تم إجراء الانتخابات في مونتنيغرو منذ شهر تقريبا ولكن لا يزال ملف تشكيل المجلس الجديد مفتوحا. يستمر رئيس الوزراء ميلو جوكانوفيتش بممارسة الضغط على زعماء الأحزاب السياسية الالبانية والبوسنية ويأمل في تشكيل الائتلاف معها من أجل ضمان أغلبية مطلقة لحزب الاشتراكي الديمقراطي. القت جهود جوكانوفيتش دعم داعية إسلامي فتح الله غولن الذي تتهمه السلطات التركية في تنظيم محاولة انقلاب في تركيا في شهر تموز/يوليو الماضي.
يتمتع مؤيدو غولن في البلقان بصلات متينة فضلا للصداقة الشخصية بين ميلو جوكانوفيتش ومعارض فلسطيني محمد دحلان المقيم في مونتينيغرو الذي ينتمي إلى موالي غولن. كان دحلان يلعب دور الوسيط بين السلطات المونتينيغرية والرياض بالدعم المالي من الإمارات العربية المتحدة وارتبط بتصميم مخططات الاحتيال. وحصل دحلان على القومية المونتينيغرية بطلب جوكانوفيتش في 2010. بالإضافة إلى ذلك تشتبه السلطات التركية دحلان في أنه ساعد منظمي محاولة الانقلاب باستعمال عناصر الجالية المونتينيغرية في تركيا.
يستعمل مؤيدو غولن دحلان بصفة وكيل في تأثير على مسلمين مونتينيغرو. في الوقت الراهن يعمل في الجمهورية المونتينيغرية عدد كبير من موالي غولن الذين يحاولون اقناع رئيس الاتحاد الإسلامي في مونتينيغرو رﻓﻌﺖ ﻓﻴﺰﻳﺘﺶ على التعاون.
من أجل تنفيذ هذه المهمة يرسل مؤيدو غولن عناصرهم إلى مونتينيغرو من الخارج، خاصة من البوسنة وألبانيا وتركيا. وصل مؤخرا إلى مونتينيغرو بولنت شينير ويونس غوملكسيز. يرأس بولنت شينير شركة صناع السفن التركية Delta Marine. أما يونس غوملكسيز فهو رجل الأعمال الكبير ومدير شركة التقنية والاتصالات التركية Final Energy.
لقد لقى شينير وغوملكسيز رفعت فيزيتش في محاولة اقناعه على استعمال زعماء أقليات قومية في مونتينيغرو لدعم الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
يجب الإشارة إلى أن الإسلام حصل على مكانة الدين الرسمي في مونتينيغرو منذ 2012. بموجب الاتفاق بين الحكومة المونتينيغرية و الاتحاد الإسلامي تعتبر رئاسة الشؤون الدينية التركية هيئة مسؤولة عن شؤون المسلمين في مونتينيغرو. لقد قال ﻓﻴﺰﻳﺘﺶ أن الاتحاد الإسلامي سيلجئ إلى مساعدة أنقرة في حال الخلاف مع الحكومة المونتينيغرية.
الآن تهدد نشاطات مؤيدي غولن بانتزاع دعم رفعت فيزيتش وتدمير العلاقات بين تركيا والمسلمين في مونتينيغرو. يستعمل موالي غولن الأحزاب البوسنية والألبانية لمساعدة جوكانوفيتش في تشكيل الحكومة الائتلافية التي ستضم على موالي غولن. يمكننا التنبؤ رد أنقرة بسهولة. ستقوم السلطات التركية بحملة اعتقالات ضد مشاركي مؤامرة البلقان.
علاوة على ذلك ستواجه الجالية المونتينيغرية في تركيا المصاعب الجديدة أيضا. لقد تم اعتقال عدد عناصرها ومن المحتمل أن سيتغير الوضع إلى الأسوأ
مقالات اخرى للكاتب