باطنه الكفر ، ثم انتهج التشيع لعلي{ع} ، و هو الذي تنسب إليه فرقة السبئية الذين قالوا بإلوهية علي و خبر إحراق علي بن أبي طالب رضي الله عنه لطائفة منهم تكشف عنه الروايات الصحيحة في كتب الصحاح و السنن و المساند .(    ). 

           كل هذه المصادر , وهذه الزوبعة الإعلامية على الشيعة في العراق ... إذن لو صح الرأي منهم فإنهم يفندون القول أن الشيعة خذلوا مسلم بن عقيل وقتلوا الحسين {ع} باعتبار إن تأسيس الشيعة بعد فاجعة الطف وجاءت بسببها .أي يكون تأسيس التشيع بعد عام 61 هجرية ..!.

        وقد كتب احد الكتاب الجزائريين المعاصرين مقالا بين فيه حقيقة ما تضمر قلوب الحاقدين على أهل البيت {ع} وممن انتهج النهج الأموي إلى يومنا هذا .(    ).

    وهنا يجب أن نقف أمام هذه الاتهامات المتكررة , رغم علمنا ان الرد لن يجدي مع هؤلاء , وان الحجة قائمة عندهم  . " وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ "( النمل 27) ....

           أما ان يخون الناس ويتخاذلون , او تتراجع هذه الجماعة عن مبادئها او تلك , فلا يحسب ذلك على الشيعة لأنهم غير موجودين { حسب هذا الرأي الذي ذكرناه } ولا اعرف كيف فات الكتاب والمطبلين هذه الالتفاتة لماذا يقولون إن الشيعة قتلوا الحسين, هم الذي كاتبوه وبايعوه .. ثم خذلوه وقتلوه .... ما دام لم يوجد شيعة إلا بعد واقعة كربلاء هذه الفكرة لا تصمد أمام الوقائع التاريخية .. لنراجع  حوادث التاريخ ....

              ماذا نسمي الحوادث التي حملت بني أمية قتل عدد كبير من الصحابة المتمسكين بولاية أمير المؤمنين {ع} وأعلنوا معارضتهم وتوجهاتهم للدولة الأموية قبل واقعة كربلاء..(    ).

       ولما بلغ الربيع بن زياد ـ عامل معاوية ـ مقتله قال: "اللهم إن كان للربيع عندك خير فاقبضه إليك" وقال الحسن البصري: "أربع خصال كن في معاوية لو لم يكن فيه منهن إلا واحدة لكانت موبقة، انتزاؤه على هذه الأمة... وقتله حجر. ويلاً له من حجر مرتين" وكان قتله سنة 51 هجرية أي بعد شهادة أمير المؤمنين {ع} بسنتين ....

يقول صاحب كتاب انساب الأشراف أنساب الأشراف 5: 274 في أمر حجر بن عدي الكندي ومقتله، وكذلك تاريخ دمشق 12: 226 في ترجمة لعن رسول الله {ص} قوله :" "يقتل بعذراء سبعة نفر يغضب الله وأهل السماء من قتلهم..." ...

           فعلا غضب الله ظهر بمعاوية وبني أمية حيث أزيلت قبورهم من الأرض وأصبحوا سبة وعارا مدى الدهر ... لذلك أحفادهم فيهم عقدة من قبور أهل البيت{ع}  يريدون محيهم من الأرض ... فهدموا قبورهم في البقيع وفجروا قبة الإمامين العسكريين وهدموا قبر حمزة بن عبد المطلب ونبشوا قبر حجر ... هذا لان الله أخفى قبورهم وبقي قبر فرعونهم كما بقي جسد فرعون رمزا للظلم والطاغوت بقي قبر معاوية ذليلا كالمزبلة ...

وقد نكل بالكثير من الصحابة بسبب حبهم لأهل البيت {ع} في تلك الفترة السوداء. واليك قصة منها ..لما قدم معاوية المدينة لقيه أبو قتادة الأنصاري، "فقال له معاوية: يا أبا قتادة تلقاني الناس كلهم غيركم يا معشر الأنصار. ما منعكم؟ قال: لم يكن معنا دواب. قال معاوية: فأين النواضح؟ قال أبو قتادة: عقرناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر... أليس هذا هو التشيع رفض الباطل صراحة والتبريْ من الظالمين قال: نعم يا أبا قتادة. قال أبو قتادة: إن رسول الله {ص} قال لنا: إنا نرى بعده أثرة. يعني شدة .. قال معاوية: فما أمركم عند ذلك؟ قال: أمرنا بالصبر. قال: فاصبروا حتى تلقوه" وهذا استهزاء منه للأنصار ..

