تتجلى الصورة الحقيقية للحق, بدوام ذكره للنهل من منبعه الصافي, وهل هناك أصدق من سيرة آل محمد, صلوات ربي عليه وآله, وما قاموا به من أجل إحقاق الحق؟
قال أحد الشعراء مخاطباً الحسين عليه السلام:
سجدت على شفتي حروف هواك_ وأطـالت السجدات في نجواك
وتزاحـمت ذرات حبك في دمي _ واستنطقتني إنـني أهـواك
وخـرجت شوقا من ديار أحبتي _ وشـريت بالـدنيا هنا أخراك
واستوقـفـتني قـبة ذهـبـية_ فحــسبتها عـرش الإله أتاك
ونظرت صحنك والجموع غفيرة_ وأتيت أزحف قـاصداً شـباك
وأتاك قـلبي بالـثرى متأرجحا _عجباً يسابقني الفـؤاد لـذاك
معركة الاباء بكربلاء, قُتِلَ فيها الحسين, وأبنائه وأخوته وأصحابه عليهم السلام, وظَنَّ المُجرمون أنهم قد أنَّهم, قد انتصروا, ولم يجرء أحد على ذِكرهم, إلا أن ما حصل, مغايرٌ لما خَططوا له, فالحق يعلو ولا يُعلى عليه, أرادوا بقتلهم السِبط الثاني, عليه وعلى جده الصلاة والسلام, أن يقتلوا التحدي للباطل, رداً على جملته الشهيرة: "مثلي لا يبايع مثله".
جرى محاربة تجديد الذكرى السنوية لزيارة الأربعين؛ حالها حال كل الشعائر الحسينية عبر العصور؛ فقد كان زوار شهداء كربلاء, يجري تخفياً عن عيون بني أمية, ثم بعد ذلك عن عيون بني العباس, الذين تمادوا في محاربتهم لأتباع آل البيت؛ وهم الذين جاءوا بشعار" يا لثارات الحسين", من أجل الوصول لسدة الحكم, وما أن سيطروا, ظهرت نواياهم الحقيقية.
قال أحد الشعراء مخاطباً الحسين عليه السلام:
"سجدت على شفتي حروف هواك_ وأطـالت السجدات في نجواك
وتزاحـمت ذرات حبك في دمي _ واستنطقتني إنـني أهـواك
وخـرجت شوقا من ديار أحبتي _ وشـريت بالـدنيا هنا أخراك
واستوقـفـتني قـبة ذهـبـية_ فحــسبتها عـرش الإله أتاك
ونظرت صحنك والجموع غفيرة_ وأتيت أزحف قـاصداً شـباك
وأتاك قـلبي بالـثرى متأرجحا _عجباً يسابقني الفـؤاد لـذاك".
لقد سار أغلب حكام العصر, على منوال الأمويين والعباسيين, ليتمادى صدام حسين أكثر من ذلك, فقام باعتقال وإعدام من تطاله يد جلاوزته؛ إلى أن سقط نظام البعث المجرم, فتنفس الشيعة الصعداء, ليهبوا في أول أربعينية بعد سقوط الصنم, أفواجاً تتلوها أفواجاً, حتى أن بوش رئيس أمريكا, سأل عن تلك الحشود, فشرحوا له السبب, فأمر بخروج جيش الإحتلال, من كربلاء المقدسة, وأن يقوموا بالمراقبة من بعيد!.
إلا أن أيدي الشر, المشبعة بفكر الشيطان, حَرَّكَت أذنابها لتمنع المسيرة الخالدة, عن طريق التفجير وتسميم الطعام, والخطف في بعض المناطق, إلا أن المسيرة تزداد يوما بعد يوم؛ فما كان لله ينمو, وسيبقى العشرون من صفر, منارة تّصدح بصوت الحق.
مقالات اخرى للكاتب