العالم منشغل منذ فترة ليست بالقصيرة بوباء جديد اسمه (إيبولا) واغلب بلدان العالم اتخذت اجراءات احترازية للحد من انتقاله اليها وكذلك هرعت لتقديم مساعدات مختلفة للدول المنكوبة به ... ولاننا في العراق نختلف عن سائر بلدان العالم في كل شيء فان وباءا جديدا قد انتشر بيننا وهو وباء (نور- بولا) الذي لم يبق شيئا في العراق الا واصابه ... هذه الوباء عبارة عن مخلفات انسان نكره شاءت الصدفة ان يتولى سدة الحكم في العراق ليرى هذا البلد وشعبه على يديه كل ماهو منافي للانسانية والقيم والاخلاق والمباديء العامة بادنى درجاتها ... وارذل ماشهده العراق خلال فترة حكمه هو الاقتتال الطائفي المقيت الذي خلف اجيالا لاتفهم الا لغة الانتقام والدم مابين هذا العراقي وذاك ومايترتب على افة الطائفية من مخلفات اخرى وافرازات لاتقل خطورة وخسّة منها ... انتشر الفاسدون وترعرعوا في كل مفاصل الدولة واصبح همهم الوحيد هو الثراء على حساب الدم والمال العراقي واصبح من كان يحلم بمئة دولار لايتحدث الا بملياراتها واصبح بياع الخُضَر والسمسار بل وحتى (القوّاد) يتحكم بمصير العراق وشعبه نتيجة لسياسات هذا الانسان النكره الذي تربع على صدور العراقيين لثمان سنوات عجاف ولاتزال مخلفاته الى يومنا هذا ...
واستشبر العراقيون خيرا بسلسة من الاجراءات التي اتخدتها الحكومة الجديدة بقيادة العبادي لقطع اصابع هذا الاخطبوط الموبوء والحد من انشار وباءه الملعون ولكنها اجراءات ليست كافية للقضاء على هذا الوباء بشكل نهائي لان من يريد ان يقضي عليه بشكل نهائي عليه ان يقضى على اسبابه اولا لا ان يعالج النتائج قبل ان يعالج الاسباب ... ولما هو معروف بان سبب وباء (الإيبولا) هو الحيوانات البرية فاننا علينا ان نقضي على اسباب انتشار وباء (نور – بولا) لدينا بالقضاء على نفس المسبب للوباء الاول وذلك بالقضاء على (نوري المالكي) بشكل نهائي ...
ان بقاء هذا المجرم حرا طليقا لن يمكن العبادي او غيره من معالجة مخلفاته النتنة لان اذرعه وسمومه منتشرة في كل مفاصل الدولة وبالتالي فان القضاء على راس الافعى سيسهل من عملية القضاء على ماتبقى من مخلفاتها بشكل اسرع.
ان العراق اليوم بحاجة الى رجل قوي وصارم وشرس كي يتمكن من لملمة ماتبقى من شعب اسمه العراق وبلد كان في زمن ما مهدا للحضارات تشظى وتمزق على ايدي برابرة العصر الحديث بدءا بحكم البعث الدموي وانتهاءا بحكم الدعوة الطائفي وبالتالي فان على العبادي اما ان يكون شرسا في التعامل مع راس الافعى وقطعها او ان لايتعامل بالحلول الترقيعية باقالة هذا او اعفاء ذاك او محاسبة موظف بسيط ... من يريد ان يعالج وباءا كوباء (نور – بولا) عليه ان يكون قادرا على مواجهة مسبباته بشجاعة وقوة وان يجتث بحزم كل ماله علاقة بهذا الوباء من خفافيش الليل التي تسرق وتنهب وتقتل بالعراقيين منذ سنوات الى يومنا هذا.
حيدر العبادي ... من المعروف علميا وبحثيا ان سبب وباء (إيبولا) هي الحيوانات البرية والمضيّف الطبيعي لهذا الوباء هي خفافيش الفاكهة من الفصيلة (بتيروبوديداي) وقردة الشمبانزي والغوريلا وبالتالي فان وباءنا القاتل في العراق (نور – بولا) لايمكن القضاء عليه الا بالتخلص من الحيوانات البشرية المسببة له مع القضاء على كل مضيف له من خفافيش الدم العراقي وقردة الشمبانزي والغوريلات المنتشرة في كل مفاصل الدولة والا ... فان العراق ماض لمستقبل اسود وستتحملون انتم شخصيا وزر هذه الارواح التي تزهق كل يوم نتيجة لهذا الوباء القاتل.
* تم إطلاق تسمية (إيبولا) نسبة إلى المكان الأول الذي تم اكتشافه فيه، وهو قرية تقع قرب نهر إيبولا الذي يسري في القارة الأفريقية، داخل جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ووباء (نور – بولا) في العراقي نسبة الى المجرم (نوري المالكي) الذي لايقل اجراما وفتكا بالعراقيين عن وباء (إيبولا).
مقالات اخرى للكاتب