تعرض التيار الصدري طيلة السنوات العشر الماضية لحملة منظمة وممنهجة ومدروسة لتشويه صورته والعمل على اظهاره بمظهر التيار المتشدد او المتخلف او الذي يعاني من عقد سياسية او ديمقراطية او الرافض للآليات الحضارية المعمول بها في كل الانظمة الديمقراطية وقد اثرت هذه الهجمة في انطباع البعض عن التيار الصدري فأعلنوا حربهم الاعلامية ضده في الوقت الذي كان التيار يسير وفق رؤية وطنية ملتزماً بالمنهج السلمي الوطني في التعامل مع جميع الشركاء في الوطن حتى اولئك الذين يختلف معهم التيار في التوجهات الدينية او السياسية، وكان التيار دائماً ما يفاجئ الجميع في طريقة تعاطيه مع المتغيرات السياسية وقد اثبتت التجربة انه تيار متجدد في افكاره الديمقراطية حيث اغنى الساحة العراقية في العديد من الممارسات التي عجزت عنها اكثر الاحزاب التي تدعي انها تؤمن بالديمقراطية ولكن هذه الاحزاب لم تستطع القيام بخطوات عملية من اجل تعزيز شعارتها بواقع عملي ملموس، حيث كان التيار الصدري اكثر ديمقراطية من تلك الاحزاب فهو في كل انتخابات تشهدها الساحة العراقية يكون سباقاً في اشراك الجماهير لأختيار ممثليهم عن طريق الانتخابات التمهيدية هذه الانتخابات التي تمثل رسالة حضارية متقدمة تميز بها هذا التيار الذي خرج من دائرة الشعارات لدائرة الواقع فهو لم يستخدم الديمقراطية كشعار حزبي تسويقي بل كان يمارس الديمقراطية بطريقة واضحة وليس في غرف المطابخ السياسية او في وسائل الاعلام الحزبية، ومن ضمن النقاط الايجابية التي تسجل لصالحه ان الانتخابات التمهيدية لم تكن محصورة بأبناء التيار فقط بل شملت كل عراقي يرغب بطرح نفسه بغض النظر عن الانتماء السياسي او الديني او المناطقي وانا شخصياً اعرف اشخاص ليست لهم علاقة بالتيار لامن بعيد ولا من قريب وربما كان بعضهم ممن ينصب العداء للتيار الصدري واليوم يدخل معهم في المعترك الانتخابي ولا اعلم سلوكاً ديمقراطياً ووطنياً متقدماً على هذه الخطوة للصدريين اكثر من هذه الدلائل؟ وهل تستطيع اي جهة ان تقوم بمثل هذا النشاط الذي اصبح هوية الصدريين في عملهم السياسي وهي خطوة تدخل ضمن اطار تدعيم العمل الديمقراطي الحقيقي في العراق، كما كان لاستخدام البصمة الالكترونية في الانتخابات المذكورة اثر طيب ورسالة واضحة لمفوضية الانتخابات بأمكانية العمل بهذه التقنية في بالانتخابات القادمة من اجل ضمان عدم التلاعب في النتائج ومنع حالات التزوير وكذلك ابعاد شبح الاتهامات عن المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات وقد اثبت التيار لجميع المهتمين بالشأن الانتخابي ان استخدام التكنلوجيا الحديثة ممكناً وهو في حدود امكانيات الحكومة العراقية التي تستطيع دعم المفوضية في هذه الخطوة - لو ارادت - ولكن يبدو ان استخدام البصمة الالكترونية سيعري المفلسين الذين لايملكون رصيداً شعبياً ولذلك فان من المتوقع إنهم سيعارضون هذه الخطوة بل يضعون العراقيل امام اقرارها بدلا من دعمهم لها، ولابد من الاشادة بموقف القواعد الشعبية من ابناء الخط الصدري المجاهد في الاستجابة المقبولة والمساهمة في نجاح هذه التجربة الرائدة وهم مطالبون بجهد اكثر ومشاركة اكبر في الانتخابات البرلمانية القادمة من اجل ابعاد الفاشلين الذين لم يقدموا شيء طيلة السنوات الاربع الماضية، الانتخابات التمهيدية للتيار الصدري درس بليغ لكل مدعي الديمقراطية ومن خلالها اثبت الصدريون انهم اكثر ديمقرطية من غيرهم..
مقالات اخرى للكاتب