يقول ابن أبي الحديد: "قدم عبد الله بن الزبير على معاوية وافد، فرحب به وأجلسه على سريره، ثم قال: ما حاجتك أبا حبيب. فسأله أشياء.... ثم انتقل للأمور العامة ... قال له: سل غير ما سألت. قال: نعم المهاجرون والأنصار، ترد عليهم فيئهم، وتحفظ وصية نبي الله فيهم، تقبل من محسنهم، وتتجاوز عن مسيئهم. فقال معاوية: هيهات هيهات، لا والله ما تأمن النعجة الذئب وقد أكل آليتها" 

{ إغفال الأمويين ماضي الصحابة في خدمة الإسلام } بل تعدى الأمر ذلك إلى إغفال الأمويين ماضي الصحابة في خدمة الإسلام , لذلك مدرسة الصحابة جاءت نظرية متأخرة في زمن العباسيين هو المعتصم العباسي ,أطلقوا عليه { محيي السنة} ومعاوية أطلق على عام تنازل الحسن بن علي{ع} عام الجماعة ... فظهرت مدرسة تسمي نفسها أبناء السنة والجماعة وهذه حقيقة تاريخية لا يمكن إنكارها .. إلا إذا أردنا أن نتنكر للتاريخ .. لذلك قال من قال إن الشيعة حزب سياسي ...هذه هي اصل مقولة ان الشيعة حزب سياسي , ثم تحول الى عقيدة , لان جميع من يعارض معاوية , او مشاريع الدولة الاموية او العباسية يسمى شيعي ...

                 الشيعة الحقيقيون يذكرهم التاريخ :...................

   أما البقية من الشيعة , فتم ترويع نساءهم و هدم دورهم و تقطيع أيديهم و أرجلهم و ألسنتهم و تسميل أعينهم و صلبهم على جذوع النخل، و دفنهم أحياء، (    ).

قال معاوية للإمام الحسين{ع} " يا أبا عبد الله علمت إنا قتلنا شيعة أبيك و كفناهم و صلينا عليهم و دفناهم "، و ذلك إمعانا في إيذاء الإمام {ع} في شيعته.,هذا جرى في المدينة والكوفة ومكة . يقول الإمام زين العابدين وولده الباقر عليهما السلام " لم يبق لنا في مكة والمدينة عشرون بيت} من شيعتنا ومحبينا .. يعني حملة إبادة جماعية منظمة من ذلك اليوم ولحد الآن تجري ضد شيعة أمير المؤمنين {ع}.

                ماذا بقي من الشيعة في الكوفة بعد كل هذا ؟ إن ما تبقى من شيعة الإمام الحسين {ع} حين قدومه لكربلاء...؟ ومن قبل وصوله , نكل بهم ابن زياد سجنا وقتلا وتهجيرا واختفى عدد كبير منهم هربا من بطش زياد بن أبيه ... يذكر المؤرخون ان السجناء في الكوفة يزيدون عن ثلاثة عشر ألف شيعي زج بهم ابن زياد في السجون و المعتقلات،... لاحظ هذه الارقام وتصور مدى الارهاب الحكومي الذي تشنه ضد الشيعة .. و هم الذين كسروا السجون بعد أن ترك ابن زياد العراق و ألتحق بالشام وهم الذين خرجوا ثائرين بدم الإمام الحسين {ع} " التوابون " و ذلك قبل ثورة المختار، و توجهوا نحو الشام و التقوا بجيوش الأمويين و قاتلوا حتى قتلوا ..و( التوابين ) تسمية غير واقعية لأنهم في الواقع ( الآسفون ) لأنهم يأسفون أنهم لم يستطيعوا أن ينصروا الإمام الحسين {ع} في كربلاء. والتائب ليس كالمتأسف ... لان التوبة تكون من ذنب ارتكبه الانسان وهؤلاء في السجون لم يخذلوا الحسين ابدا ....

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44963
Total : 101